وزير النفط السعودي يحذر من "محاولات الالتفاف" على اتفاق أوبك بلس

2020-09-18

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان

أصدر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان تحذيرا صارما إلى الدول النفطية الأخرى أمس الخميس 17سبتمبر2020، من أجل الالتزام بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها في ظل حالة تدهور أسعار النفط الخام والغموض الذي يحيط بالاقتصاد العالمي نتيجة جائحة كورونا، مشددا على أن القيام بذلك "ليس عملا خيريا".

وقالت وكالة بلومبيرغ الإخبارية إن السعودية أظهرت تصميمها على منع أعضاء أوبك بلس من الغش في حصص إنتاجهم، مشيرة بذلك إلى أقرب حليف لها في المنطقة، الإمارات العربية المتحدة، التي كشفت وثيقة للجنة أوبك بلس أنها ضخت 182 ألف برميل فوق حصتها للإنتاج في أغسطس/آب الماضي.

وكانت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) التي تعتبر السعودية أكبر عضو فيها من حيث الإنتاج والصادرات، قد اتفقت مع عدد من الدول النفطية الأخرى من خارج المنظمة، وفي مقدمتها روسيا، في إطار ما يسمى تجمع أوبك بلس خلال أبريل/نيسان الماضي، على خفض كبير للإنتاج لوقف تراجع أسعار النفط الخام بسبب انخفاض الطلب نتيجة إجراءات الإغلاق وحظر السفر لاحتواء جائحة كورونا في العالم.

وفي مؤتمر عبر تقنية الفيديو كونفرانس مع دول أوبك بلس، حذر عبد العزيز من "تكتيكات زيادة الإنتاج وعدم الالتزام المستتر" بحصص الإنتاج، وانتقد الوزير الأعضاء غير الممتثلين، قائلا إنهم "يضرون بسمعتنا ومصداقيتنا"، دون أن يسمي أحدا.

وأضاف أمام وزراء الدول الأخرى "محاولات الالتفاف على السوق لن تنجح"، مؤكدا أن الدول التي تقدم "وعودا زائفة" عن إنتاجها النفطي لن تهزم هدف التجمع نحو استقرار وتوجيه السوق.

من ناحيته، تعهد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي خلال إيجاز صحفي بعد الاجتماع بأن بلاده ستخفض إنتاجها خلال أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني المقبلين، بما يعوض الكميات الزائدة التي ضختها خلال أغسطس/آب الماضي. وقال نظيره العراقي إحسان إسماعيل إن بلاده ستخفض إنتاجها إلى الحد المتفق عليه بنهاية العام الحالي.

وقالت ٣ مصادر بأوبك بلس لوكالة رويترز إن اللجنة ضغطت على البلدان المتقاعسة في تطبيق التخفيضات مثل العراق ونيجيريا والإمارات لخفض المزيد من الإنتاج، للتعويض عن الإنتاج الزائد في الفترة من مايو/أيار إلى يوليو/تموز، مع مد مهلة التعويض من سبتمبر/أيلول إلى نهاية ديسمبر/كانون الأول.

من ناحيته، أكد محلل شؤون الطاقة في كوميرتس بنك الألماني إيوجين فاينبيرغ أن كلمة الوزير السعودي كانت موجهة نحو الدول الخليجية الأخرى ودول تجمع أوبك بلس، التي لا تبدي رغبة قوية في الالتزام بحصص الإنتاج المتفق عليها.

وأضاف فاينبيرغ في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية من فرانكفورت إن "الاستياء والمشكلات المالية أصبحت واضحة"، مشيرا بشكل خاص إلى الكويت والإمارات العربية المتحدة والعراق التي تدفعها احتياجاتها المالية إلى عدم التقيد بحصص الإنتاج.

ورغم أن بلدانا متزايدة حول العالم بدأت تدريجيا برفع إجراءات الإغلاق، فإن استهلاك النفط لم يعد إلى مستويات ما قبل الإغلاق التي كانت بدورها منخفضة نسبيا.

وزادت أسعار النفط بأكثر من 2% الخميس، إذ تحولت للصعود بعد أن قالت أوبك وحلفاؤها إن مجموعة المنتجين ستضغط على الدول التي لم تلتزم بتخفيضات الإنتاج وتعتزم عقد اجتماع استثنائي في أكتوبر/تشرين الأول إذا ازدادت أسواق النفط تدهورا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي