التجميل السام

خدمة شبكة الأمة برس الإخبارية
2009-02-19

تقدر صناعة مواد التجميل والعطور بمليارات الدولارات سنوياً رغم عديد الدراسات التي تؤكد وجود مخاطر كامنة من وراء استخدامها، وخاصة النوعيات التجارية والمقلدة التي تغزو كل اسواق العالم تقريبا.وفي الأسبوع الماضي فقط، صدرت دراسة جديدة تظهر ان المواد الكيماوية العامة المستخدمة في هذه المواد يمكن ان تقضي على خصوبة المرأة. وحقيقة الأمر انه داخل كل هذه العبوات الزجاجية والعلب البراقة واللماعة التي تحتفظ بها النساء في حقائب التجميل، يكمن مزيج من المواد الكيماوية الصناعية الخطيرة والتي ترى الدراسة انها ربما تكون المسؤولة عن كل شيء خطر يصيب المرأة ابتداء من التأثير في الخصوبة وانتهاء بأمراض الحساسية والسرطانات.

 
 
مساوئ صبغات الشعر
 
التهاب الجلد التحسسي هو واحد من أشكال التهابات الجلد ذات الصلة بالاكزيما التي تسببها عناصر خارجية تأتي نتيجة تلامسها مع الجلد.
 
وأحد اكثر المصادر فاعلية لالتهاب الجلد التحسسي عند الإنسان موجود في مادة “بَارافِنيلِين ثُنائِيُّ الأَمين” الصبغية للشعر (paraphenylenediamine)، أو اختصارا باسم PPD، كما يشار اليها ايضا باسم (p-phenylenediamine) باللغة الانجليزية.
 
وهذه المادة ما زالت تستخدم في بعض ملونات الشعر طويلة الامد في العديد من الأسواق العالمية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وذلك بالرغم من منع استخدامها في اصباع الشعر طويلة الأمد في دول أخرى مثل المانيا وفرنسا والسويد منذ عدة سنوات بسبب المخاوف المتزايدة حول تأثيراتها المضرة للصحة.
 
ومع انه لا يسمح بملامسة هذه المادة مباشرة للجلد، الا انه عندما يتم استخدام صبغة الشعر، فإن الكريم يتلامس عادة مع فروة الرأس وغالبا في منطقتي الجبهة والاذنين.
 
وقد وجدت دراسة أجرتها إحدى عيادات التهاب الجلد التحسسي في لندن حول تأثر المصابين بالاكزيما بمادة PPD ان درجة الحساسية من هذه المادة زادت من 2,4 في المائة في يناير/كانون الثاني 1999 إلى 1,7 في المائة في ديسمبر/ كانون الأول 2004.
وقال معدو الدراسة ان الزيادة “المزعجة” في ردة فعل الجلد التحسسية لمادة PPD ربما يكون سببها كثرة عدد مرات صبغ الشعر في سن مبكرة.
 
كما خلصت نتائج دراسة حديثة أجريت على 55 شخصاً يعانون من رد الفعل الانعكاسي لأصباغ الشعر ان مادة PPD تمثل خطراً صحياً أكيداً على هؤلاء الناس، مع ان المسموح ان تصل نسبة تركيز هذه المادة في اصباغ الشعر إلى 6% في دول الاتحاد الأوروبي و4% في الولايات المتحدة.
 
 
 
البديل عن أصباغ الشعر السائدة
 
ان كنت ممن تصبغين شعرك (او تصبغ شعرك) بصفة منتظمة فجربي الاصباغ الطبيعية. ولان ملونات الشعر الداكنة على وجه التحديد تثير تساؤلات حول مأمونيتها، فلذلك خذي في الاعتبار درجات الالوان الفاتحة أو تعلمي كيف تحبين لون شعرك الطبيعي.
 
والاصباغ التي تستخرج من النباتات (مثل الحنة) هي افضل خيار مأمون من تلك التي تعبأ بمواد كيماوية صناعية، كما انها اقل بكثير من ان تسبب ردة فعل تحسسية.
 
وتستخرج اصباغ الشعر النباتية النقية من عدة انواع مثل الزعفران واوراق الريحان السوداء والجوز الاخضر.
اما الحنة (والتي يمكن ان تسبب مشاكل جلدية في حالات نادرة جدا)، فإنها تستخرج من شجيرات الحناء التي تعرف باسمها العلمي (Lawsonia inermis) لكنها الأكثر تأثيراً في التلوين لمدة طويلة لأن جزيئاتها قادرة على اختراق قشرة الشعرة.
 
مساوئ كيماويات مواد التنظيف والشامبو
 
ورغوة الحمام وحتى معاجين الاسنان
 
أوردت تقارير ان سلفات لوريم الصوديوم Sodium lauryl sulphate التي تعرف اختصارا باسم SSL هي أكثر الأسباب المتكررة لتهيج العين عند استعمال الشامبو.
وتستخدم هذه المادة المنظفة والمسببة للرغوة في سلسلة من مواد الرعاية الشخصية والمنتجات المنزلية. ولكن كما أظهرت نتائج الابحاث، فإنها قادرة على اختراق الطبقة الخارجية التي تحمي الجلد إلى عمق يتراوح من 5 إلى 6 ملليمترات (اي ربع انش)، فتصيبه بالتهيج مع انتقال أعمق يحدث بواسطة انظمة الجسم.
 
كما تستخدم هذه المادة بصورة شائعة في المختبر لفحص الإنسان والحيوان من خلال احداث تهيج في الجلد بحيث يمكن بعد ذلك اختيار العلاج الشافي أو تعديل المكونات العلاجية وقياس تأثيرها.
كما يتم احداث تهيج للجلد احيانا من مادة SSL في الاختبارات لزيادة عمق اختراق مواد أخرى.
 
وهذا هو مبعث القلق. فعند استخدام مادة SSL في مواد التجميل أو المنتجات الصحية الشخصية، فإنها قد تسمح لسموم أخرى لاختراق الجلد بشكل أسهل.
 
وتحتوي معاجين الاسنان عادة على هذه المادة لتنظيف الاسنان والفم بفاعلية أكثر وذلك بالرغم من التقارير عن ان هذه المادة تسبب تهيج الغشاء المخاطي في الفم. وهذا بالتحديد هو السبب بين العديد من الأسباب الأخرى التي تحدث قرحات متكررة في الفم.
 
 
هل يسبب “البانيو” حكة؟
 
ان نقع الجسم في حوض الحمام (البانيو) يعرض مناطق الجلد والاعضاء البولية والتناسلية والقناة الشرجية لمادة سلفات لوريل الصوديوم (SSL) المؤذية والموجودة في العديد من انواع “الشامبو” ورغوة الحمام والصابون. وهذا قد يحث على حدوث التهابات في القناة البولية لدى الاشخاص الحساسين لهذه المادة (خاصة الاطفال والرضع). وفي الولايات المتحدة تتضمن رغوات الحمام التي تستخدم للاطفال على تحذيرات تنبه الوالدين إلى هذه المخاطر
 
 
مساوئ طلاء الأظافر
 
يستخدم الفورمالديهايد (وهو غاز عديم اللون) كمادة وقائية حافظة في طلاء الاظافر والصابون ومنتجات التجميل الأخرى.
 
كما توجد هذه المادة ايضا في بعض المنتجات المنزلية مثل طلاء تلميع المفروشات.
 
ويشتبه في ان الفورمالديهايد مادة مسرطنة، كما انه مسبب لتهيج الجلد والعينين.
وتقول الوكالة الدولية لابحاث السرطان (IARC) ان هناك ادلة على ان الفورمالديهايد يسبب شكلا من سرطان الحنجرة عند البشر.
 
ومع ذلك لا تعترض إدارة الأدوية والغذاء الأمريكية FDA على استعمال الفورمالديهايد في مواد التجميل مع وجود قيود معينة ينبغي الالتزام بها. لكن العديد من مواد التجميل التي تدخل هذه المادة في صناعتها لا تتضمن تحذيرات عن احتواء هذه المادة ومخاطرها اذا كانت نسبة تركيزها تتجاور 0.05 في المائة.
 
ما العمل؟
 
الفورمالديهايد هو احدى المواد الكيماوية التي ينصح بتجنبها، فهي مادة تكمن فيها مسببات الحساسية والحكة، إضافة لمكامن المخاطر السرطانية فيها، ولذا يجب البحث عن بدائل حيثما توفر ذلك.

 
مساوئ بودرة “التالك”
 
تستخدم بودرة “التالك”، التي تتكون بنسبة تزيد على 90% من معدن “التالك”، في عدد كبير من منتجات التجميل. منها مظللات العيون، بودرة الأطفال، ومنتجات التجميل الشخصي النسائية.
 
ويفضل استخدام “التالك” لقدرته على تثبيت مواد التجميل على الجلد، ولنسبة شفافيته التي تصل إلى النصف.
وتعتبر ادارة الدواء والغذاء الأمريكية FDA ان نسبة استخدام “التالك” في مواد التجميل آمنة، ولكن برنامج علم السموم الوطني البريطاني (NTP) وجد عام 1993 ان استنشاق الفئران لبودرة التجميل التي تدخل فيها مادة “التالك” أحدث لديها عدداً من الالتهابات الرئوية بما في ذلك سرطان الرئة وسرطانات الكظرية النادرة.
 
وإضافة لذلك، اشارت نتائج ثماني دراسات الى أن مخاطر الاصابة بسرطان الرحم تزيد بنسبة 30-60 في المائة لدى النساء اللواتي يستخدمن بودرة “التالك” في المناطق التناسلية.
 
وقد توصلت الوكالة الدولية لابحاث السرطان (IARC) إلى أن استخدام بودرة “التالك” في هذه المناطق يحتمل أن يكون مسبباً للسرطان عند البشر.



 

مساوئ موانع العرق
البارابينات هي مجموعة تستخدم على نطاق واسع كمواد مانعة تضاف للأغذية ومواد التجميل، وهي احد المكونات الرئيسية في موانع العرق تحت الابط.
 
وقد وضعت هذه المواد تحت المراقبة في السنوات الأخيرة لأنها أظهرت ثأثيرا مماثلاً لهرمون الاستروجين في الدراسات التي أجريت على الحيوانات والخلايا.
 
ومعروف ان هرمون الاستروجين يلعب دوراً في بدايات تطور السرطان.
 
وفي عام 2004 اشرفت الدكتورة فيليبا داربري استاذة علم الأورام في جامعة ريدنج على دراسة اظهرت ان الباربينات يمكن ان تظهر في أنسجة الثدي البشرية.
 
وفي دراسة دنماركية منفصلة جرى خلالها دهن كريمات تجميل تحتوي على الباربينات لستة وعشرين متطوعا من الرجال ظهرت آثار هذه المواد في مجرى الدم خلال ساعة واحدة من دهنها.
 
وتوجد مجموعة الباربينات في عدد من المواد الاستهلاكية، لكن التعرض المزمن لها يمكن ان يحدث نتيجة الاستخدام المتكرر لمواد التجميل الشخصية التي تحتوي عليها، خاصة موانع التعرق تحت الابط ومزيلات الروائح الكريهة.
 
وقد جرى ربط هذه المواد بسرطان الثدي لأنها تستخدم قريبا من الثدي حيث يمكن ان تلتصق بالحمض النووي DNA وتشجع على اتلاف المزيد من الخلايا. كما ان هذه المواد تستخدم غالبا بعد حلق الشعر، وهذا يوفر طريقا أسهل للمواد الكيماوية كي تنفذ إلى الجسم لأن الحلاقة تزيل معها بعضا من طبقة الحماية في الجلد.
 
وهناك شيء آخر يدفع للقلق في هذه المواد التي تستخدم لمنع التعرق تحت الابط وهي وجود املاح الالمنيوم فيها، والتي أجيز استخدامها بمستويات عالية في مزيلات الروائح الكريهة، وفي بعض الأحيان تشكل هذه الاملاح ما نسبته 25% من مكونات المنتج.
 
وقد اظهرت احدى الدراسات ان مادة الالمنيوم يمكن ان ترتبط بمستقبلات الاستروجين في الثدي، كما انها تحاكي تأثير هرمون الاستروجين.
 
وقد تبين من مسح أجري على 437 امرأة من المصابات بسرطان الثدي ان اللواتي كن يستخدمن مزيلات الروائح الكريهة بانتظام بعد حلق الشعر تحت الابط منذ سن مبكرة أصبن بسرطان الثدي في سن مبكرة ايضاً.
وتقول الدكتورة فيليبا داربري “انا لست متأكدة تماماً مما يدفع أي شخص لرش 25% من محلول الالمنيوم تحت ابطه كل يوم.. انه جنون مطلق”.
 
وتضيف “ان الناس يحتاجون لمعرفة ما تحتوي عليه حقاً موانع العرق ومزيلات الروائح الكريهة، فما هو موجود فيها هو فوضى سمية”.
 
ما العمل؟
 
تجنب موانع العرق ومزيلات الروائح الكريهة التي تحتوي على الباربينات والالمنيوم، والتي يجب ان تجدها مطبوعة على ملصق العبوة. وتشجيع الأطفال والشباب على وجه الخصوص لاستعمال المنتجات الطبيعية.


 


 
أكاذيب “منخفض التَّأريج” و”اختبِرَ على الجلد”
 
ان كان جلدك من النوع الحساس، فربما ستختار المنتجات التي تحمل هذه الملصقات على أمل ان تخفض مخاطر ما عانيته من قبل من اي تهيج.
و”منخفض التَّأريج” (Hypoallergenic) و”اختُبِرَ على الجلد” (dermatologist tested) جملتان غالباً ما تجدهما موجودتين على المنتجات الخاصة بالجلد والبشرة، لكن، لسوء الحظ، فإنهما قد يكون لهما القليل أو عدم وجود علاقة لهما بالمنتج. فأي منتج يمكن ان يطلق عليه بصفة رسمية “منخفض التَّأريج”، ولكن في دليل ورد في تقرير عن الحساسية قدم إلى لجنة الاختيار العلمية والتكنولوجية التابعة لمجلس اللوردات البريطاني عام 2007 ذكر البروفيسور ديفيد كوكرودجر أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة شيفيلد “لا توجد أية معايير لما يعرف بمنخفض التَّأريج، أو (Hypoallergenic) بالانجليزية.
وقال “هناك قائمة كبيرة من المنتجات التي اعرف انها تسبب الحساسية، ولذلك فإن ملصق “منخفض التَّأريج” يجعلني اشعر بالسخرية”.
اما “اختُبِرَ على الجلد” فهي جملة لا معنى لها، فقد يزعم عدد قليل من الناس انهم من ذوي الجلد الحساس، وانهم جربوا المنتج على جلدهم ولم تظهر أية ردة فعل تحسسية عندهم تجاه المنتج.
ولذلك، فإن الاختبار يمكن ألا يكون قاطعاً من الناحية العلمية، كما انه لا توجد ضمانات بأن المنتج لن يسبب الحساسية لدى آخرين.
وكان من الملاحظات التي أبدتها اللجنة على التقرير “ان حساسية العنصر تعتمد على ردة فعل الشخص والميل إلى ظهور الحساسية عنده”.
 
وفي عام 2004 وجهت احدى الهيئات الخيرية المتخصصة بفحص المنتجات في اطار حملة مناهضة ضد بعض منتجات مواد التجميل خطابات إلى 10 شركات قيادية بريطانية تطلب منها ان توضح الشروط التي تجعلها تستخدم جملتي “منخفض التَّأريج” و”اختُبِرَ على الجلد” على منتجاتها.
وقد ردت ثماني شركات على هذه الخطابات وأوضحت ان مثل هذه الادعاءات تعود إلى اختبارات قصد منها تقديم تأكيدات للمستهلكين عن مأمونية منتجاتها.
ومع انه تم تقديم معلومات عامة عن هذه الاختبارات، الا أن أياً من هذه الشركات لم تقدم تفاصيل محددة حول التجارب التي أجرتها أو نتائج الاختبارات.

ومن جانبها قامت الهيئة بالطلب من خبيرين في علوم وأمراض الجلديات مراجعة المعلومات التي تلقتها من الشركات الثماني لتقييمها وابداء الرأي فيها، ولكن بسبب ان المعلومات لم تكن كاملة، فإنه ما كان باستطاعة الخبيرين ان يفعلا أي شيء إزاء ذلك.


 


 
هل المنتجات الطبيعية افضل؟
 
تتركب مواد التجميل من صبغات غير عضوية مثل الميكة (مادة شبه زجاجية) وكبريتات الزنك واكسيد الحديد على نطاق واسع، وغالباً ما توصف هذه المواد بأنها “بديل طبيعي” للمنتجات التقليدية.
 
لكن ما يعيب الشركات المصنعة هو افتقارها إلى معايير استخدام المعادن في مواد التجميل، وبذلك يمكن أن يكون تعبير “طبيعي” مغلوطاً. وإضافة لذلك فإن المعادن يجب ان تكون ضمن المواد الكيماوية الخاضعة للتنقية قبل تركيبها في مواد التجميل.
 
ومن القضايا المثيرة للجدل التي تحيط باستخدام المعادن في مواد التجميل هو استخدام جزيئات متناهية الصغر في بعض الماركات من حجم ما يعرف باسم “نانو” (والتي يخشى في حال دخولها الجسم ان تجد مداخل تفاعلية بلا حدود مع كل الأنسجة والأعضاء بما في ذلك الدماغ، وهو ما يمكن ان يسبب تلفا للخلايا ما زالت كيفيته غير مفهومة لدى العلماء).
كما ان بعض مواد التجميل التي تحتوي على معادن يمكن ان يستخدم فيها مواد شديدة السمية مثل “التالك” والألمنيوم وأوكْسي كلُوريد البزْموت (عنصر معدني مركب من الرصاص والخام الذي تستخرج منه معادن نفيسة) والتي قد تسبب تهيجا أو خدوشا في سطح الجلد.
ولذلك، ان وجد التصميم على استخدام مواد التجميل الطبيعية خاصة الماركات الأخلاقية فإن المرء سوف يعرض نفسه بدرجة أقل للكيماويات الصناعية على الوجه من تلك المواد التجميلية التقليدية.






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي