أستراليا مجدداً.. اتهامات للصين وروسيا باستغلال الجائحة

2020-06-17

منذ ظهوره في ديسمبر الماضي، ارتبط اسم كورونا بالصين، حيث كانت مدينة ووهان وسط البلاد مهد الوباء، الذي انتشر في العالم.

وقد أدى مطالبة أستراليا بفتح تحقيق عالمي في منشأ الفيروس المستجد، الذي أصاب أكثر من 8 ملايين شحص حول العالم، إلى احتدام غير مسبوق في العلاقات بين بكين وكانبرا قبل نحو شهرين. علماً أن تلك الدعوات إلى التحقيق لم تقتصر على أستراليا، فقد طالبت بها مراراً الولايات المتحدة، فضلاً عن تلميح بعض الدول الأوروبية إلى عدم شفافية الصين أحياناً في التعامل مع ملف كورونا.

ويبدو أن التوتر لن يهدأ قريباً، فقد أعلنت وزيرة خارجية أستراليا، ماريز بيين، أن الصين وروسيا استغلتا القلق بشأن جائحة كورونا لتقويض الديمقراطيات الغربية من خلال نشر معلومات مضللة عبر الإنترنت.

"مناخ من الخوف والانقسام"

وذكرت بيين في خطاب بالجامعة الوطنية الأسترالية، نشر مكتبها نصه مساء الثلاثاء، أن المعلومات المضللة ساهمت في خلق "مناخ من الخوف والانقسام" عندما كان العالم بحاجة إلى التعاون والتفاهم، مضيفة: "رأينا على نحو مثير للقلق تضليلاً إعلامياً يتم الترويج له حول جائحة فيروس كورونا وحول بعض الضغوط الاجتماعية التي تفاقمت بسبب الوباء".

كما أشارت إلى تقرير مفوضية الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي الذي قال إن "جهات أجنبية وبعض الدول الثالثة، وخاصة روسيا والصين،" تغمر أوروبا بـ"عمليات تأثير مستهدفة وحملات تضليل إعلامي". واستشهد التقرير بمعلومات خاطئة خطيرة مثل الادعاءات بأن شرب المواد المُبيضة يمكن أن يعالج المرض وأن غسل اليدين لا يساعد على منع انتشاره.

 الصين ترد

في المقابل، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان اتهامات بيين، قائلاً إن "الصين لم تستخدم المعلومات المضللة لتحسين صورتها، وليس هناك حاجة لنا للقيام بذلك".

وأضاف تشاو في مؤتمر صحافي يومي: "أثبتت عدة حقائق أن الجانب الأسترالي هو الملائم لوصف المعلومات المضللة وليس الصين"، دون الاستشهاد بأمثلة على ذلك لكنه لفتت للادعاءات التي نشرتها الصين على نطاق واسع بالتمييز والعنف ضد الصينيين في أستراليا.

من مطار بسيدني يوم 21 مارس

تصاعد التوتر

إلى ذلك رفضت بيين الأسبوع الماضي تحذير الصين لمواطنيها من زيارة أستراليا بسبب العنصرية المرتبطة بالوباء، ووصفت ذلك بالـ"تضليل".

كما حظرت الصين تصدير لحوم الأبقار من أكبر المسالخ في أستراليا، وأنهت تجارة الشعير الأسترالي بفرض تعريفات باهظة، فيما يعتبر على نطاق واسع أنه "عقاب" بسبب دعوة أستراليا إجراء تحقيق مستقل في منشأ هذا الوباء، والتعامل معه.

ويشتبه البعض في أن قرار الصين قبل أسبوعين إصدار حكم بالإعدام على رجل أسترالي بعد سبع سنوات من اعتقاله، بتهمة تهريب المخدرات مرتبط أيضاً بهذا التوتر.

خيبة أمل

بدوره، أعرب وزير التجارة الأسترالي، سايمون برمنغهام، عن خيبة أمله بسبب عدم موافقة نظيره الصيني على الرد على مكالماته الهاتفية، بعد شهر واحد من قيام الصين بوضع تعريفات بنسبة 80% على الشعير الأسترالي.

وقال برمنغهام: "هذا أمر محبط، ومخيب للآمال. أعتقد أنه قد ضاعت فرصة"، مضيفاً: "أفضل طريقة لحل الخلافات والعمل من خلالها: هي الحوار. أستراليا مستعدة وراغبة في إجراء حوار ناضج، ومعقول حتى عندما يكون هناك اختلافات في الرأي".

يذكر أن أستراليا وقفت وراء الجهود التي أجبرت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي على إطلاق تحقيق مستقل في كيفية إدارتها لأزمة الفيروس.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي