ستراتفور: هكذا تؤثر إصابة ترامب بكورونا على سياسة أمريكا الخارجية

2020-10-03

تزايدت التعليقات والتحليلات بشأن التداعيات السياسية المحلية لإصابة "دونالد ترامب" المؤكدة بـ"كورونا"، لكن من المهم أيضا مسألة ما إذا كان مرضه سيخلق ضغوطا جديدة وتشتيتا يكفيان للتأثير على مبادرات وقرارات السياسة الخارجية الأمريكية، والتأثير كذلك على حسابات حلفاء واشنطن.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، اتخذت معظم الدول نهجا حذرا تجاه الولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن تغير علاقاتها مع واشنطن بشكل كبير بسبب الإصابة المؤكدة لرئيسها.

وطالما ظلت أعراض "ترامب" خفيفة، فإن تأثير الأمر على السياسة الخارجية سيقتصر في المقام الأول على مكاسب القوة الناعمة لمنافسي الولايات المتحدة مثل الصين، فضلا عن المكاسب السياسية ومكاسب التجنيد المحتملة للجهات الفاعلة غير الحكومية مثل المليشيا المدعومة من إيران في العراق.

التأثير على السياسة الخارجية

من غير المرجح أن تؤدي حالة خفيفة أو حتى متوسطة من "كورونا" إلى الحد بشدة من قدرة "ترامب" على تنفيذ واجباته الرئاسية أو التشاور مع كبار مسؤولي وزرائه وموظفيه.

وكانت معظم أولويات السياسة الخارجية قصيرة المدى للبيت الأبيض عالقة في مكانها إلى حد كبير حتى انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.

ويجري بالفعل سحب القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، ولم يكن من المحتمل حدوث تغيير كبير على جبهة التجارة بين الولايات المتحدة والصين قبل إصابة "ترامب"، كما لم يكن هناك توقع كبير بأي مفاجآت في التواصل بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

موضوع يهمك : قيادة موحدة وانتخابات وشيكة.. هل سنشهد حقبة فلسطينية جديدة؟

كما تخضع العديد من مبادرات السياسة الخارجية الأخرى للبيت الأبيض، لا سيما على الجبهات الاقتصادية أو التنظيمية لعمليات بيروقراطية أو قانونية أيضا حاليا، وبالتالي ستكون أقل تأثرا بأي تحويل مؤقت لاهتمام "ترامب". 

التأثير على اللاعبين الخارجيين

على الجبهة الخارجية، اتخذ الشركاء والمنافسون على حد سواء نهجا حذرا تجاه الولايات المتحدة بسبب حالة عدم اليقين بشأن انتخابات نوفمبر.

وقد ترى بعض الحكومات إصابة "ترامب" على أنها فرصة لمبادرات وإجراءات إقليمية تمر دون تدخل الولايات المتحدة.

لكن بالنظر إلى الانتخابات الوشيكة، فإن هناك حالة تأهب قصوى بالفعل من جهاز المخابرات والدفاع الأمريكي، وهو ما لن يتأثر بحدوث أزمة صحية للرئيس.

وبالتالي، يمكن الشعور بالتأثير المباشر في ألاعيب القوة الناعمة وفي الجهات الفاعلة غير الحكومية.

بالنسبة لروسيا والصين والدول الأخرى التي تسعى إلى مزيد من التشويش والانقسام بين الأمريكيين قبل الانتخابات، فإن إصابة "ترامب" توفر الوقود اللازم لاستغلال سرديات وسائل التواصل الاجتماعي شديدة الاستقطاب في الولايات المتحدة.

وبالنسبة للصين على وجه الخصوص، فإن إصابة "ترامب" لن تؤدي إلا إلى تعميق تصورها المستمر منذ شهور عن الولايات المتحدة المشتتة.

فقد انخرطت واشنطن وبكين في منافسة قوة ناعمة بخصوص جائحة "كورونا" والطرق الأكثر فعالية لإدارة الأزمة، بما في ذلك تطوير لقاح.

وقد توفر إصابة "ترامب" فرصة لبكين لتعزيز روايتها حول "كوفيد-19" وانتقاد القيادة العالمية للولايات المتحدة كنموذج موثوق به مقارنة بالنموذج الصيني.

ويوفر ذلك بدوره للصين نافذة زمنية قصيرة لزيادة عروضها للتعاون في تطوير اللقاح وتوزيعه، ليس فقط مع العالم النامي، لكن مع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة التقليديين في أوروبا وآسيا، الذين يشعرون بالقلق أيضا بشأن استراتيجية الإدارة الأمريكية بخصوص فيروس "كورونا" وإضفاء الطابع القومي على اللقاح.

موضوع يهمك بعد وفاة الأمير صباح.. هل تتغير سياسة الكويت في الداخل والخارج؟

كما ستتمكن المنظمات المتشددة من استخدام مرض "ترامب" لحشد الدعم وتذكير المجندين المحتملين بأن الولايات المتحدة ليست قوية بما يكفي كما يجري تصويرها، لكن إصابة "ترامب" لن تجعل واشنطن مشتتة أو غير واعية للرد على الهجمات المسلحة أو الإرهابية.

لكن حتى مع وجود خطر الانتقام العسكري الأمريكي، يظل من المحتمل أن نشهد تصاعدا في الهجمات في أماكن مثل العراق؛ حيث زادت المليشيات المدعومة من إيران من الضربات الصاروخية ضد القوافل الأمريكية وأهداف أخرى خلال العام الماضي.

وقد يستغل تنظيم "الدولة" والجماعات المسلحة الأخرى أيضا الضعف الجديد الذي يتصوره عن الولايات المتحدة لتحقيق مكاسب دعائية، وكوسيلة لجذب اهتمام إضافي للهجمات التي يشنونها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي