هوليود مهووسة بفناء الجنس البشري.. وجورج كلوني يعود لإنقاذ الأرض

2020-09-29

جورج كلوني يعود للتمثيل بعد غياب 4 سنوات

بعد غياب 4 سنوات عن عالم السينما، يعود الممثل الأميركي جورج كلوني بفيلم جديد بعنوان "سماء منتصف الليل" (The Midnight Sky)، من بطولته وإخراجه، ويعرض في ديسمبر/كانون الأول القادم على شبكة نتفليكس.

يبدو أن هوليود مهووسة بقصص انتهاء الأرض وفناء الجنس البشري؛ لكن هذه المرة القصة مختلفة، إذ تدور أحداث فيلم "سماء منتصف الليل" عن عالِم يسمى أوغسطين لوفتوس، يصارع الزمن في محاولة للاتصال بطاقم من رواد فضاء وكالة الطيران والفضاء الأميركية "ناسا" (NASA)، ومنعهم من العودة لكوكب الأرض الذي حلت به كارثة عالمية غامضة.

عجوز وطفلة

يلعب كلوني دور أوغسطين عالم فلك يبلغ من العمر 70 عاما، ويعيش في محطة أبحاث نائية في القطب الشمالي، وقد يكون آخر رجل على وجه الأرض، واختار البقاء في المرصد المغطى بالثلوج؛ لينهي أيامه بمفرده بنفس الطريقة التي عاش بها.

لكنه لن يتمكن من قضاء أخر أيامه بمفرده كما كان يريد، إذا تشاركه وحدته طفلة تدعى إيريس، أخفت نفسها وقت إخلاء مدينتها، ليبدأ أوغسطين بالاهتمام بها وبنفسه، بعد أن كان غير مكترث على الإطلاق بحماية نفسه، ثم يشعر بالمسؤولية تجاه رواد الفضاء، وعليه أن يخرج من ملاذه الآمن ليرسل تحذيرا لهم ألا يعودوا إلى كوكب الأرض.

فبعد أن اكتشف طاقم سفينة الفضاء قمرا جديدا يتمتع بهواء نقي ومناخ صالح لانتقال البشر عليه، لم يعد هناك بشر على قيد الحياة، بعد أن أصبح هواء كوكب الأرض ساما، وقضى على كل ما هو حي، وليس هناك أمل من إنقاذ البشرية سوى طاقم سفينة الفضاء، الذي يحاول أوغسطين إنقاذه.

على متن السفينة توجد سولي أخصائية المهمة التي تقوم بدورها فيليسيتي جونز، وديفيد أويلوو بدور قائد الرحلة أديول، وتيفاني بون بشخصية مايا مهندسة الطيران، وكايل تشاندلر وديميان بيتشير لأدوار ميتشل الطيار وسانشيز عالم الديناميكا، يعملون معا كل في وظيفته لإعادة الاتصال بالأرض والحفاظ على حياتهم داخل المركبة طوال كل هذه المدة.

الواقع المشابه

يستند الفيلم إلى رواية "صباح الخير، منتصف الليل" (Good Morning, Midnight) للكاتبة ليلي بروكس دالتون، عن سلسلة كوارث تلتهم الأرض عام 2049؛ لكن ما حدث خلال عام 2020 جعل كلوني يشبه قصة الفيلم بالواقع الذي عشنا به جميعا من انتشار للأمراض وانهيارات بيئية وصراعات سياسية.

فلم يعلم صناع الفيلم الذي بدأ تصويره في فبراير/شباط السابق قبل انتشار فيروس كورونا، أن الواقع سيقترب من الفيلم إلى هذا الحد، يقول كلوني لمجلة فانيتي فير "كان العالم مكانا مختلفا، لم تكن هناك جائحة؛ لكن في الوقت الحالي لا تبدو صورة كوكب الأرض، التي نعرضها في الفيلم، مختلفة كثيرا عن صور القمر الصناعي للأرض الآن".

حبكتان متداخلتان

تتشابك في الفيلم قصتان وحبكتان مختلفتان تجمع بين فيلم "جاذبية" (Gravity)، و"العائد" (The Revenant)، إذ تنقسم الأحداث بين طاقم ناسا الذي يحاول الاتصال بالأرض، والطفلة الصغيرة مع العالم العجوز المحتضر يواجهان أجواء القطب الجنوبي الوحشية بمفردهما.

وعلق كلوني على صعوبة الموازنة بين عالمين مختلفين أحدهما يحاول أن ينجو على سطح الأرض والأخر معلق في الفضاء؛ لكن لحسن حظه أن له تجارب سابقة فيما يتعلق بأفلام الفضاء لدوره في فيلم "جاذبية" (Gravity) عام 2013 مع المخرج ألفونسو كوارون، وفيلم "سولاريس" (Solaris) عام 2002 للمخرج ستيفن سودربيرغ، مما جعل الأمر أقل تعقيدا.

تغيرات مفاجأة

يحكي كلوني عن التغيير المفاجئ الذي غير مسار شخصية سولي أخصائية المهمة، التي تقوم بدورها فيليسيتي جونز، يقول "بدأنا بتصوير الجزء الخاص بي أولا؛ لأننا كنا في آيسلندا، ولكن بعد حوالي أسبوعين من التصوير تلقيت مكالمة من فيليسيتي، وقالت "أنا حامل".

وبعد أن هنأها كلوني تذكر أن ذلك يتطلب تغير دور فيليسيتي، وبدأ يفكر كثيرا لإيجاد حلول لإخفاء حملها خلال الفيلم؛ لكنه في النهاية قرر أن يجعل طفلها القادم جزءا من قصة الفيلم، وتعلن سولي عن حملها في نهاية الرحلة الفضائية وأن أويلو هو الأب.

أضافت التعديلات المزيد من الحماس والقلق للقصة، بجانب بعض الإلهام، فبينما يحتضر العجوز على سطح الأرض محاولا إنقاذ أخر ما تبقى من البشر، ينمو في الفضاء إنسان وأمل جديد، وكل منهما يحاول الحفاظ على بقاء الجنس البشري بطريقته.

ويبدو أن أمل كلوني لم تكن سعيدة للغاية بدور زوجها الجديد، فبعد أن قرر أن يقوم بنفسه بقص شعره حتى يبدو مظهره غير مثالي وأقرب لواقع الدور الذي يؤديه لمريض سرطان يحتضر، تسبب ذلك بإصابته ببعض الندوب في رأسه، وقال مازحا "لم يتمكن البعض من معرفتي في بداية التصوير، وكانت زوجتي سعيدة للغاية عندما انتهيت من التصوير".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي