إنترسبت: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.. هل يصلح بايدن ما دمره ترامب؟

2020-11-14

ترامب ونتنياهو

تخيل مباراة لكرة القدم يقرر حارس مرمى أحد فريقيها في منتصف المباراة الذهاب لتناول القهوة، مع غمزة وإيماءة للفريق المنافس.. هكذا كان نهج الرئيس دونالد ترامب تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على مدى السنوات الأربع الماضية.

فقد تركت إدارة ترامب المرمى مفتوحا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليسجل المزيد من الأهداف على حساب الجانب الفلسطيني دون أدنى مقاومة وبتواطؤ كبير من قبل أميركا.

بهذه المقدمة، استهل الكاتب الصحفي مرتضى حسين، مراسل موقع إنترسبت (The Intercept) الأميركي للأمن القومي والسياسة الخارجية، مقالا له بالموقع بعنوان "ترامب دمر أمل السلام الإسرائيلي الفلسطيني.. ولن يتمكن بايدن من إعادة بنائه" يسلط الضوء على الأضرار التي ألحقتها إدارة ترامب بفرص التوصل إلى سلام عادل يرضي طرفي الصراع، ويستشرف مستقبل عملية السلام في ظل عهد الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن.

واقع جديد

توقع المقال أن تعود مقاربة السياسة الخارجية للولايات المتحدة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني في عهد بايدن إلى ما كانت عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، فتعود للتركيز على حل الدولتين ومواصلة الإيهام بلعب دور الوسيط المؤتمن، حتى وإن كانت إسرائيل هي الطرف المفضل لديها عمليا.

وأشار إلى أن هناك جملة من العقبات في هذا المسار، نظرا لشعور وسطاء السلام السابقين في إدارة أوباما بالإحباط بسبب تصرفات إسرائيل إزاء مبادرتي سلام سابقتين مع الجانب الفلسطيني كان مصيرهما الفشل، فضلاً عن الاتفاق النووي الإيراني، ولكن بايدن بالرغم من ذلك كان وسيظل على الأرجح نصيرا تقليديا مؤيدا لإسرائيل في واشنطن.

وقد لا يكون أي مما حدث في الماضي مهما، يقول الكاتب، إذ إن ساحة اللعب في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد تغيرت جذريا عما تركها عليه قدامى محاربي أوباما في عام 2017، وذلك بسبب إقدام ترامب على ترك المرمى الفلسطيني مفتوحا أمام الإسرائيليين.

وفي هذه الحالة، فإن التغير الجذري للحقائق على أرض الواقع سيؤدي إلى نتيجة حتمية، هي أن أي جهود للسلام ستكون مجرد مسمار كبير آخر يدق في نعش حل الدولتين، ومن غير المرجح أن يتمكن بايدن أو أي رئيس آخر للولايات المتحدة من تغيير هذه النتيجة.

بايدن

ترامب أسقط قناع الوسيط

وقال الكاتب إن ترامب وصهره جاريد كوشنر قد ساعدا إسرائيل، على مدى السنوات الأربع الماضية، على تحقيق العديد من المكاسب الدبلوماسية والإستراتيجية دون أن تتجشم عناء تقديم أي تنازلات للجانب الفلسطيني.

وقد أسقط ترامب فجأة جملة من الاعتراضات التي طالما التزمت بها الإدارات الأميركية المختلفة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على مدى عقود، ومن بينها نقل السفارة الأميركية للقدس، وضم مرتفعات الجولان السورية لإسرائيل، وتكثيف بناء المستوطنات غير القانونية، وكذلك خنق المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وهدم أعداد قياسية من منازل الضفة الغربية، وتهديد منظمات حقوق الإنسان التي تنتقد إسرائيل واتهامها بمعاداة السامية، فضلا عن انتزاع اعتراف علني بإسرائيل من عدة دول عربية.

بيد أن الأحداث المذكورة آنفا لا تمثل سوى النزر القليل من التغييرات المذهلة التي حدثت في عهد ترامب فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفقا للكاتب.

تقول ديانا بوتو -المحللة السياسية المقيمة في رام الله المستشارة القانونية السابقة للفريق الفلسطيني خلال اتفاقية أوسلو- إن ترامب قد أوضح مرة واحدة أن الولايات المتحدة مؤيدة بشكل كلي لإسرائيل، وقد نزع قناع الوسيط "الأمين"، وأكد أن دور أميركا في أي مفاوضات هو العمل كمحام لإسرائيل، وأضافت أن الإرث الذي أراد ترامب أن يتركه هو تحقيق كل شيء مدون في قائمة رغبات إسرائيل.

الأجراس لن تسكت

وأشار المقال إلى أن المحللين السياسيين يستبعدون احتمال سير إدارة بايدن في الاتجاه المعاكس لمقاربة ترامب من أجل تحقيق بعض التكافؤ في المفاوضات لصالح الجانب الفلسطيني، إذ من غير المرجح أن يحدث أي تغيير جذري بميزان القوى الجديد -الذي أنشأه كوشنر ونتنياهو وعدد من النافذين في الإدارة الأميركية- في المستقبل القريب.

ويرى يوسف منير -المدير التنفيذي للحملة الأميركية من أجل حقوق الفلسطينيين- أن "هناك بعض الأجراس التي قرعتها إدارة ترامب بشأن هذه القضية لن يتمكن بايدن من تجاهلها أو إسكاتها. وستقبل إدارة بايدن أمورا مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وضم مرتفعات الجولان ودعم التطبيع، بصفتها واقعا جديدا".

وقال منير إن هناك أولويات ستكون على رأس أجندة بايدن، منها حالة الركود الاقتصادي التي تعيشها الولايات المتحدة، والتعاطي مع تفشي وباء كورونا، بالإضافة إلى مجموعة من القضايا الملحة الأخرى التي خلقتها إدارة ترامب على الصعيد الدولي، وتستدعي اهتماما عاجلا من الإدارة الجديدة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي