تركيا تعلن مناورات عاصفة المتوسط.. أردوغان يتعهد بتمزيق الخرائط "المجحفة"

2020-09-05

أعلنت أنقرة عن مناورات مزمعة في البحر المتوسط ستشارك فيها قوات شمال قبرص، في حين أكد الرئيس التركي قدرة بلاده على تمزيق ما وصفها بالوثائق والخرائط المجحفة بحقها، وذلك في ظل توتر متصاعد مع اليونان.

وأوضح الرئيس رجب طيب أردوغان في كلمة خلال افتتاحه مدينة طبية بإسطنبول، السبت 5سبتمبر2020، أن تركيا مستعدة لتقاسم الحقوق وفق اتفاقات وشروط عادلة، لكنها جاهزة، شعبا وحكومة، لكل الاحتمالات في كل المنصات والمحافل.

وقال إن الجميع يدرك أن تركيا قادرة سياسيا واقتصاديا وعسكريا على "تمزيق الوثائق والخرائط المجحفة المستندة إلى انعدام الأخلاق والمماحكة ضدها".

وأضاف أن بلاده مستعدة لإيضاح ذلك "عبر المرور بتجارب مؤلمة سواء على طاولة المفاوضات أو في الميدان".

وأوضحت وسائل اعلام عربية أن أنقرة تؤكد بهذا مجددا رفضها المساعي اليونانية والغربية لفرض خرائط محددة في شرق المتوسط تحرم تركيا من حقوق اقتصادية، بحجة أن الجرف القاري لليونان يمتد حتى مسافة كيلومترين قبالة الساحل التركي.

حجة الخرائط

وأشارت إلى أن هذه الدعوى تستند إلى وجود جزر يونانية من بينها ميس على مسافة قريبة جدا من الأراضي التركية.

وأضافت أن أنقرة ترفض تلك الدعاوى باعتبارها غير عادلة لأنها تحصر تركيا وحقوقها الاقتصادية في حيز لا يذكر قبالة سواحلها، وأشار إلى أن بعض المسؤولين الأتراك تحدثوا في الآونة الأخيرة عن خرائط يراد فرضها على مدى 100 عام مقبلة، كما فرضت خرائط سابقة في القرن الماضي.

عاصفة المتوسط

في تلك الأثناء، أفادت وزارة الدفاع بأن القوات المسلحة التركية وقيادة قوات السلام في شمال قبرص تعتزمان إجراء مناورات في البحر المتوسط.

وقالت الوزارة إن المناورات مع قبرص الشمالية ستكون في الفترة ما بين 6 و10 سبتمبر/أيلول الحالي تحت اسم عاصفة البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت في بيان إلى أن هذه المناورات السنوية بين البلدين تشمل تدريبات للقوات البحرية والجوية تزامنا مع مناورات للقوات البرية.

ويأتي ذلك في وقت يحاول فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي تخفيف حدة التصعيد، في حين أعلن الجيش التركي أنه يواصل تحمل مسؤولياته وأداء مهامه شرقي البحر المتوسط، ويؤيد الحوار في الوقت ذاته.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن الأمين العام لحلف الناتو أعلن مبادرة لعقد اجتماعات بين العسكريين الأتراك واليونانيين على خلفية التوتر شرقي المتوسط، وإن بلاده تدعم هذه المبادرة.

وشدد أكار على أن القوات المسلحة ستحمي حقوق ومصالح تركيا وفقا للقوانين الدولية، مشيرا إلى أن اليونان سلّحت 16 جزيرة في بحر إيجة في خطوة تعد انتهاكا لاتفاقية لوزان.

صورة جرى رصدها أخيرا لجنود يونانيين في إحدى الجزر القريبة من الساحل التركي

اليونان تتواصل مع الناتو وواشنطن

من المقرر أن يجري وزير الخارجية اليوناني، بحسب وسائل الإعلام اليونانية، اتصالات مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ.

وكان وزير الخارجية اليوناني قد أجرى محادثات هاتفية مع فيليب ريكر مساعد وزير الخارجية الأميركي.

ونقلت عنه صحف يونانية قوله عقب تلك المحادثات إن الأميركيين يكثفون جهود تخفيض التوترات، وإن جملة من المؤشرات تُظهر أن الطرف الأميركي يتبع نهجا مؤيدا لبلاده.

وكان وزير الخارجية اليوناني قال عقب محادثات هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة إن المفاوضات مع تركيا يمكن أن تتم بمجرد مغادرة السفن التركية الجرف القاري اليوناني.

وأعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في وقت سابق أن البلدين العضوين في الحلف "اتفقا على الدخول في محادثات تقنية في مقر الحلف لوضع آلية من أجل منع وقوع أي نزاع عسكري وخفض احتمال وقوع حوادث في شرق المتوسط".

ولكن اليونان نفت الخميس أن تكون اتفقت على عقد محادثات برعاية حلف شمال الأطلسي مع تركيا لخفض تصعيد التوتر بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز.

وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن المعلومات المنشورة التي تزعم أن اليونان وتركيا اتفقتا على عقد ما أطلق عليها "محادثات تقنية" لخفض التصعيد في التوتر في شرق المتوسط لا تتطابق مع الحقيقة.

وتعقيبا على ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن اليونان كذبت بشأن مبادرة الأمين العام لحلف الناتو التي وافقت عليها في البداية قبل أن تتراجع لاحقا.

أدوار فرنسية وإماراتية ومصرية

من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء الإماراتية إن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد ونظيره المصري سامح شكري بحثا خلال اتصال هاتفي الأوضاع بمنطقة شرق البحر المتوسط.

وحول الوجود الفرنسي في شرق المتوسط، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إنه "لا توجد أي علاقة لفرنسا بالمنطقة، ولا حدود لها، وليس لها أي تمثيل في الاتفاقيات المبرمة، وليست لها صلاحية لتمثيل الناتو أو الاتحاد الأوروبي".

وأضاف "جاءت (فرنسا) من مسافة آلاف الكيلومترات لتتحدث عن مبادئ ومزاعم في عدة قضايا"، مشيرا إلى أنها أحضرت عتادها العسكري إلى المنطقة وشاركت في مناورات عدة.

وقال "تفعل ذلك باسم (بذريعة) خفض التوتر، على العكس تماما، فهي تزيد من التوتر، وهم يعلمون أن ما يفعلونه خاطئ"، وإن "التصريحات التي يدلون بها (الفرنسيون) واللغة والأسلوب والمواقف المستخدمة من قبلهم ليست صائبة ولا تخدم الحوار والسلام".

وأكد أن فرنسا "تعتقد أن بإمكانها فعل ما يحلو لها ليس في شرق المتوسط وحسب، بل تطلق التصريحات من العراق أيضا"، محذرا من أن "هذه الأمور لا تخدم السلام والحوار، ولا تنسجم مع روح التحالف (الناتو)، بل هي تصرفات عاطفية، وللعلم فإن هذه الخطوات ليست لها أي نتيجة".

ودعا وزير الدفاع إلى التأمل في السياسة ذات الوجهين لفرنسا وللرئيس إيمانويل ماكرون، مشيرا إلى أن الأخير وصف في تصريحات سابقة حلف الناتو بأنه "ميت سريريا" ثم اختبأ وراء الحلف وخلف الاتحاد الأوروبي.

كما لفت إلى أن ماكرون يعتبر توجيه الإساءات لنبي الإسلام الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) "حرية تعبير"، ولكنه لا يتحمل سؤالا بريئا من أحد الصحفيين، في إشارة إلى توبيخ الرئيس الفرنسي صحفيا من "لوفيغارو".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي