دواء رخيص يستخدم بعلاج السرطان..

هل يكون الديكساميثازون قبلة الحياة للعالم الذي أنهكه كورونا؟

2020-06-17

د. أسامة أبو الرُّب

ضجّ العالم بأخبار مبشرة عن دواء الديكساميثازون -الرخيص والمستخدم من قبل- لعلاج مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2″، فهل يكون الديكساميثازون قبلة الحياة للعالم الذي يصارع وباء كورونا؟

فقد أشادت منظمة الصحة العالمية بما وصفته بـ"الاختراق العلمي" الذي حققه باحثون من خلال نتائج تجارب على الديكساميثازون، وأنه يمكن أن يساعد في علاج المصابين بأعراض خطيرة من كوفيد-19، واصفة ذلك بأنها "أنباء عظيمة"، وأكدت عزمها تحديث إرشاداتها وفقا لذلك.

والديكساميثازون (Dexamethasone) هو: كورتيكوستيرويد (Corticosteroids)، يشبه الهرمون الطبيعي الذي تنتجه الغدد الكظرية في الجسم، وغالبا ما يتم استخدامه لاستبدال هذه المادة الكيميائية عندما لا ينتج الجسم ما يكفي منها، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة.

والكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات القشرية) هي نوع من الهرمونات تنتج في الغدة الكظرية، كما توصف أدوية. ومن الكورتيكوستيرويدات الشائعة التي توصف علاجا:

1- الكورتيزون (cortisone).

2- بريدنيزون (prednisone).

3- ميثيل بريدنيزون (methylprednisolone).

4- الديكساميثازون (Dexamethasone).

كيف يعمل الديكساميثازون؟

يعمل الديكساميثازون على تخفيف الالتهاب في الجسم، ويشمل هذا تخفيف التورم والحرارة والاحمرار والألم. ويستخدم في علاج أشكال معينة من التهاب المفاصل، واضطرابات الجلد والدم والكلى والعين والغدة الدرقية والأمعاء (مثل التهاب القولون) والحساسية الشديدة والربو. كما يستخدم في علاج أنواع معينة من السرطان.

في حالات معينة يمكن أن يتسبب الالتهاب في فرط نشاط الجهاز المناعي، مما قد يقود إلى تلف في أنسجة الجسم. ويساعد الديكساميثازون على منع استجابة جهاز المناعة للالتهاب، مما يساعد على منع هذا الضرر.

قصور الغدة الكظرية

تساعد الغدة الكظرية على التحكم في بعض وظائف الجسم، مثل التحكم في مستوى الغلوكوز في الدم ومكافحة العدوى والسيطرة على الإجهاد. وعند الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الكظرية، تطلق الغدة الكظرية كميات أقل من بعض الهرمونات، ويساعد الديكساميثازون على استبدال هذه الهرمونات وتعويضها في الجسم.

ما الآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها الديكساميثازون؟

اضطراب في المعدة.

القيء.

الصداع.

الدوار.

الأرق.

الاكتئاب والقلق.

حبّ الشباب.

زيادة نمو الشعر.

عدم انتظام فترات الحيض أو انقطاعها.

وإذا كنت تواجه أيا من الأعراض التالية عند تناول الديكساميثازون، فاتصل بطبيبك على الفور:

الطفح الجلدي.

تورم الوجه أو أسفل الساقين.

مشاكل الرؤية.

الزكام أو العدوى التي تدوم لفترة طويلة.

ضعف العضلات.

البراز الأسود.

خفض الوفيات

وأظهرت النتائج التي أُعلنت الثلاثاء أن دواء الديكساميثازون الذي يستخدم منذ الستينيات لتخفيف الالتهاب المصاحب لأمراض مثل التهاب المفاصل، خفض معدلات الوفاة بحوالي الثلث بين مرضى الحالات الحرجة المصابين بكوفيد-19 في المستشفيات.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس -في بيان في وقت متأخر الثلاثاء- "هذا أول علاج يظهر أنه يخفض معدل الوفيات في مرضى كوفيد-19 الذين يحتاجون إلى أكسجين أو لجهاز تنفس صناعي"، وأضاف "هذا خبر عظيم وأوجه التهنئة لحكومة المملكة المتحدة وجامعة أكسفورد والكثير من المستشفيات والمرضى في المملكة المتحدة الذين ساهموا في هذا الإنجاز العلمي المنقذ للحياة".

وقالت المنظمة إن الباحثين تبادلوا معها الرؤى الأولية بشأن نتائج التجربة، وأضافت "نحن نتطلع إلى تحليل كامل للبيانات في الأيام القادمة".

وتابعت أنها ستنسق التحليل التعميمي "لزيادة فهمنا العام لهذا العلاج. وسيتم تحديث إرشادات منظمة العالمية السريرية لتعكس كيف ومتى يجب استخدامه للمصابين بمرض كوفيد-19".

ورغم أن نتائج دراسة استخدام الديكساميثازون لا تزال أولية، يقول الباحثون إنه يتعين استخدام الدواء على الفور مع الحالات الحرجة.

وتفيد النتائج الأولية التي قُدمت لمنظمة الصحة أن العلاج أدى لخفض معدلات الوفاة بين المرضى الذين يستعينون بأجهزة التنفس الصناعي  بحوالي الثلث، في حين انخفضت معدلات الوفاة بحوالي الخمس بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون للأكسجين فقط. ويظهر التحسن لدى أصحاب الحالات الحرجة من مرضى كوفيد-19 لكنه لم يكشف عن تحسن لدى المرضى الذين يعانون أعراضا أخف.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي