خلدون الشيخ
أصاب جماهير الكرة الانكليزية الغثيان، من رؤية صفقات نارية، ينجزها تشلسي اللندني، من دون أي تفكير أو هم لما أحدثته أزمة جائحة كورونا على البشرية، من معاناة اقتصادية، وكأن الامر لا يعنيه.
وفي حين أعادت جل الأندية الاوروبية، ومنها العملاقة، حساباتها في ميزانياتها للموسم الجديد، بعد انتقاص مداخيل حضور الجماهير، التي ابتعدت عن المدرجات في الربع الاخير من الموسم الماضي، مثلما ستغيب عن حضور بداية الموسم الجديد الى أمد غير معلوم، بالاضافة الى انتقاص مداخيل حقوق النقل التلفزيوني، بعد امتعاض قنوات البث عن دفع كامل المستحقات، بل والغاء عقود بعض الناقلين، فان جماهير ليفربول ومانشستر سيتي ويونايتد وأرسنال، أصابتها الدهشة من قرب تحطيم تشلسي للرقم القياسي في نافذة انتقال واحدة، والتي تعود الى السيتي حين أنفق في نافذة الانتقالات الصيفية في موسم 2017/2018، 127 مليون جنيه استرليني، جلها على المدافعين، في حين يقترب تشلسي من هذا الرقم بعد ضم الموهبة الألمانية الصاعدة كاي هافيرتز من باير ليفركوزن بعد مفاوضات عسيرة بـ72 مليون استرليني، يضاف اليها مشترطات بقيمة 30 مليونا تتعلق بتحقيق تشلسي ألقابا معينة ولعب هافيرتز عدد مباريات محدد وأرقام أخرى تتعلق بتسجيل الاهداف وصنعها، وهو بهذه الصفقة تخطى رقمه القياسي السابق في قيمة بدل الانتقال، حين دفع 72 مليونا في صيف 2018 لضم حارسه “العقيم” كيبا أريزابالاغا من أتلتيكو مدريد، كم ضم مواطنه المهاجم تيمو فيرنر من لايبزيج بـ47 مليون استرليني، والنجم المغربي حكيم زياش بـ36 مليونا من أياكس الهولندي، والظهير الأيسر الانكليزي بن تشيلويل من ليستر بـ50 مليون استرليني، بالاضافة الى ضم المدافعين البرازيلي تياغو سيلفا والفرنسي مالانغ سار مجانا بعد انتهاء عقديهما، ومع ذلك الى الآن لم ينته المدرب فرانك لامبارد من حفلة الـ”شوبينغ سبري”، لانه ما زال يبحث عن حارس كفؤ بدل العقيم كيبا، وقام بمحاولات لضم حارس أتلتيكو مدريد أوبلاك، وميلان دوناروما واياكس أونانا، ومانشستر يونايتد هندرسون، لكنه يبدو انه على وشك انجاز صفقة ضم حارس رين الفرنسي ادوارد ميندي، بنحو 20 مليون استرليني، ليقربه الى قيمة انفاق قياسية، تفوق 230 مليون استرليني في نافذة واحدة، غير مسبوقة حتى في أيام الازدهار والانتعاش، وبالتأكيد غير مسموع به في حقبة ما بعد كورونا. لكن كيف بامكان تشلسي توفير هذه المبالغ؟
يورغن كلوب مدرب البطل ليفربول امتعض من هذا الانفاق، لكنه قال ان ناديه يدار بطريقة مختلفة عن تشلسي، رغم انه ما زال يحمل الرقم القياسي في قيمة الانفاق في سنة واحدة (نافذتان صيفية وشتوية)، حين أنفق في 2018 مبلغ 236 مليون استرليني، وطبعا هو محق بان تشلسي يدار بطريقة مختلفة، والبعض سيتعجب انه ليس بفضل ثروة المالك رومان أبراموفيتش، الممنوع من دخول بريطانيا في السنوات الأربع الأخيرة لأسباب سياسية، بل سيندهش أكثر اذا علم ان تشلسي سيحقق أيضا أرباحا في نهاية هذه النافذة من الانتقالات.
منذ سنوات، تدير الروسية مارينا غرانوفسكايا شؤون انتقالات اللاعبين والتفاوض في تشلسي، وبفضل النموذج الفريد للنادي في سوق الانتقالات، فانه باتت له القدرة على الشراء قبل بيع من لا حاجة لهم في الفريق، وقلة من الاندية تستطيع فعل ذلك. والآن هناك 36 لاعبا في الفريق الاول، الذي لا يحتاج أكثر من 25 لاعبا بينهم يفترض 8 من شبان الاكاديمية بحسب تعليمات الاتحاد الانكليزي وشرط المشاركة الأوروبية، بينهم 9 قلوب دفاع، وهو بحاجة الى 4 فقط، و7 أظهرة وهو بحاجة 4 فقط، أي ان هناك فائضا، لكن بفضل سياسة البيع والاعارة نجح تشلسي، بادخال 143 مليون استرليني من بيع هازارد الى ريال مدريد، دفع منها دفعتان، 43 مليونا عند الانتقال و57 مليونا هذا الصيف و43 مليونا الصيف المقبل، أي انه حصل على 100 مليون استرليني، ولم يصرفها لانه كان معاقباً من اليويفا بعدم ضم أي لاعب الصيف الماضي، أي ان ميزانية صيف 2019 (تقدر بـ100) و100 مليون هازارد، ما زالت موجودة، بالاضافة لاتمام بيع موراتا الى أتلتيكو مدريد، الذي انضم لعامين اعارة قبل الانتقال الكامل هذا الصيف ليدفع النادي الاسباني 50 مليوناً، والامر ذاته مع باليسيتش حيث دفع أتالانتا 15 مليونا، بالاضافة الى ما بين 40 الى 50 عملية اعارة للاعبيه، مثل ميشي باتشواي، تدخل خزينة النادي بين 60 و80 مليوناً، بالاضافة لميزانية انتقال هذا الصيف، والتي نعتبرها نصف ميزانية الصيف الماضي بسبب كورونا، اضافة الى امكانية كبيرة لبيع الفائضين على الحاجة مثل باكايوكو ودرينكووتر وألونسو وايمرسون وربما كانتي والحارس كيبا وزاباكوستا وغيرهم، ما قد يدخل أكثر من 100 مليون استرليني، وهي مبالغ قد تدخل على خزينة النادي أكثر من 400 مليون استرليني، لنعرف بكل بساطة سر تغريد تشلسي خارج السرب.