هل أوفى ترامب بوعوده الانتخابية؟ هذا ما يراه الأمريكيون

مصدر: Did Trump keep his campaign promises? Here’s what Americans think.
2020-10-31

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تحليلًا لاستطلاع رأي أجراه ثلاثة باحثين في جامعة نيويورك. خَلُصَ الكُتَّاب إلى أن مؤيدي ترامب الذين يعتقدون أنه فشل في الالتزام بوعوده الانتخابية أكثر ميلًا إلى الإدلاء بأصواتهم لصالح جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.

يستهل الباحثون وهم جان زيلينسكي، المرشح لنيل درجة الدكتوراة، وجوناثان ناجلر، المدير المشارك لمركز وسائل التواصل والسياسات بالجامعة، وجوشوا تاكر، مدير مركز الأردن للدراسات المتقدمة في روسيا بالجامعة، تحليلهم بالقول: قبل أقل من أسبوع على يوم الانتخابات، يبدو على نحوٍ متزايدٍ أن انتخابات عام 2020 تمثل استفتاءً على بقاء الرئيس في السلطة. ومن أجل التوصُّل إلى فهمٍ أفضل لمصادر الدعم الثابت للرئيس في ظل أزمة صحية عامة، أجرينا دراسة بشأن آراء الناخبين المُسجَّلين حول «ملف الإنجاز» السياسي الخاص بترامب.

هل يعتقد الناخبون أن الرئيس أنجز معظم ما وعد به؟

يجيب الكتَّاب: في استطلاع تمثيلي على صعيد وطني أجريناه منذ أسابيع قليلة، وجدنا أن الأمريكيين الذين أيَّدوا ترامب في عام 2016 يعتقدون في الغالب أنَّه أوفى بوعوده الانتخابية فيما يتصل بالقضايا الرئيسة مثل الهجرة والسياسات التجارية. وفي الوقت ذاته، أظهر الاستطلاع الذي أجريناه أن المرشح الديمقراطي جو بايدن يحقق نجاحًا كبيرًا في جلب أصوات ناخبي ترامب في عام 2016 الذين يعتقدون أن الرئيس الأمريكي أخلَف وعودَه.

ومع ذلك نجد أيضًا أنه بصرف النظر عمَّا إذا كان المشارك في الاستطلاع جمهوريًّا، أو مستقلًا، أو حتى ديمقراطيًّا، فإن المواطنين الذين يشاهدون قناة «فوكس نيوز» على أساس يومي يعتقدون على الأرجح أن ترامب أوفى بوعوده.

كيف أجري البحث؟

يُردف الكتَّاب قائلين: أجرينا مقابلات مع 2574 ناخبًا مُسجَّلًا حول مجموعة متنوعة من المسائل السياسية. وأجرت مؤسسة YouGov (المُختصَّة في إجراء الأبحاث والدراسات والتي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها) الدراسة في المدة من 21 حتى 29 سبتمبر (أيلول). وقد حلَّلنا البينات وفقًا لمعايير مسح المجتمع الأمريكي (وهو برنامج مسح ديموغرافي ينفذه مكتب الإحصاء الأمريكي) في عام 2018 المتعلقة بالسن، والنوع، والعِرْق، والتعليم، والدين.

وطرحنا السؤال الآتي على المشاركين في الاستطلاع: «إلى أي مدى تعتقد أن الرئيس ترامب أوفى بوعوده الانتخابية اللاحقة التي قطعها في عام 2016»؟ وطلبنا من المشاركين في الاستطلاع تقييم هذه الوعود الانتخابية الخمسة: 1- بناء الجدار، 2- تجفيف المستنقع (لطالما استخدم ترامب هذا المصطلح في إشارة إلى محاولاته الرامية إلى تحجيم الدولة العميقة ومنع سيطرة أذنابها على مفاصل الدولة)، 3- إصلاح السياسة التجارية مع الصين، 4- إيجاد حل للهجرة غير الشرعية، 5- إلغاء قانون أوباما كير (قانون وضعه الرئيس السابق باراك أوباما بغرض إصلاح الرعاية الصحية) واستبدال قانون آخر به.

الوعود التي قطعها ترامب منذ أربع سنوات

يضيف الكُتَّاب: تضمنت الوعود التي يبدو أنها حققت صدًى واسعًا في عام 2016 وَضْع سياسات أكثر صرامة فيما يتعلق بالهجرة والتجارة والقضاء على الفساد في العاصمة واشنطن، و«تجفيف المستنقع». وكان ترامب قد فرض رسومًا جمركية على البضائع الأجنبية، وفرض قيودًا على الهجرة الشرعية، لكنَّه لم يُكمِل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وهو أحد المكونات الرئيسة المتصلة بوعده بإصلاح الهجرة غير الشرعية.

ومع ذلك، يسعى ترامب جاهدًا إلى أن ينسب الفضل لنفسه فيما يتصل بسياساته التجارية. وفي المدة من 28 سبتمبر حتى 11 أكتوبر (تشرين الأول)، احتلت المسائل التجارية المرتبة الرابعة في قائمة الموضوعات الأكثر شيوعًا في الإعلانات التي يموِّلها ترامب على شاشات التلفزيون.

من هم غير المكترِثين بسجل ترامب؟

في المتوسط وجد البحث أن المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح ترامب في عام 2016 اعتقدوا أن الرئيس لم يُخلِف أيًّا من وعوده الخمسة المذكورة. وفي المقابل أوضح المشاركون في الاستطلاع الذين أدلوا بأصواتهم لصالح هيلاري كلينتون أن ترامب أخلف 4.3 من وعوده.

كما بين البحث أن هناك استقطاب شديد في توزيع الآراء. وبالإضافة إلى ذلك – يقول الباحثون – لا نلاحظ شكوكًا أكبر بشأن سجل سياسة ترامب بين ناخبيه الحاصلين على تعليمٍ دراسيٍ عالٍ.

وتابع الكتًّاب قائلين: كما اكتشفنا أن وسائل الإعلام ربما تؤدي دورًا في إدارة توقعات سجل الرئيس. ونجد أن المشاركين في الاستطلاع الأكثر انبهارًا بسجل ترامب هم المشاهدون الدائمون لقناة «فوكس نيوز». وبالنسبة لناخبي ترامب في عام 2016 الذين يشاهدون قناة «فوكس نيوز» يوميًّا، بلغ متوسط الوعود التي لم تتحقق 0.4 وعدًا. (وذكر الأمريكيون الذين أدلوا بأصواتهم لصالح ترامب منذ أربع سنوات، لكنَّهم أوضحوا أنهم كانوا يشاهدون قناة «فوكس نيوز» أقل من مرة في الأسبوع أن ترامب أخلَّ بمتوسط 1.02 وعدًا).

وفي المقابل كان الرأي القائل إن ترامب فشل في الالتزام بوعوده قويًّا بصفة خاصة بين ناخبي كلينتون الذين يشاهدون قناة «MSNBC» على أساس يومي: إذ وصل عدد الوعود التي يُعتَقَد أنها لم تُحقَّق في هذه المجموعة 4.7 وعدًا من أصل خمسة وعود رئيسة. وبالطبع هناك إشارة مهمة وهي أن: العلاقة بين تلقِّي الأخبار والآراء ليست بالضرورة علاقة سببية.

ما هو الدور الذي تؤديه وسائل التواصل الاجتماعي؟

وأردنا أيضًا معرفة ما إذا كان الاطلاع على المعلومات السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي يُترجَم إلى تفاوتٍ في تقييم الولاية الأولى للرئيس ترامب. وحتى نجيب عن هذا السؤال، أجرينا مقارنة بين التصورات المتعلقة بإنجازات ترامب بين المشاركين في الاستطلاع الذين أوضحوا أنهم غالبًا ما يرون معلومات سياسية ينشرها أصدقاؤهم أو معارفهم أو المُنظَّمات الإخبارية والمعلومات السياسية التي ينشرها السياسيون أو الحملات السياسية في ميزة «آخر الأخبار» على «فيسبوك»، وبين تصورات المشاركين في الاستطلاع الذين أخبرونا أنهم نادرًا ما كانوا يطلعون على معلومات سياسية على «فيسبوك»، أو أنهم لم يطلعوا على ذلك مطلقًا.

ولاحظنا أن متوسط عدد الوعود التي يُتصوَّر أنها لم تُحقَّق بلغ 2.8 من الوعود في أوساط المشاركين في الاستطلاع الذين يرون كثيرًا من الأخبار السياسية في ميزة «آخر الأخبار» الخاصة بهم. وعلى الجانب الآخر، رأى المشاركون في الاستطلاع من بين أولئك الذين نادرًا ما تنشر معارفهم (أو الصفحات التي يتابعونها) محتوًى سياسيًّا على «فيسبوك» أن ترامب نقض في المتوسط 2.6 من وعوده الرئيسة. وتشير هذه النتائج إلى أن الاطلاع على المحتوى السياسي على «فيسبوك» لا يغيِّر من كيفية نظر الأمريكيين إلى الرئيس الحالي تغييرًا جذريًّا.

كيف يؤثر سجل إنجازات ترامب في انتخابات عام 2020؟

يجيب الكتَّاب: نجد أن زهاء نصف ناخبي ترامب في عام 2016 مِمَّن اعتقدوا أن الرئيس نقض أربعة وعود، أو أكثر في دراستنا، أشاروا إلى أنهم سيُدلون بأصواتهم لصالح بادين في انتخابات عام 2020. وعلى النقيض ذكر 2% فقط من ناخبي ترامب في عام 2016 الذين اعتقدوا أن ترامب أخلَّ بثلاثة وعود أو أقل أنهم سيغيرون ولاءهم، وسيُدلُون بأصواتهم لصالح بايدن.

غالبية ناخبي ترامب يعتقدون أنه أوفى بوعوده

ويبدو أن ناخبي ترامب على الجملة يعتقدون أنَّه أوفى بمعظم وعوده. كما أبدوا قناعاتهم بشأن تعامل ترامب مع جائحة كوفيد-19: إذ أخبَرَنا 86٪ من ناخبي ترامب في عام 2016 أنهم يعتقدون أن تعامل ترامب مع الجائحة كان تعاملًا «جيدًا» أو «ممتازًا».

ويختتم الكتَّاب تحليلهم بالقول: ستكون نسبة ناخبي ترامب في عام 2016 الذين سيتخلون عنه في هذا العام صغيرة لا محالة. ولكنَّ دراستنا تشير إلى أن أحد مؤشرات التخلي عنه تتمثل في أن تصوُّر الرئيس لم يرقَ إلى التوقعات التي صنعها لنفسه منذ أربع سنوات.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي