شبام .. اسم تحمله أكثر من مدينة يمنية

سبأ
2008-06-25

تتشابه أسماء المناطق والمدن في اليمن ، على الرغم من أن تاريخ بعض تلك المناطق يعود إلى ما قبل الإسلام ، وهناك العديد من المناطق تتشابه أسمائها رغم تباعد أماكنها مثل ظفار داوود في منطقة حاشد ,وظفار يحصب عاصمة التبابعة في يريم ,وظفار الحبوضي على ساحل البحر العربي .
ومن بين الأسماء المشهورة يأتي اسم شبام ، الذي تشترك فيه عدة مناطق في اليمن مثل : شبام حراز ، شبام كوكبان ، شبام الغراس وغيرها ، لكن شبام حضرموت تعد من أشهر المناطق التي تحمل هذا الاسم ، والتي تقع في وادي حضرموت ، إلى الشرق من صنعاء وقد ذكرت هذه المنطقة في نقوش المسند بـ " شبم " ضمن مملكة حضرموت ، ويعود تاريخ تلك المدينة التي تعد من أهم مدن وادي حضرموت إلى القرن الرابع بعد الميلاد.
شبام حضرموت تعد أقدم ناطحات سحاب في العالم ، ومركزاً دفاعياً لمدينة حصينة ، إذ ترتفع بيوت شبام المبنية من اللبن - بشكل مثير للإعجاب ما بين 30-40 متراً ، ويتراوح عدد أدوارها بين 5-16 طابقاً .
ويحيط بمدينة شبام حضرموت سور كبير ، وهو مبني على الطراز القديم ، وشوارعها ضيقة ملتوية ، ويتراوح سمك جدران الدور الأرضي لمنازل المدينة بين متر ونصف ومترين ، لكن هذا السمك يتناقص كلما صعدت إلى الأعلى ، باتجاه الحافة العليا للبيت ، كما أن معظم جدران البيوت مبنية من الطين ، إلا أن المنطقة العليا منها تطلى بطبقة كبيرة من الجير الأبيض.
وكانت منظمة اليونسكو قد أدخلت مدينة شبام حضرموت ، العام 1986 ضمن التراث العالمي، بهدف حماية المدينة ، وتم خلال سنوات سابقة تنفيذ العديد من المشاريع الخاصة بحمايتها.
ومن بين المناطق التي تشترك باسم شبام تأتي منطقة شبام الغراس والواقعة إلى الغرب من صنعاء ، وهي عبارة عن جبل وحصن يطلان على مدينة مناخة ،إلى الغرب من العاصمة صنعاء، وكان يطلق عليها قديماً " شبام اليعابر " ، وتشير المصادر التاريخية والأثرية إلى أن شبام حراز " شبام اليعابر " إتخذ منها الملك علي بن محمد الصليحي مقرا لحكمه خلال الفترة " 439-459 هـ " وأنشأ داراً في قمة جبل شبام ، وأتخذها الأتراك بعد استيلائهم عليها في العام 1871 كأحد أمنع معاقلهم في اليمن.
أما شبام كوكبان فـقد جاء تسميتها " شبام يعفر " نسـبة إلى ملوك الـ يعفر خلال فترة " 225-393 هـ " ، الذي سكنوها وأقاموا بها التحصينات والأسوار ، والقصور ، والمنازل ، والأسواق، وشبام كوكبان التي تقع إلى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء تقع على سفح جبل كوكبان الشاهق ، وقد ذكرت شبام كوكبان في نقوش المسند منذ فترة مملكة سبأ ، كما عرفت قديما باسم " شبام أقيان " .
ويعود بناء الجامع الكبير في مدينة شبام كوكبان " شبام أقيان " إلى الدولة اليعفرية قبل العام 300هـ ، ويقال إن من بناه هو الأمير أسعد بن يعفر، ومحمد بن يعفر ، وأن عملية التجديد والتعمير لهذا الجامع تواصلت حتى نهاية الدولة اليعفرية، وتمت زخرفة سقف الجامع على غرار سقف الجامع الكبير بصنعاء ، وفيه أعمدة رخام قديمة ونقوش مسند حجرية لا تزال قائمة حتى الآن .
كما تميزت شبام كوكبان بطابعها الخاص وأسواقها الشعبية على جبل كوكبان " ذخار " ، الواقع خلف شبام ، حيث يوجد الكثير من الكهوف المنحوتة في الخور ، وكانت تستخدم قبل الإسلام كمقابر للأفراد شأنها في ذلك شأن شبام الغراس .
ومثلما نجد التتشابه في الأوضاع في شبام حراز " شبام اليعابر " ، وشبام كوكبان " شبام أقيان "، بإعتبار أنهما أنشئتا على قمم الجبال ، وكانتا من الحصون المعنية والقوية ، إلا أن شبام أقيان تنفرد عن الأولى بأنها تميزت باتخاذها عاصمة لملوك الدولة اليعفرية.
وهناك منطقة رابعة في اليمن تحمل نفس التسمية ، وهي شبام الغراس, "25 كلم إلى شمال شرق العاصمة صنعاء" ، وهي الأخرى نشأت على قمة جبل وحصن ذي مرمر ، وعرفت أيضاً في نقوش المسند أيضاً ، ولكن بـأسم " هجرت شبمم " و " ذشبمم " و " شبمم " ، وقد أثبتت المصادر التاريخية والأثرية أن هناك عدة تسميات لمدينة شبام الغراس ، مثل : " شبام سخيم " نسبة إلى بني سخيم الذين سكنوها قديماً ، و "شبام الجصة " نسبة إلى مادة الجص التي اشتهرت بصناعته المنطقة قديما، بالإضافة إلى "شبام ذي مرمر" نسبة إلى جبل ذي مرمر ، وترجح تلك المصادر إن مدينة شبام الغراس " شبام سخيم " قد برزت وازدهرت قبل القرن الثالث قبل الميلاد.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي