فحوصات "كوفيد-19" و"جوازات سفر المناعة".. هل تصبح مفتاح عودة السفر الدولي؟

2020-09-27

بسبب المتاهة الحالية التي شكلتها أزمة جائحة "كوفيد-19"، يواجه المسافرون قواعد متغيرة باستمرار، حيث تفرض المطارات والبلدان وحتى شركات الطيران قيوداً خاصة بها على من يمكنه عبور الحدود الدولية.

وتم اعتماد فحوصات فيروس كورونا كمفتاح للسماح بالسفر من قبل العديد من الدول، مما أدى إلى دعوات تناشد قطاع السفر لاستخدام هذا الإجراء لتسهيل العودة إلى تدفق أكثر طبيعية لحركة المسافرين.

ويفضل المسافرون أيضاً إجراء فحص فيروس كورونا. وبحسب استطلاع "SmartBrief for the Business Traveler"، يعتقد أكثر من نسبة 65% من المشاركين في الاستطلاع أنه يجب الخضوع لفحص فيروس كورونا قبل الإقدام على السفر.

ولكن هل تعد فحوصات كورونا، وإدخال ما يسمى بجوازات سفر المناعة من "كوفيد-19" التي تظهر عندما يتعافى شخص ما من العدوى، هي المفتاح لإعادة العالم إلى التحرك مرة أخرى؟

وتتوفر فئتان من فحوصات "كوفيد-19" التي تحدد ما إذا كنت مصاباً بعدوى حالية أو سابقة.

ويثبت فحص الفيروسات، باستخدام المسحة، ما إذا كان لديك الفيروس حالياً، والمعيار الذهبي هو فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR).

بينما يحدد فحص الأجسام المضادة ما إذا كنت مصاباً بمرض "كوفيد-19" في الماضي. ومن غير المعروف ما إذا كان هذا يعني أن الشخص لديه مناعة من الإصابة بالعدوى مرة أخرى، أو إلى متى قد تستمر هذه المناعة.

وتكمن مشكلة فحص الفيروسات بأنه مجرد فحص عابر في لحظتها. وعندما طرحت أيسلندا فحص "كوفيد-19" في المطار كوسيلة لفتح حدودها، اتضح أن الفيروس لا يزال يصل إلى  حدودها على الرغم من نتائج الفحوصات السلبية، مما دفع البلاد إلى إعادة فرض الحجر الصحي المحدود.

ويقول ريكس جيرالد، كبير الباحثين في جامعة ميسوري للعلوم والتكنولوجيا، إنه لا يعتقد أن الأشخاص لديهم فكرة واضحة عن مفهوم الفحص، موضحاً أنه "في اللحظة التي تجري فيها الفحص، تظهر نتيجة الفحص سلبية، ولكن بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى المنزل، من الممكن أن تكون قد اختلط مع أشخاص مصابين بالعدوى وبالتالي أصبحت أنت مصاباً أيضاً بالعدوى".

إجراء الفحص على أرض الواقع

وأصبحت شركة "طيران الإمارات" أول شركة طيران تطلب من المسافرين الخضوع لفحوصات "كوفيد-19".

وكان مطار هونغ كونغ الدولي أول من يطبق إجراء فحوصات "كوفيد-19" عند الوصول، وقد أوضح منهجه المشكلات اللوجستية المرهقة التي ينطوي عليها هذا الإجراء. ويتم نقل الركاب إلى منشأة للفحص وانتظار نتائجهم، والتي تصل عادة في اليوم ذاته. ومنذ ذلك الحين، فرضت قواعد معقدة على من يُمنع من الدخول، ومن يمكنه عبور المطار إلى وجهة خارجية، ومن عليه تقديم دليل على إجراء الفحص من مختبر معتمد.

وبالطريقة ذاتها، يضع مطار فيينا المسافرين القادمين في منطقة انتظار من أجل انتظار نتائج الفحص الذي يكلف ما قيمته 120 يورو، أي 140 دولاراً.

ويعتمد ما إذا كان الفحص إلزامياً أم لا على البلد الذي تسافر إليه، مما يعني مزيداً من الارتباك للمسافرين واحتمال حدوث المزيد من التأخيرات على غرار الجمارك وفرض العقوبات.

واليوم، تعمل العديد من المطارات، على فرض الفحوصات. لكن أولئك الذين لديهم شهادة صحية تظهر نتيجة فحص "كوفيد-19" سلبية لديهم في غضون 72 ساعة من وصولهم ويمكنهم تخطي إجراء الفحص في المطار.

ويرغب قطاع السفر أن تطور الحكومات نهجاً عالمياً منسق من شأنه أن يحل محل إجراءات حظر السفر والحجر الصحي لمدة 14 يوماً من خلال إجراء فحوصات سريعة ودقيقة.

ويمكن أن يخفف المعيار العالمي من ارتباك المسافر الذي يواجه العديد من المتطلبات وتجول في خاطره العديد من الأسئلة مثل هل يجب إجراء الفحص، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى وكم مرة ستكون هناك حاجة إلى إجراء الفحص أثناء الرحلة؟ وما المطلوب من شركة الطيران، أو الدولة، أو الفندق؟ هل تحتفظ حالات كوفيد-19 المتعافية بالمناعة ضد الإصابة بالعدوى مرة أخرى، وإذا كان الأمر كذلك، إلى متى؟

وحتى تطوير لقاح فعال ضد "كوفيد-19" لن يقدم بالضرورة نهاية لهذه التساؤلات، إذ أن مدة فعاليته ستكون غير معروفة.

وتطبق قائمة دائمة التغير من البلدان، والمطارات، وشركات الطيران وخطوط الرحلات البحرية، والمنتجعات والفنادق قيوداً تتطلب نتيجة فحص سلبي من أجل السفر.

جوازات سفر "المناعة"

وتفضل كل من تشيلي، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة فكرة جوازات سفر "المناعة"، وهي وثيقة مادية أو رقمية تثبت الحصانة ضد "كوفيد-19"، وتحديداً أولئك الذين لديهم أجسام مضادة تجعلهم محصنين من الإصابة بالعدوى مرة أخرى. ولكن مدة المناعة بالنسبة للمرضى المتعافين ما زالت غير معروفة.

وأكد علماء في هونغ كونغ مؤخراً أن هناك رجلاً أصيب مرة أخرى بعدوى الفيروس، بعد مرور أربعة أشهر فقط على الشفاء من المرض.

ويرفض مسؤولو الصحة العامة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، فكرة ما يسمى بجوازات السفر "الخلو من كوفيد-19" أو جوازات السفر المناعة، بسبب قلة المعلومات حول الفيروس.

ويشعر مسؤولو الصحة العامة بالقلق من أن تخفيف متطلبات الفحوصات قد يؤدي إلى زيادة انتشار المرض، وأن الذين لا يخضعون للفحوصات لن يقوموا  بالالتزام بإرشادات ارتداء الأقنعة، أو غسل اليدين، أو مسافة التباعد الجسدي.

وتعد إحدى الابتكارات هي بطاقة السفر الدولية المعنية بـ"كوفيد-19" المقدمة من قبل شركة "Pangea" الإسرائيلية، وهي بطاقة رقمية آمنة مصممة لتمكين تحديد الهوية بسرعة عبر الحدود، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي للشركة رافي كامينر.

وأوضح كامينر أن هذه البطاقة تمكن السلطات من معرفة المستجدات فيما يتعلق بـ"كوفيد-19" لجميع المسافرين القادمين والمغادرين، سواء تم فحصهم، ونتيجة فحوصاتهم.

وأضاف كامينر: "يحتاج المسافرون إلى تقديم طلب إلى السلطات الطبية الحكومية التي تطبق النظام عبر الإنترنت المدمج مع سلطات مراقبة الجوازات التي يمكنها الموافقة أو رفض الدخول بسرعة بناءً على بيانات البطاقة، التي يتم تحديثها تلقائياً عند إجراء الفحص أو عند الحصول على اللقاح".

وفي الوقت الحالي، يُنظر إلى فحوصات "كوفيد-19" على أنها الوسيلة لتحرير قيود المسافرين وتجولهم حول العالم. ومع ذلك، يجب على المسافرين المضي قدماً بحذر.

وتبقى الحقيقة أن الحلول المصممة لفتح حدود السفر الدولي لا تزال صعبة. ولكن التقدم السريع الذي يتم إحرازه يعني أنها مجرد مسألة وقت.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي