مزاعم فساد في صفقة للجيل الخامس بين هواوي وناميبيا

المصدر : الجزيرة
2020-07-17

زعمت عضوة في مجلس بلدية العاصمة في ناميبيا أنها تلقت عرضًا بالرشوة من سياسي محلي لضمان فوز عملاق التكنولوجيا الصيني هواوي بعقد حصري لإنشاء شبكة اتصالات "5جي" (5G) في العاصمة ويندهوك.

وجاءت مزاعم برونهيلد كورنيلياس في إفادة تقدمت بها للشرطة في 19 يونيو/حزيران الماضي.

وقالت كورنيلياس -التي تشغل أيضًا منصب الأمين العام لحزب التجمع من أجل الديمقراطية والتقدم المعارض- إن الرشوة عرضت عليها من قبل نيكانور ندجوزه، زميلها في الحزب، ويشغل منصب مدير الانتخابات داخل الحزب.

وحسب المزاعم، فإن ندجوزه يعمل نيابة عن ابن أخيه ريكليف كانجورايموني، المعروف أيضا باسم "مينج"، والذي يشغل منصب رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مدينة ويندهوك.

تأتي هذه المزاعم بعد شهور من تعرض ناميبيا لهزة عنيفة بسبب عدد من فضائح الفساد التي أطلقتها ما تعرف "بملفات السمك الفاسد"، وتمخض الكشف عنها عن استقالة وزيرين في الحكومة، هما وزير العدل السابق القاضي ساكي شانغالا، ووزير الثروة السمكية السابق بيرنهارد إيساو، إثر تحقيق مشترك مع منظمة ويكيليكس ووسائل الإعلام في آيسلندا.

وما زال شانغالا وإيساو رهن الاعتقال منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بانتظار تقديمهما للمحاكمة بتهمة الفساد وغسل الأموال والاحتيال.

حقوق حصرية لهواوي الصينية

وأوضحت كورنيلياس في إفادتها أن ندجوزه أشار إلى وجود 40 مليون دولار نامبيني (2.4 مليون دولار أميركي) على هيئة مبلغ متاح لمستفيدين محتملين من الصفقة التي من المفروض أن تمنح هواوي حقوقا حصرية لتطوير بنية تحتية لشبكة اتصالات "5جي".

وبعد معارضتها في وقت مبكر هذا العام للتوقيع على مذكرة تفاهم بين مجلس بلدية العاصمة وشركة هواوي، تزعم كورنيلياس أنها تلقت عرضا بأن يُدفع لها مبلغ 6 ملايين دولار ناميبي (بين 300 و600 ألف دولار أميركي) لكي تتوقف عن معارضتها، وتسمح لمجلس بلدية المدينة بالموافقة على توقيع مذكرة التفاهم.

وحسب ما أفادت به كورنيلياس، فإن ندجوزه أخبرها في 12 مايو/أيار الماضي أنها يمكن أن تتلقى الدفعة المالية مقابل التوقف عن معارضتها للتوقيع على مذكرة التفاهم مع هواوي. وتزعم كورنيلياس أن ندجوزه أخبرها أن الصفقة مع هواوي يتصدر لها ابن أخيه.

وحسب ما تقوله كورنيلياس، فقد طلب كانجورايموني من ندجوزه المساعدة -علما أنه عضو في الحزب نفسه الذي تنتمي إليه كورنيلياس- لإقناعها بقبول الرشوة والسماح بتوقيع مذكرة التفاهم.

لا دليل على علم هواوي

تقول كورنيلياس في إفادتها إنها قامت -بعد العرض الذي جاءها من ندجوزه- بإبلاغ الشرطة عن محاولة الرشوة، فزودتها بأجهزة تسجيل مخفية لاستخدامها في الاجتماعات القادمة مع كانجورايموني وندجوزه.

وتبين الإفادة كيف أنه في اليوم التالي مباشرة، أي في 20 مايو/أيار، طلب كانجورايموني لقاء مع كورنيلياس وندجوزه، فمر عليها ندجوزه واصطحبها من مقر بلدية العاصمة إلى محطة وقود على مشارف البلدة، وفي الطريق أخبر ندجوزه كورنيلياس بأن "الأشخاص المحليين الذين نثق بهم" سيرتبون مشروعا مشتركا مع هواوي.

وتشرح كورنيلياس كيف أخبرها ندجوزه بأن "تسترخي"، وقال لها إنها "في أيد أمينة"، بعد أن أعلمته بأنها تخشى المشاركة في مخطط كهذا، خاصة بعد ردود الفعل التي سببها تحقيق "مصيدة الفساد" حول قضية ملفات "السمك الفاسد".

ويؤكد التصوير أن ندجوزه وصل محطة الوقود مع كورنيلياس في الساعة 16:44 بالتوقيت المحلي، بعد نحو 10 دقائق من وصول كانجورايموني، ثم ظهر ندجوزه وكانجورايموني وهما يتحاوران خارج السيارة، قبل أن يدخل كانجورايموني سيارة ندجوزه وينطلقان بها.

ثم يتوجه الثلاثة إلى حديقة إيغلز بير النائية والمطلة على مجمع مياه ويندهوكس آفيس، وتشرح كورنيلياس كيف أن كانجورايموني وندجوزه كانا حريصين على تجنب أن يلاحظ أحد لقاءهما. وخلال المحادثة، أخبر كانجورايموني كورنيلياس أن كل ما تم تداوله بينهم ينبغي أن يظل طي الكتمان، وأنه هو الذي يقف وراء خطة الصفقة مع هواوي، وأن الصفقة سوف "تعود بالفائدة علينا جميعًا".

وحسب ما ورد في الإفادة، فإنه عندما سألت كورنيلياس متى بإمكانها أن تحصل على المال؟ رد كانجورايموني بأن المال سيأتي عندما يتم التوقيع على مذكرة التفاهم ويبدأ المشروع.

وتزعم كورنيلياس أن اللقاء مع ندجوزه وكانجورايموني سُجل سرًّا باستخدام أجهزة مخفية مثبتة في طاقيتها وملابسها الداخلية كجزء من التحقيق الذي تجريه الشرطة.

وقال كانجورايموني في تصريح مكتوب "لا يوجد دليل على أي تسجيل أخبرت فيه السيدة كورنيلياس حول أي أشخاص سيستفيدون من مشروع هواوي". وادعى أن كورنيلياس لديها دوافع تجعلها تسيء تصوير الوضع، وأضاف "أنفي مزاعمها الباطلة".

أما ندجوزه فلم يرد على طلب للتعليق على الأمر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي