دعاة العولمة البديلة يتنفسون من 'رئة الارض'

خدمة شبكة الأمة برس الإخبارية
2009-01-26
المنتدى الاجتماعي العالمي يعقد دورته الثامنة في قلب غابة الامازون ويجعل منها رمزا لكفاحه البيئي

بيليم (البرازيل) - من كلير دي اوليفيرا

يسعى دعاة العولمة البديلة باتخاذهم قرارا بعقد المنتدى الاجتماعي العالمي في قلب الامازون، الى جعل هذه الغابة الشاسعة المهددة بفعل الصناعات الغذائية رمزا لكفاحهم من اجل حماية البيئة والشعوب الاصلية، حسبما اوضح المنظمون.

ويلتقي حوالي مئة الف ناشط بين 27 يناير/كانون الثاني والاول من فبراير/شباط في اطار المنتدى الاجتماعي العالمي الثامن في مدينة بيليم شمال البرازيل الواقعة على نهر بارا، على مسافة الاف الكيلومترات من مدينة بورتو اليغري (جنوب) التي شهدت انعقاد اول قمة لدعاة العولمة البديلة عام 2001.

وقالت غراتشا كوستا المسؤولة عن منطقة الامازون في "اتحاد الجمعيات البرازيلية"، وهي منظمة غير حكومية تعنى بالتنمية المحلية والمجتمعية، ان المنتدى الاجتماعي العالمي اختار تخصيص اليوم الاول من المداولات الاربعاء لمسألة الحفاظ على الامازون لاعتبارها "رئة الارض التي يسعى السوق بشكل اعمى لامتلاكها والقضاء عليها".

واشارت المنظمة غير الحكومية في وثيقة الى انه "في مواجهة تسارع زوال التنوع الحيوي والازمة المناخية، فان الحفاظ على الامازون وعلى شعوبها يطرح تحديا على مجمل شعوب العالم".

وتمتد اكبر غابة استوائية في العالم على مساحة 5.5 مليون كلم مربع تقع 60% منها في البرازيل وهي مشتركة بين تسع دول من اميركا الجنوبية هي بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والاكوادور وغويانا والبيرو وسورينام وفنزويلا وغويانا الفرنسية.

غير ان المعهد الوطني البرازيلي للابحاث الفضائية حذر من ان هذه الغابة خسرت حتى الان 17% من مساحتها الاصلية، في حين انها تؤوي اكبر خزان من التنوع الحيوي في العالم يضم عُشر اجناس الحيوانات المعروفة واكثر من اربعين الف صنف من النبات وتلعب دورا اساسيا في الحفاظ على توازن الارض المناخي.

وهي تفقد كل سنة الاف الكيلومترات المربعة من مساحتها (12 الف كلم مربع في 2007/2008 في البرازيل) تحت تأثير الصناعات الغذائية (زراعة الصويا بشكل مكثف وتربية المواشي) واستغلال الثروات الحرجية بشكل غير قانوني.

وتعهدت حكومة الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا للمرة الاولى في ديسمبر/كانون الاول الماضي بخفض ظاهرة انحسار الغابات بنسبة 70% بحلول 2018.

والبرازيل هي رابع مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ويتسبب انحسار الغابات بـ75% من هذه الانبعاثات.

كذلك لفتت غراتشا كوستا الى ان اختيار بيليم يشهد ايضا على "التصميم على ابراز هذه المنطقة والشعوب الاصلية" التي تكافح من اجل الحفاظ على نمط حياتها التقليدي.

وفي القسم البرازيلي من الامازون، لم يعد الهنود الاصليون الذين يمثلون 80% من هنود البرازيل سوى اقلية ضئيلة لا يتخطى عدد افرادها 600 الف وسط 25 مليون نسمة ويعيش معظمهم في محميات شاسعة غير ان اراضيهم تنحسر امام توسع الوافدين الجدد الذين يقصدون المنطقة هربا من البؤس والفقر في معظم الاحيان.

ويثير هذا التعايش الصعب خلافات بين المزارعين البيض والهنود الساعين لحماية مسكنهم الطبيعي.

ويشير اتحاد الجمعيات البرازيلية الى ان مجموعات خاصة نافذة برازيلية ومتعددة الجنسيات تتنازع موارد المنطقة من خلال استملاك اراض وتدمير الثروات الحيوانية والنباتية فيها والقضاء على انماط حياة السكان الاصليين "باسم التقدم والتنمية".

ودعت المنظمة غير الحكومية الى "ايجاد السبل الكفيلة بالحفاظ على الغابة للاجيال المقبلة وبتقبل تحديات الابتكارات التكنولوجية" من اجل تقديم نمط تنمية للامازون يقوم على استخدام الموارد بشكل مستدام.
 










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي