غداة مقتل ثلاثة محتجين ضد تردي أوضاع الكهرباء في البلاد

الكاظمي يوجه قواته بحماية المتظاهرين السلميين

2020-07-30

رئيس الوزراء العراقي  مجتمعاً مع رئيسي جهازي الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب (واع)بغداد - فاضل النشمي - تسعى حكومة رئيس الوزراء العراقي هذه الأيام إلى الخروج بأقل الخسائر على الصعيد الشعبي، بعد أن وجدت نفسها في غضون أقل من ثلاثة أشهر على تسنمها مهام عملها، وسط عاصفة من الاحتجاجات الشعبية الناجمة عن التردي الشديد في أوضاع الشبكة الكهربائية، وعدم قدرتها على تلبية حاجة المواطنين إلى التيار الكهربائي، في ظل الارتفاع الجنوني لدرجات حرارة الجو وتجاوزها سقف الـ50 درجة مئوية.
وتدرك الأوساط الحكومية أن مشكلة الكهرباء كانت ومنذ سنوات بمثابة الشرارة التي تشعل حركة احتجاجات واسعة؛ خصوصاً في مدن وسط وجنوب البلاد التي غالباً ما تسببت في تقويض سمعة الحكومات المتعاقبة، نتيجة حالات القمع التي يجابه بها المحتجون، والخسائر في الأرواح التي تنجم عن ذلك. ويميل كثيرون إلى الاعتقاد بأن مقتل الشاب منتظر الحلفي في يونيو (حزيران) 2015 بعد مشاركته في تظاهرة احتجاجية شمال مدينة البصرة على ضعف وتدهور أوضاع الكهرباء هناك، كان بمثابة نقطة الانطلاق الأكثر أهمية التي مهدت لتظاهرات السنوات اللاحقة.
ومنذ أكثر من أسبوع، تواجه حكومة مصطفى الكاظمي التحدي ذاته الذي واجهته الحكومات السابقة؛ حيث تخرج بانتظام وبطريقة شبه يومية مظاهرات احتجاجية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، ضد تدهور أوضاع الكهرباء. ولم تتمكن حكومة الكاظمي من تفادي حالات العنف التي طالت المتظاهرين في السنوات السابقة من قبل قوات الأمن ومكافحة الشعب؛ حيث سقط في بغداد أول من أمس (الثلاثاء) ثلاثة قتلى، وجرح نحو 15 متظاهراً، ما عرَّض الحكومة إلى انتقادات شديدة من قبل الناشطين والأوساط الشعبية، على الرغم من نفي المتحدث العسكري باسم الكاظمي مسؤولية القوات الأمنية عن حالات القتل، وتحميله ما سماها «مجاميع إجرامية» الوقوف وراء تلك الحوادث.
ودفعت الانتقادات المتواصلة القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى إصدار أوامر لقياداته الأمنية بتوفير الحماية اللازمة للتظاهرات السلمية.
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، أمس (الأربعاء)، أن «الكاظمي عقد اجتماعاً مع رئيس جهاز الأمن الوطني، عبد الغني الأسدي، ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق أول الركن عبد الوهاب الساعدي، وبحثوا الأوضاع الأمنية في البلاد، ومضاعفة الجهود المبذولة لبسط الأمن والاستقرار، وملاحقة العصابات الإجرامية التي تنفذ جرائم الخطف والقتل، وكذلك تعقب خلايا (داعش) الإرهابية».
وأضاف أن «الاجتماع تناول حركة التظاهرات السلمية التي يشهدها عدد من محافظات العراق؛ حيث وجه القائد العام للقوات المسلحة، القوات الأمنية المختصة، وضمن نطاق واجباتها، بتوفير الحماية اللازمة للتظاهرات السلمية، وعدم استخدام أي نوع من أنواع العنف، وتلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين السلميين».
- استمرار المظاهرات
وتواصلت أمس الأربعاء 29-7-2020 المظاهرات في مختلف المدن ومحافظات وسط وجنوب البلاد، ضد تردي أوضاع خدمات الكهرباء؛ حيث عمد متظاهرون في قضاء الهندية في محافظة بابل، إلى قطع الطريق الرابط مع محافظة كربلاء المجاورة. كما قام المئات في محافظة الديوانية بالتظاهر وإحراق الإطارات وسط المدينة.
ونظم العشرات من مواطني قضاء العزيزية شمال محافظة واسط، تظاهرة للمطالبة بالخدمات وإقالة المحافظ، متهمين الحكومة المحلية بعدم الجدية في تحقيق مطالبهم وتوفير الخدمات، لا سيما المتعلقة بتوفير الطاقة الكهربائية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي