السياحة بعد كورونا ... كيف سيكون شكلها ومدى خطورتها؟

2020-06-17

أنس إمام

على الرغم من الممل الذي قد يعانيه معظمنا هذه الأيام وسط حالة الحجر المنزلي الإجباري، بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) بمعظم بلدان العالم، إلا أن هناك حالة من التخوف لديهم عند التفكير في السفر لقضاء عطلة صيفية في أي من البلدان السياحية والوجهات الشهيرة، التي اعتادوا أن يقصدوها في مثل هذا التوقيت من كل عام، إذا كيف سيكون شكل السياحة ما بعد الفيروس القاتل؟ ومدى تأثيرها على الحركة السياحية وماذا يجب أن يفعل السياح لتجنب الإصابة سواء أثناء السفر أو أثناء قضاء العطلة؟

السياحة وكورونا

بحسب ما يذكره الخبراء حول مستقبل السفر والسياحة، فإنهم يعتقدون أن عملية السفر قد تستغرق سنوات طوالا حتى تعود إلى مستوى ما قبل انتشار الفيروس المستجد، وقد لا تعود الأمور أبدًا، كما كانت بنفس طريقة السفر المعتادة، مؤكدين أن «فقاعات السفر» الإقليمية قد تكون هي مستقبل السياحة.

وفي الوقت الذي قررت فيه الصين - مركز انتشار المرض في العالم - السماح لمواطنيها بالسفر الداخلي، اتفقت دول أخرى مثل أستراليا ونيوزيلندا على إنجاز «ممر سفر» بينهما للسماح للمواطنين بتبادل السفر خلال الأشهر المقبلة، وهو شبه ما قررته أستونيا ولاتفيا وليتوانيا، حيث خططت تلك الدول لفتح حدودها الداخلية أمام المواطنين في 15 مايو 2020.

وتعتبر الصين هي أكبر سوق في العالم للسياحة الخارجية، وهو ما يزيد الطين بلة، حيث من المحتمل أن يؤثر ذلك على استعادة السياحة بريقها سريعًا، بسبب عودة انتشار المرض في مناطق أخرى بالصين، بعد انتشار أنباء السيطرة عليه، وبرغم ذلك فإنه من المتوقع بحسب الخبراء أن تكون تايلاند من أوائل الدول التى تفتح أبوابها أمام السياح الصينيين حيث كان يزورها قبل انتشار الفيروس 11 مليون سائح من الصين فقط سنويًا.

تأثير كورونا على السياحة

كان لانتشار فيروس كورونا تأثيرًا مدمرًا على السياحة حتى الداخلية منها أيضًا، والسفر، وهو ما أكدته منظمة السياحة العالمية بالأمم المتحدة، حيث قالت إن تأثير هذه الجائحة سوف يخفض السياحة الدولية بنسبة تصل إلى 80% في 2020، الأمر الذي يجعل وظائف 100 مليون شخص على المحك.

وفي الوقت الذي تنزف فيه السياحة في تايلاند، حيث شهدت تراجعًا في عدد الزوار المعتادين بنسبة وصلت إلى 65%، تحاول بلدان آخرى أن تُبقى شركات السياحة أكثر ثباتًا، وذلك عن طريق تقديم بعض الحلول المبتكرة للتحايل على الأمر وتجنيب السياح العدوى، وجاء ذلك في أستراليا ونيوزيلندا، حيث استحدث البلدان فكرة «فقاعة السفر» حتى يتمكن الجميع من تبادل الزيارات بين البلدين، عندما يسمح الأمر بذلك.

ويتوقع الخبراء أن تتأثر بعض الدول التى أظهرت مشاعر معادية تجاه الصين في الوقت الذي بدأ المرض في التفشي، وأبرز تلك الدول أستراليا، حيث صرحت فريا ديسبيولز، محاضرة بارزة في جامعة جنوب أستراليا أن السياحة في البلاد سوف تتضرر بفعل الاستراتيجية الجيوسياسية التي تم استغلالها من أجل الاستفادة من الأزمة.

أكثر الدول خطراً للذهاب لها مع كورونا

حذرت منظمات عالمية على رأسها مركز عالمي للسيطرة على الأمراض المعدية، من السفر إلى بعض الوجهات حول العالم في ظل جائحة انتشار فيروس كورونا، وكان هناك ثلاثة مستويات لتلك التحذيرات قبل الانتقال إلى بلدان أخرى عبر الطيران، وكان مستوى التحذير رقم 3 بتجنب السفر غير الضرورى إلى بلدان: «الصين، كوريا الجنوبية، إيطاليا إيران وفنزويلا»، وهو ما تم إطلاق مثيله عند انتشار فيروس إيبولا في 2014، حيث شمل التحذير بلدان ليبيريا، غينيا وسيراليون.

ومن الدول التى شملها التحذير من المستوى الثاني، اليابان حيث يُنصح المسافرين إليها باتخاذ الاحتياطات المحسنة، حيث وجهت تلك النصائح لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة حيث إنهم أكثر الفئات عرضة للإصابة بعدوى كورونا والتضرر منها، فيما وجهت بعض المراكز المتخصصة نصيحة لهم بتأجيل السفر غير الضرورى لأي بلد في هذا المستوى من التنبيه.

ونبه المركز بمستوى التحذير الأول، على أنه لا توجد توصية بإلغاء أو تأجيل السفر إلى بعض الوجهات التى لا تُعاني تأثيرًا خطيرًا جراء فيروس كورونا، والبلدان التى في طور السيطرة الأخيرة على انتشار الفيروس، حيث نصح المركز المسافرين باتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، وأبرزها غسل اليدين بالصابون والماء لمدة 20 ثانية، وعدم مخالطة المرضى، واستخدام معقم اليدين بنسبة كحول 70%، ومن تلك البلدان هونج كونج.

الدول الأكثر أمناً في ظل تفشي كورونا

انتشرت العديد من التقارير الحديثة التى صنفت الدول الأكثر أمنًا في ظل تفشي جائحة كورونا، وجاءت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مراكز متقدمة بتلك التقارير التى أكدت أنهم ضمن الوجهات الأكثر أمانًا للسفر إليها خلال تلك الفترة الصعبة التى يمر بها العالم، وتفوقت بذلك تلك البلدان العربية على الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم بلدان أوروبا.

وفيما يبدو من تلك التقارير أن سويسرا كانت الدولة الأكثر أمنًا واستطاعت أن تعبر تلك الأزمة بشكل سريع للغاية، واستطاعت أن تكون الدولة الأكثر أمنًا بحسب التقارير، فيما جاءت دولة جنوب السودان في مؤخرة الترتيب الذي أفصحت عنه التقارير، واعتمدت تلك التقارير على مؤشرات ومعايير الحجر الصحي والمراقبة والاستعدادات الصحية في البلدان أثناء ترتيبها.

الأشياء التي عليك الحذر منها في المطارات

- تأكد من أن المطار الذي سوف تغادر منه رحلتك يتخذ إجراءات التباعد الاجتماعي بصرامة.

- حاول ألا تلمس شيئًا داخل المطار بداية من حوائط المكان إلى المقاعد والأماكن المخصصة للموظفين.

- ارتد قناعًا للوجه وجوانتي لليدين وواقىا بلاستيكيا إن أمكن.

- لا تنس أدوات التعقيم الخاصة بك، وأبرزها زجاجة معقم لليدين بتركيز كحول 70%.

- احذر من مخالطة الآخرين سواء كانوا مرضى أو أصحاء.

  • حاول أن تذهب إلى المطار بسيارتك الخاصة، حتى لا تضطر إلى ركوب سيارة أخرى قد تُعرضك للإصابة بالعدوى.

أهم النصائح لتجنب التقاط عدوى في الفنادق

- تنفيذ إجراءات التباعد الاجتماعي: تكررت تلك النصيحة في معظم الحديث، وسوف تتفاجأ بها في جميع المواقف التى يعبر بها المختصون عما يجب اتخاذه من إجراءات لتفادى العدوى، حيث إن فكرة التباعد الاجتماعي هي أصل تفادى اختراق الفيروس لأشخاص جديدة، ويجب تجنب ذلك في الأنشطة والفعاليات التى قد تنظمها الفنادق، وخاصة في الحفلات التى يجب عليك تفادى عملية الجماعية والاقتراب من الآخرين.

- القناع الواقي: عليكم ألا تنسوا ارتداء قناع الفم والأنف، وهو أحد أهم الإجراءات الاحترازية أيضًا، حيث لا يمكن الحياة في زمن كورونا بدونه، فما بالك أثناء عطلتك في الفندق، فعليك أيضًا باستخدامه والواقى البلاستيكي إن أمكن، حيث إن الأمر سوف يكون إلزاميًا على الأرجح في جميع الفنادق، حيث يُنصح باستبدال القناع مرة واحدة يوميًا على الأقل، حتى لا يصبح مصدرًا للعدوى، لذا عليك اصطحاب عدد كاف من الأقنعة قبل الذهاب إلى وجهتك.

-المطهرات والمعقمات: عليك ألا تستغنى نهائيًا عن المطهرات خلال تواجدك في الفندق، فعلى الرغم من أن معظم الفنادق سوف تجد فيها كمية كافية من المطهرات في غرفتك، إلا أن اصطحاب المطهرات الخاصة ومعقم اليدين الذي تستعمله، يعتبر شيئا أساسيا، ويجب استخدامها بشكل مستمر عندما يتم التعامل مع الآخرين في أضيق المواقف، وأيضًا في حالة الذهاب إلى مطعم الفندق، أو استخدام المرحاض وهكذا، ولكن بدون إفراط.

- استخدام مناشف خاصة: عندما تذهب في عطلة إلى إحدى الوجهات وتصبح نزيلا في فندق، يمكنك ألا تستخدم المناشف الخاصة بغرفتك، وأن يكون لديك مناشفك الخاصة التى اصطحبتها معك إلى تلك الوجهة وغسلها جيدًا وتطهيرها بعد استخدامها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي