قطار التطبيع العربي مع إسرائيل.. هذه الدول قد تكون التالية

مصدر: https://www.middleeasteye.net/news/israel-normalisation-arab-countries-who-next-trump
2020-09-18

في اليوم نفسه الذي وقعت فيه البحرين والإمارات العربية المتحدة اتفاقيات لإقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل في العاصمة الأمريكية واشنطن، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إن خمس دول أخرى في الشرق الأوسط على وشك تطبيع العلاقات مع تل أبيب. وقال ترامب: «لقد قطعنا شوطًا طويلًا في الطريق مع حوالي خمس دول، خمس دول إضافية»، دون أن يسمي هذه الدول.

وأوضح موقع «ميدل إيست آي» – في تقرير كتبته الصحفيتان سندس عاصم وكلوي بينويست – أنه منذ إعلان الإمارات عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل يوم 13 أغسطس (آب) الماضي، ثارت التكهنات بشأن الدول العربية الأخرى التي قد تحذو حذوها، بعدما أعلنت البحرين يوم الجمعة الماضي أنها ستقيم هي الأخرى علاقات رسمية مع تل أبيب.

من التالي في سلسلة التطبيع مع إسرائيل؟

وقبل الشهر الماضي، كانت الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان أبرمتا معاهدات سلام مع إسرائيل هما مصر والأردن المجاورتين لها، واللتان كان لهما أراض احتلتها إسرائيل في أعقاب حرب 1967.

بعكس التطبيع الإماراتي..هل يفتقد التطبيع البحريني الجديد للتفاصيل؟ - البحرين - إسرائيل

وذكر التقرير أن عددًا من الدول العربية مثل: قطر والكويت والجزائر رفضت رفضًا قاطعًا إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل ما لم يتم التوصل إلى قرار بشأن احتلالها للأراضي الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء، ويبدو من المرجح أن تحافظ هذه الدول على هذا الموقف.

وفي الوقت نفسه، فإن بعض الدول الأخرى مثل: ليبيا وسوريا والعراق مشغولة بنزاعاتها وتوتراتها الداخلية، مما يجعل مثل هذه الخطوة الدبلوماسية المثيرة للجدل غير محتملة في المستقبل القريب.

ومع استبعاد الدول السابقة، لا يتبقى لدينا سوى عدد قليل من البلدان التي يُنظر إليها باستمرار باعتبارها مرشحة محتملة للتطبيع، بالرغم من أن الظروف ليست سهلة بالنسبة للعديد من هذه الحكومات. وعلى الرغم من أن هناك دائمًا احتمالًا لظهور اتفاق كان مستبعدًا إلا أن موقع «ميدل إيست آي» قصر الاحتمالات على الدول التي كثيرًا ما يُشار إليها باعتبارها الدول المرجحة لتحذو حذو الإمارات والبحرين.

عُمان: هل ستكون الدولة التالية؟

اعتبر التقرير أنه من المرجح جدًا أن تتبع سلطنة عمان، خُطا البحرين والإمارات وتوقع اتفاقًا مع إسرائيل. وكان وزير الاستخبارات الإسرائيلي قد توقع أن تكون عمان والبحرين هي الدول الخليجية التالية التي تحذو حذو الإمارات في إضفاء الطابع الرسمي على علاقاتها مع إسرائيل.

وسارعت مسقط – على غرار المنامة – إلى الإعراب عن تأييدها للإمارات بعد الاتفاق الذي أعلنت عنه الشهر الماضي. وتحدث وزير خارجيتها يوسف بن علوي بن عبد الله، مع نظيره الإسرائيلي جابي أشكنازي، بعد أيام من إعلان الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي في أغسطس الماضي، وبحث الطرفان «ضرورة تعزيز العلاقات».

كما تحدث ابن عبد الله مع مسؤول من حركة فتح، الحزب الحاكم في السلطة الفلسطينية، وأعرب عن دعم السلطنة «للسلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط». وقال إنه من الضروري استئناف المفاوضات بشأن عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وعلى الرغم من التصريحات الإماراتية والبحرينية، إلا أن الفلسطينيين اعتبروا هذه المزاعم مجرد كلمات جوفاء.

وأشار التقرير إلى أن عمان تقيم بالفعل حوارًا مع إسرائيل منذ سنوات، إذ قام نتنياهو بزيارة نادرة إلى عمان عام 2018، وهو ما اعتُبر انعكاسًا لرغبة الدولة الخليجية في الاضطلاع بدور مؤثر في المنطقة. وكان نتنياهو أول زعيم إسرائيلي يزور السلطنة منذ زيارة شيمون بيريز عام 1996.

السعودية: الأمر محتمل لكنه معقد

أشار ترامب إلى أن المملكة العربية السعودية قد تكون من بين الدول الخمس التي يُتوقع أن توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، إلا أن القيادة السعودية أرسلت إشارات متضاربة حول هذا الموضوع. وقال ترامب للصحفيين، يوم الثلاثاء، في واشنطن: «تحدثت مع العاهل السعودي وأجرينا محادثة رائعة. وأعتقد أن أشياء إيجابية ستحدث هناك أيضًا».

وكان مسؤولون سعوديون قد أكدوا في وقت سابق أن المملكة لن تطبع العلاقات مع إسرائيل خارج إطار مبادرة السلام العربية التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إن موقف حكومته الداعم لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية لم يتغير.

وكتب في تغريدة على موقع تويتر، في وقت سابق هذا الشهر: إن «مواقف المملكة الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني لن تتغير بالسماح بعبور أجواء المملكة للرحلات الجوية القادمة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمغادرة منها إلى كافة الدول، كما أن المملكة تقدر جميع الجهود الرامية إلى تحقيق سلام عادل ودائم وفق مبادرة السلام العربية».

ومع ذلك، فقد قررت السعودية مؤخرًا السماح لأول رحلة جوية بين إسرائيل والإمارات بعبور مجالها الجوي، وهي خطوة وصفها نتنياهو بأنها تمثل «إنجازًا هائلًا». كما فسر البعض خطبة ألقاها إمام المسجد الحرام في مكة مؤخرًا على أنها مقدمة للتطبيع السعودي.

وأوضح التقرير أن «ميدل إيست آي» كشفت الشهر الماضي أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، انسحب من زيارة كانت مقررة إلى واشنطن للقاء نتنياهو، بعدما خشي من تسرب الخبر ومن أن يتحول وجوده في العاصمة الأمريكية إلى «كابوس».

وقالت مصادر للموقع إن ترامب وصهره ومستشاره جاريد كوشنر كانا يضغطان من أجل عقد الاجتماع، لإعادة إحياء صورة ابن سلمان بوصفه صانع سلام عربيًّا شابًّا، وتعزيز الدعم الإقليمي للاتفاق الذي وقعته إسرائيل والإمارات.

كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن هناك خلافًا يدور حاليًا في الرياض بين ابن سلمان ووالده الملك سلمان حول التطبيع. ففي حين يعارض الملك اتفاقات السلام مع إسرائيل، تشير التقارير إلى أن ولي العهد «يظهر انفتاحًا أكبر، لكنه لم يوافق بعد على هذه الخطوة».

وأفادت التقارير بأن الملك أبلغ ترامب في مكالمة هاتفية مؤخرًا بأن المملكة حريصة على تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وأنه يقدر جهود واشنطن لدعم السلام. وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد أكد الملك سلمان لترامب «حرص المملكة على التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية لإحلال السلام».

السودان: انقسام القيادة

ترى الكاتبتان أن ثمة مؤشرات قوية على أن السودان قد يسير على خطا الإمارات والبحرين. بيد أن الانقسامات بين المكونين المدني والعسكري للحكومة الانتقالية سلطت الضوء على الخلافات الداخلية حول هذه المسألة.

وبرزت هذه الخلافات عندما أقالت الحكومة المتحدث باسم وزارة الخارجية بعد إشادته بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وبسبب إشارته إلى أن الخرطوم وتل أبيب تربطهما بالفعل علاقات دبلوماسية سرية. غير أن رئيس المخابرات الإسرائيلية يوسي كوهين، أكد أن حكومته على تواصل مع السودان، وأن التطبيع يمثل «جزءًا من جدول أعمال» العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي وقت سابق من هذا العام، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالقائد العسكري للمجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، وأشارت التقارير إلى أنهما بحثا التطبيع. وينظر بعض المحللين إلى المبادرات السودانية على أنها محاولة من جانب الخرطوم للاستفادة من نِعم واشنطن ورفع العقوبات الأمريكية الخانقة.

موريتانيا: خيار محتمل

أوضح التقرير أن موريتانيا كانت من أوائل الدول العربية التي أعربت عن دعمها للإمارات بعد اتفاقها مع إسرائيل في أغسطس الماضي.

وكانت الدولة الواقعة في شمال غرب أفريقيا والعضو في جامعة الدول العربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل في الماضي، لكنها جمدت العلاقات عام 2009 في أعقاب حرب غزة. وقالت وزارة خارجيتها – في بيان صدر الشهر الماضي – إنها تثق في «حكمة وحسن تقدير» القيادة الإماراتية في تحديد طبيعة علاقتها مع إسرائيل.

وجاء في البيان أن «دولة الإمارات تمتلك السيادة المطلقة والاستقلالية الكاملة في تسيير علاقاتها وتقدير مواقفها، وفق مصالحها الوطنية، ومصالح العرب والمسلمين».

المغرب: الأمر معقد أيضًا

بالرغم من أن المغرب لم يصدر ردًا فوريًا على الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، إلا أن رئيس وزرائه سعد الدين العثماني أعلن بعد أكثر من أسبوع رفض حكومته التطبيع مع إسرائيل.

وفي أول رد فعل رسمي مغربي على الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، قال العثماني: «إن موقف المغرب، ملكًا وحكومة وشعبًا، هو الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك». وأضاف: «هذه خطوط حمراء بالنسبة للمغرب، وهذا يستتبع رفض كل التنازلات التي تتم في هذا المجال، ونرفض أيضًا كل عملية تطبيع مع الكيان الصهيوني (إسرائيل)».

ويتولى الملك محمد السادس رئاسة لجنة القدس في منظمة التعاون الإسلامي، وهو المنصب الذي كان يشغله والده الراحل الملك الحسن الثاني. يذكر أن المغرب وإسرائيل شرعتا في إقامة علاقات منخفضة المستوى عام 1993، بعد التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، إلا أن الرباط علقت العلاقات مع تل أبيب عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 2000.

ورغم أن البلدين لا تربطهما علاقات رسمية، إلا أن النشطاء المغاربة كشفوا عن خطوات متكررة نحو تطبيع العلاقات في الأعوام الأخيرة، وهو ما نفته الحكومة أو التزمت الصمت حياله.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت، في فبراير (شباط) الماضي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مارس ضغوطًا على الولايات المتحدة للاعتراف بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها مقابل اتخاذ الرباط خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وبعد بضعة أشهر، كشفت منظمة العفو الدولية استخدام برامج تجسس إسرائيلية في استهداف نشطاء مغاربة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي