كرنفال الهدهد - عبدالودود سيف *

2020-08-09

 

عنقٌ نازفٌ أم وريدْ !
أم دُمىً عَبّدتْ فوق سفح دمي مهرجان!


ينصبُ التيهُ في قدمي سُلماً من ندى
ونوارسَ تفردُ, في سُفنِ الموجِ, أشرعة ً
ومَدى .

وقوافلَ حلمٍ شريدْ ..
تاه يبحث عن حِلْمه في عباب الدخانْ .

في فمي ـ الآسِ تصطافُ قبُرتَانْ :
مرمراً ونشيدْ .

ومرايا تكسِّرني في زجاج أهلتِها :
فضةً .. وشذى .
*

بيننا حَلْبةٌ
وسباقٌ
وأحصنةٌ
ورهانْ .
وبلادُ تقشرِّ فُسْتقَ أشجانها في فمي.

بيننا خطوةٌ.
بيننا خطوتان .
...........
بيننا جبلٌ من خطى
وضبابٌ يكثُّ, وأفقٌ .. وصاريتانْ .
بيننا وطنُ مسهبُ بوجوم الشجى

يغمد الآن فيلقَ أكفانه
ثم يبزغ من بيرقٍ في هوايَ.
ويعزفنا في أساهً .

أرى في المدى :
نجمتين توسدتا عرشَ روحي, وغيمتا في الذهول ..

البعيدْ .

بعيداً بعيداً تباعدتا في مجرات أحزانها
ثم عبَّدتا في متاهة عمري المبددِ بوابتينْ
( ولنقلْ : مخفرينْ )

أنا الآن أَبعدُ عنك بسبعِ صحارى .. وزنزانتينْ
ومثقالِ قلبٍ .. زهيدْ .
وأنتِ هنا ...ك !
تريشينَ عصفورَ حلمٍ تَشَتَتَ مغترباً في ضفاف الدعاءْ

هنا عند بوابةٍ
أرى عَلماً, لا أرى لونَه
وأرى ثلةً من جنود
يتهادونَ ضوضاءَهم

ويعبون أنخابَها في الأسى المستديرِ على الحَدقَاتْ
( ربما الوقتُ: أثناءَ "قاتْ"
أو .... )

هنا عند بوابةٍ
أرى عَلَماً
وكتابا وحيدْ ..
لا أرى لونَه .
وأرى ثلة ًمن جنود

طفا صمتُهم يتطاولُ مشتبهاً بالحروف التي في الكتاب

ومابين قوسِ الأسى .. والأسى
يتعالى صدى قبضاتِ الشجارْ
( كأن الأكفَّ حجارٌ
وملء الأكفَّ حجارْ ).
وبينهما اتسَعَتْ في فضاء البيارقِ
أعني عناقَ البنادقِ
تنهيدة.
قِيلَ : تلك أنا ..

وأشاروا إلى هدهدٍ كان يكتظ متسعاً بالدوارْ .
*

في فمي ـ الملحِ تصطكُ مرثيتانْ .
إذا سرتُ اكتالهُا بالصراخ
تؤنبني بالبكاءْ !

صنعاء 1985

..........................

* أحد أهم شعراء اليمن الكبار







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي