مغامر متعدد المواهب.. لطفي لبيب يطوي صفحة الفن بالاعتزال المؤقت

2020-07-14

ريتا فؤاد

لم يجد الفنان المصري لطفي لبيب بدا من طمئنة جمهوره بنفسه بعد تداول بعض الشائعات التي تفيد بتدهور حالته الصحية ودخوله العناية المركزة، فأطل النجم من خلال فيديو شاركه مع جمهوره ذكر فيه أن الأخبار المتداولة عنه لا أساس لها من الصحة، وأنه في أفضل حال وما زال قادرا على الحركة والحديث كما هو ظاهر بالبرهان.

لكنه في الوقت نفسه لم يخف عليهم تفاصيل حالته الحالية، إذ أكد تعرضه لجلطة دماغية قبل مدة أثرت على الحركة في نصفه الأيسر، وهو ما أثر بدوره على وجوده الفني وموقفه من التمثيل، خاصة أنه يرفض مطالبة المخرجين بتفصيل الأدوار المرشح لها لتلائم حالته الجسمانية، أو قبول أدوار يظل جالسا فيها طوال الوقت، مما يؤثر على المصداقية الدرامية، وذلك احتراما لمشواره الفني.

وهو ما يعني أنه لن يشارك بأي أعمال فنية في الوقت الحالي إلى أن تتحسن صحته، فإذا أراد الجمهور اعتبار هذا القرار بمثابة اعتزال أو حتى شبه اعتزال فلا بأس في ذلك، كل ما يهمه أن يدعو له جمهوره بالشفاء، لكنه أكد أنه إن ابتعد عن التمثيل إلا أن ذلك لا يعني تركه الفن.

متعدد الموهبة

هكذا تصدر لطفي لبيب مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث على غوغل، خاصة بعد تهافت الجمهور وزملائه من الفنانين على تمني الشفاء له، وهو ما تزامن مع تأكيد لبيب استغلاله تفرغه الحالي وتوقفه عن التمثيل في الكتابة، حتى أنه انتهى بالفعل من كتابة سيناريو مسلسل معروض حاليا على إحدى شركات الإنتاج التي تقوم بقراءته ومراجعته للبت في أمره.

وهذه ليست تجربة لبيب الأولى بالكتابة، إذ سبق له تأليف كتاب يحمل اسم "الكتيبة 26" الذي سجل خلاله تجربته الحية والتفصيلية في القوات المسلحة المصرية أثناء حرب الاستنزاف والعبور، وقد صدر الكتاب قبل ما يقارب 40 عاما، وحقق نجاحا كبيرا حتى أنه بيعت منه 3 طبعات نفدت بأكملها.

ومع أنه أعد سيناريو وحوارا للكتاب وتمنى تحويله إلى فيلم سينمائي -خاصة مع اقتناعه أن كل الأفلام التي صورت عن الحرب لم تقدم الوجه الحقيقي لها، وأن الأمر يستلزم المرور بالتجربة للكتابة عنها بصدق- إلا أن مشروعه لم ير النور.

ولما كان لا يحب "البروباغاندا" على حد تعبيره، وليس لديه من العلاقات ما يؤهله لتحقيق حلمه فإن الأمر انتهى بكتابه محفوظا في أحد الأدراج، لكنه رغم مرور كل تلك السنوات لم يفقد الأمل حتى الآن.

المثابر

ويبدو أن المثابرة ليست شيئا غريبا على لطفي لبيب، ومشواره أكبر دليل على ذلك، فهو وإن تخرج من معهد الفنون المسرحية بصحبة جيل من النجوم -على رأسهم محمد صبحي ونبيل الحلفاوي وهادي الجيار وشعبان حسين وغيرهم- إلا أن حظه جعله يلتحق بالجيش لما يقارب 6 سنوات كان شاهدا خلالها على حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر/تشرين الأول وما تلاهما، وهي التجربة التي أثرت حسه الإنساني.

وبعد تلك التجربة سافر للعمل في إحدى الدول العربية لبعض الوقت، الأمر الذي عطله فنيا وجعله زملاء دفعته يسبقونه فنيا وجماهيريا، ورغم ذلك استطاع عند رجوعه أن يثبت نفسه من خلال المسرح الذي قدم عبره الكثير من الأعمال الفنية المهمة التي أكدت ثقل موهبته.

ومن بين هذه المسرحيات التي شارك فيها مسرحية "المغنية الصلعاء ما زالت صلعاء" للمخرج سمير العصفوري، ومسرحية "الرهائن" التي صدرت في 1981 وعرف بسببها في الوسط الفني، كذلك شارك في مسرحية "الملك هو الملك" التي استمر عرضها بين 1988 و2003.

المغامر

مشوار لطفي لبيب استمر لسنوات طويلة نتج عنها ما يقارب 350 عملا فنيا تنوعت بين الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، ومع أنه قدم العديد من الأدوار الثقيلة مثل مسلسل "الرحايا"، وفيلم "كلام في الممنوع"، ومسرحية "الملك لير" وغيرها إلا أنه اكتسب مكانته في قلوب الجمهور من الشباب بعد أن شق طريقه إلى السينما مشاركا نجوم الكوميديا أعمالهم.

لم يخش المغامرة أو تغيير جلده، ولم يتمسك بالأدوار الجادة التي تليق بملامح وجهه أو بنوعية الأعمال المفضلة بالنسبة له، ولم يقل إما أدوار البطولة أو ذات المساحات الكبيرة وإما فلا، رافضا التراجع خطوة للخلف، بل وافق على لعب الأدوار الثانية وربما الثالثة بأفلام جيل الشباب، بداية من محمد هنيدي مرورا بمحمد سعد ووصولا إلى أحمد حلمي، ليصبح شريكا لهم في النجاح.

أما الدور الذي كان نقطة تحول في مسيرته وجعل المخرجين يتهافتون عليه بعدها ويضعونه في خانة واحدة مع النجم الراحل حسن حسني بمنطقة "خط الوسط" التي تربع الأخير لسنوات على عرشها فهو دور السفير الإسرائيلي الذي قدمه بفيلم "السفارة في العمارة" برفقة الزعيم.

وهو الدور الذي حذره منه هنيدي وصلاح السعدني، لكن شجعه على أدائه عادل إمام والمخرج سعيد حامد، مؤكدين له أنه سيحدث نقلة فنية كبرى بمشواره وهو ما حدث بالفعل، سواء على مستوى الأجر أو كم الأدوار التي صارت تعرض عليه.

يذكر أن آخر عمل سينمائي شارك فيه لطفي لبيب هو فيلم "خيال مآتة" الذي صدر في 2019، وعلى الرغم من أنه حاول رفض المشاركة به نظرا لسوء حالته الصحية فإن بطل العمل أحمد حلمي تمسك به، أما آخر مسلسل تلفزيوني فكان العمل الكوميدي "رجالة البيت" الذي عرض في رمضان الماضي، وكان من بطولة أكرم حسني وأحمد فهمي وبيومي فؤاد.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي