الاتحاد الأوروبي أمام امتحان توحيد الصفوف بعد كورونا

2020-06-20

بحاجة إلى خطة إنعاشبروكسل - دعا مسؤولو الاتحاد الأوروبي الجمعة 19-6-2020 قادة دول الاتحاد الـ27 خلال قمة افتراضية إلى توحيد الصفوف للتوصل سريعا إلى اتفاق حول خطة إنعاش ضخمة لمرحلة ما بعد كورونا، بهدف إخراج القارة العجوز من ركود تاريخي.

ومن شأن اتفاق على هذا المشروع الذي تبلغ قيمته 750 مليار يورو أن يشكل خطوة تاريخية في البناء الأوروبي.

والموضوع الرئيسي على طاولة المحادثات التي من المقرر أن تستمرّ حتى نهاية يوليو، خطة إنعاش بقيمة 750 مليار يورو بينها 500 مليار يُعاد توزيعها على شكل منح للدول الأكثر تضررا جراء الأزمة الصحية على غرار إسبانيا وإيطاليا.

ورغم أن القمة الافتراضية لم تنتج أي اتفاق، لكن يُفترض أن تتيح جسّ نبض دول على غرار هولندا والنمسا والسويد والدنمارك التي ترفض التحدث عن منح وتدعو إلى إعطاء قروض للدول المتضررة.

وأوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجمعة أن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متفقة حول ضرورة الحصول على دين مشترك لتمويل خطة تعافي التكتل من آثار كوفيد – 19، ويأتي ذلك عقب نقاشات أوروبية حول خطة مقترحة بقيمة 750 مليار يورو.

وأضافت ميركل في تصريح للصحافة “لا أحد يشكك في أن المفوضية الأوروبية ستصدر سندات”.

مع ذلك، أشارت الزعيمة الألمانية إلى وجود خلافات حول حجم خطة التعافي وطريقة توزيعها بين منح وقروض، واعتبرت أنه “لا مبالغة في القول إننا نواجه أكبر تحد اقتصادي في تاريخ الاتحاد الأوروبي”.

وفي وقت تجاوز عدد الوفيات جراء الوباء في العالم عتبة الـ450 ألفا، في حصيلة تضاعفت خلال شهر ونصف الشهر، جرى الإعلان عن 25 إصابة جديدة بالفايروس الجمعة في بكين، ما يرفع عدد الإصابات بالمرض منذ الأسبوع الماضي إلى 183 في العاصمة الصينية التي تعدّ 21 مليون نسمة.

لكن الولايات المتحدة شككت بـ”مصداقية” الأعداد في الصين، داعية إلى إرسال مراقبين “حياديين”.

وقال مساعد وزير الخارجيّة الأميركي لمنطقة شرق آسيا ديفيد ستيلويل للصحافيّين “أودّ أن أصدّق أنّ أرقامهم أقرب إلى الواقع ممّا رأيناه في ووهان وأجزاء أخرى من الصين”.

ونشرت السلطات الصينية معطيات علمية توحي بأن الفايروس المسؤول عن ارتفاع عدد الإصابات في بكين مماثل للذي انتشر في القارة الأوروبية منذ أسابيع أو أشهر.

ورأى بين كولينغ الأستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة هونغ كونغ أنه “من الممكن أن يكون الفايروس الذي يتسبب اليوم بوباء في بكين قد انتقل من ووهان إلى أوروبا وعاد الآن إلى الصين”.

وسجلت الولايات المتحدة قفزة لكورونا المستجدّ في حوالي عشرين ولاية خصوصا في جنوب وشرق البلاد، فيما اعتبر خبير الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي في مقابلة صحافية أن تدابير عزل جديدة لن تكون ضرورية.

وشدد فاوتشي على ضرورة اتباع نهج محلي في التعامل مع الفايروس، بما في ذلك ما يتعلق بالمسألة الحاسمة حول موعد إعادة فتح المدارس.

والولايات المتّحدة حيث سُجلت قرابة 120 ألف وفاة، هي وبفارق شاسع عن سائر دول العالم البلد الأكثر تضرّرا من جرّاء جائحة كوفيد – 19.

في هذا السياق، لم يحدد بعد موعد إعادة فتح الحدود سواء مع أوروبا أو مع المكسيك وكندا. وتم تمديد إغلاق الحدود مع الدول المجاورة في أميركا الشمالية لمدة شهر، حتى 21 يوليو.

وعلى المستوى الدبلوماسي، يواصل الوباء العالمي توتير العلاقات. فقد هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتّهم الصين بالتسبب بتفشي المرض في العالم، بـ”انفصال كامل” عن الصين.

وكان الرئيس الأميركي الذي يتنافس من أجل الفوز بولاية ثانية، يعوّل على النمو الاقتصادي المتين ومستوى البطالة المنخفض لإعادة انتخابه. إلا أن قرابة 46 مليون شخص أصبحوا عاطلين عن العمل منذ منتصف مارس بعدما سجّل معدّل البطالة في فبراير أدنى مستوياته خلال خمسين عاما.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي