"خطايا صغيرة".. للحياة وجوه أخرى

2020-11-19

هذا الإصدار يندرج ضمن إطار الروايات النفسية

أوميد عبد الكريم إبراهيم

في روايته «خطايا صغيرة» الصادرة عن دار الرواق للنشر والتوزيع، يغوص الكاتب أحمد عبدالمجيد في أعماق النفس البشرية بكل ما تضمه من كنوز، مشاعر، سلوك، اختلاجات واضطرابات، وهناك حاكَ حبكة نجح من خلالها في رسم شخصيات شديدة التعقيد، ووصفها بدقة بالغة، كأنها من لحم ودم، ووظّف الكاتب أعراض أحد الأمراض النفسية بشكل متقن في الرواية، ومن خلالها حدد ملامح شخصياته الرئيسية بكل تصرفاتها، وغرابتها.

هذا العمل يندرج ضمن إطار الروايات النفسية، وفيها يسلط الكاتب الضوء على مرض نفسي يُطلق عليه «الاضطراب ثنائي القطب»، وهو تقلّب شديد في المزاج لمن يصاب به.

أما أحداث الرواية فتدور حول شخصيتين رئيسيتين، هما محيي ولبنى، وفي سياق الرواية يتحدث محيي من خلال بث مباشر على موقع «فيسبوك» عن صديقته المصابة بالمرض المذكور، وعن تصرفاتها، والوقائع التي تمر بها، كما يشرح أعراض المرض وتبعاته على نفسية المريض، ونظرته للآخرين، وعجزه عن التحكم في تصرفاته، وغيرها كثير من الأحداث.

تفاعل القراء بمختلف فئاتهم مع هذا الموضوع المهم، لم يكن غريباً، وتقول إحدى القارئات إن «الكاتب متعمق جداً في مرض ثنائي القطب، ويبدو أنه درسه دراسة مفصلة ليتمكن من رسم الشخصيات بهذه الدقة. أفضل وصف لمرضى ثنائي القطب هو تشبيههم بالأبطال الخارقين؛ هذه حقيقة لم ينتبه إليها أحد من قبل، كما أن الشخصيات مرسومة بدقة بالغة، ولكل شخصية صوت خاص بها، وهذا ما أحبه جداً في الروايات».

ويتحدث أحد القراء عن الرواية قائلاً: «لو قرأتَها ستشعر في قرارة نفسك بأن الكاتب كان طبيبك الخاص، وكنتَ تجلس أمامه لتبوح بأسرارك.

لقد استطاع الكاتب أن يحاور أنواعاً مختلفة من النفس البشرية، وبيّـن على لسان أبطال الرواية كيف تكون النفس الأمّارة، والنفس اللّوامة، والنفس المطمئنة، والنفس الهلوعة، وبيّـن كيف يكون الفخر بالفعل، وكيف يكون الندم على النتيجة. لقد حدّث دواخلنا بكل شيء ونقيضه».

وتُبدي قارئة أخرى تفاعلها مع الرواية، فتقول: «على مدار صفحات الرواية نتعرف إلى مرض ثنائي القطب من خلال وصف شخصية لبنى التي نراها بعين شخص آخر، ووصف ما تمر به في حالات نشاطها، وسكونها، وذلك في إطار درامي نفسي مشوق.

لقد بدأت القراءة وأنا لا أحمل أي توقعات تجاه هذه الرواية، حتى فاجأتني بحبكتها وطريقة عرض الفكرة التي كانت مميزة، وأيضاً طريقة السرد الشائقة التي جعلتني أنهيها في جلسة واحدة».

«نجح الكاتب في رسم شخصيات شديدة التعقيد، ووصفها بدقة بالغة حتى رأيتها أمام عيني، وسمعت أصواتها، ضحكاتها، وبكاءها»؛ بهذه العبارة تفتتح إحدى القارئات حديثها عن الرواية وتمضي قائلة: «لقد وظف الكاتب المرض النفسي بشكل رائع في الرواية.

فتتحدد أمامك ملامح الشخصية وتصرفاتها بكل تعقيداتها وغرابتها. في الواقع جاءت تركيبة الرواية على مزاجي تماماً لدرجة أنني تمنيت لو كنت أنا من كتبها».

وعلى النسق نفسه، تصف قارئة أخرى الرواية بالقول: «تتعمق في النفس البشرية المملوءة بالتعقيدات المتشابكة لتنهي التصور الوهمي بأن الإنسان إما نقاء مطلق، أو شر مطلق، كما أنها تُعرفنا إلى مرض شديد التعقيد. إنها رواية ممتعة وشائقة».

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي