رأى أن «لقاء بعبدا» زاد الانقسام

الراعي يدعو عون إلى مصالحة الأسرتين العربية والدولية «قبل فوات الأوان»

2020-06-29

البطريرك الماروني بشارة الراعيبيروت - وجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي انتقاداً شديداً لـ«لقاء بعبدا» الذي عُقد الخميس الماضي بدعوة من رئيس الجمهورية ميشال عون، معتبراً أنه «زاد في الانقسام السياسي الداخلي في لبنان بسبب عدم الإعداد له كما يلزم»، داعياً رئيس الجمهورية إلى «الإعداد لمؤتمر وطني شامل بالتنسيق مع دول صديقة، ومصالحة لبنان مع الأسرتين العربية والدولية قبل فوات الأوان».
وأكد الراعي في عظة الأحد 28-6-2020 أن الوضع الحالي في لبنان «يقتضي منّا التكاتف مع جميع مكونات مجتمعنا ودولتنا، فنوحّد جهودنا من أجل إنقاذ مجتمعنا من الجوع والعوز والحرمان الشديد بمبادرات إنسانية فردية وجماعية وعبر المؤسسات الاجتماعية الإنسانية، ومن أجل إنقاذ دولتنا من الانهيار، محافظين على سلامة سياستها الضامنة نظامها الديمقراطي ونمو اقتصادها الحر ووفرة ماليتها العامة، وإنماء المواطن والمجتمع».

وأضاف: «هذا ما كنا نأمله من اللقاء الوطني الذي عُقد في القصر الجمهوري في الخامس والعشرين من الحالي. لكنه، بسبب عدم الإعداد له كما يلزم، زاد بكل أسف في الانقسام السياسي الداخلي المتسبب أصلاً بفقدان الثقة بجميع السياسيين والقيمين على شؤون الدولة. فتسبب من جديد بالتراجع الاقتصادي، وفلتان الدولار، ورفع عدد الفقراء والعائلات المعدمة». ولفت أيضاً إلى ما وصفه بـ«الصدمة التي أصابت شباننا وشاباتنا الذين يتظاهرون في ثورة إيجابية منذ نحو تسعة أشهر، منتشرين على الطرق وفي الساحات العامة، وتألموا من المندسين والمخربين ومَن وراءهم، وقد اعتدوا على الأملاك العامة والخاصة، وشوهوا وجه القضية التي من أجلها نشأت الانتفاضة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».
وفيما عبّر الراعي عن تقديره «محاولات رئيس الجمهورية لمعالجة الأوضاع»، ناشده «التعويض عن غياب الشراكة الوطنية والتنوع السياسي في لقاء بعبدا، بالإعداد لمؤتمر وطني شامل، بالتنسيق مع دول صديقة، تمكن لبنان من مواجهة التحديات، ومصالحة ذاته مع الأسرتين العربية والدولية، قبل فوات الأوان».
وناشد كذلك «الحكومة، رئيساً ووزراء، العمل على استعادة الثقة الداخلية والخارجية الآخذة بالتراجع بكل أسف، والقيام سريعاً بإجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات التي باتت مطلوبة من الجميع. كما نناشدهم رسم سياسة الدولة العامة عملاً بالدستور والروح الميثاقية والثوابت اللبنانية والمبادئ الوطنية». وقال: «كفانا انحيازاً وعزلة، كفانا هروباً من القرارات العادلة والجريئة ومعالجة ما تسمى النقاط الخلافية، لئلا تتم فينا المقولة المميتة: من أخفى علته مات فيها! كفانا تعطيلاً للمسيرة نحو الأفضل! كفانا إفقاراً للدولة والشعب وقهراً للأجيال الطالعة».
وعبّر الراعي عن أسفه للقرار القضائي الذي طال السفيرة الأميركية في بيروت، قائلاً: «لقد أسفنا جداً لأن يصدر في الأمس حكم قضائي مستغرب يمنع شخصية دبلوماسية تمثل دولة عظمى من حق التعبير عن الرأي، ويمنع جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية من إجراء أي مقابلة معها أو أي حديث لمدة سنة، كما أسفنا واستغربنا أن يصدر في يوم عطلة وخلافاً للأصول القانونية، مشوهاً هكذا صورة القضاء اللبناني، ومخالفاً للدستور، وناقضاً المعاهدات الدولية والاتفاقيات الدبلوماسية. فاقتضى الاستنكار وتوجب التصويب».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي