ضغوط هائلة.. العراق أمام اختبار التطبيع مع إسرائيل

أليساندرو برونو/ إنسايد أرابيا
2020-10-22

من المتوقع أن تنضم دول جديدة إلى موجة التطبيع مع (إسرائيل)، وسيتمثل الإنجاز الأكبر في تطبيع العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية، لكن الإنجاز الأكبر من الناحية الجيوسياسية سيتمثل في اختراق دبلوماسي بين (إسرائيل) والعراق، بشكل قد يكسر النفوذ الإيراني.

حفز مؤيدو "اتفاقيات أبراهام" موجة من النشاط الدبلوماسي غير المسبوق في الشرق الأوسط، وكسروا الخط الأحمر المتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية كشرط للتطبيع مع (إسرائيل). وجاءت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين (إسرائيل) ودولتين خليجيتين - هما الإمارات والبحرين - نتيجة لعملية طويلة تكثفت في السنوات الأخيرة.

لكن الاتفاقيات ستعمل أيضًا كمحفز للخلاف الاجتماعي والسياسي في الدول العربية التي تعاني بالفعل من انقسامات عميقة؛ خاصة الدول المرتبطة بشكل وثيق بإيران والتي ظلت آخر معاقل الدعم للقضية الفلسطينية، إلى جانب تركيا في عهد الرئيس "رجب طيب أردوغان".

إغراءات التطبيع

ترى بعض الدول التطبيع مع (إسرائيل) كدواء لعلاج المشاكل الاقتصادية طويلة الأمد، وبالتالي، كأداة لتخفيف الاضطرابات الاجتماعية المتزايدة. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الاعتراف الإقليمي الأوسع بـ(إسرائيل) يفتح فرص استراتيجية طويلة المدى.

موضوع يهمك : أحلام القاهرة الذرية.. هل تحتاج مصر حقا إلى بناء مفاعلات نووية؟

وهكذا، يمكن "رشوة" العراق الذي يحتاج إلى استثمارات وأموال لتعويض الانخفاض الحاد في عائدات النفط في مقابل اتخاذ خطوات مماثلة للبحرين والإمارات، مما سيؤثر على مستقبل العلاقات الإيرانية العراقية.

وستصور واشنطن مثل هذه العمليةباعتبارها جزء من استراتيجية أكبر لاحتواء صعود الصين عبر المحيطين الهندي والهادئ.

جرت محاولات عديدة لتعزيز الروابط بين العراق و(إسرائيل) على مدى السنوات القليلة الماضية، ففي عام 2019، قامت 3 وفود عراقية (مكونة من 15 شخصية سياسية ودينية من الطائفتين السنية والشيعية) بزيارة إلى (إسرائيل) والتقوا بمسؤولين حكوميين وأكاديميين يهود، كما زارت الوفود العراقية النصب التذكاري للهولوكوست.

ويريد زعيم "حزب الأمة" العلماني في العراق، "مثال الألوسي"، وهو سني، أن يحذو العراق حذو الإمارات في إقامة علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل)، ولطالما جادل لصالح تطبيع العلاقات مع تل أبيب. ويعتقد أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد تم استغلاله من قبل عدة دول لمصالحها الخاصة وليس لصالح الشعب الفلسطيني.

ويؤكد "الألوسي" أن القادة العراقيين كانوا بالفعل على اتصال بالإسرائيليين، رغم أنهم ما زالوا حذرين من النفوذ الإيراني.

لا يعترف العراق بـ(إسرائيل)، ونتيجة لذلك، لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين. كما شاركت بغدادفي حرب 1948، ومنذ ذلك الحين والدولتان في حالة حرب من الناحية العلمية.

شاركت القوات العراقية في المعارك ضد (إسرائيل) عامي 1967 و 1973، وأثناء حرب الخليج (1990-1991) أطلق العراق بضع عشرات من صواريخ سكود الباليستية ضد (إسرائيل).







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي