فور تدشينها حسابا في تويتر.. مغردون كويتيون للسفيرة الأميركية: نوصيكِ خيرا بقضية فلسطين

2020-06-16

ما إن دشنت السفيرة الأميركية الجديدة في الكويت ألينا رومانوسكي حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حتى انهالت عليها عبارات الترحيب من المغردين الكويتيين، كل على طريقته.

وبعبارة "مرحبا يا الكويت"، استهلت السفيرة الأميركية أولى تغريداتها، مقدمة الشكر لكل من التقت بهم إلى الآن، سواء شخصياً أو عن بعد، ومعربة عن تطلعها إلى تعزيز علاقتها بالكويتيين خلال فترة وجودها في بلادهم كممثلة لبلادها.

أما الكويتيون فلم تقتصر ردودهم على الترحيب بالسفيرة الأميركية، إذ أرفقوها بعدد من المطالب التي تمنوا عليها أن تنقلها إلى الإدارة في بلادها كي توليها اهتماما أكبر.

المطالب تنوعت بين تعزيز العلاقات الثنائية بما يعود بالخير على الشعبين "الصديقين"، والاهتمام بغير محددي الجنسية (البدون)، والقضايا البيئية. غير أن اللافت هو تصدر القضية الفلسطينية تعليقات الكويتيين، ولا سيما أنه يأتي في ظل دعوات طفت على السطح في الساحة الخليجية للتطبيع مع إسرائيل.

فقد طالب مغردون كويتيون السفيرة بأن يكون دورها فعالا في نقل الصورة الحقيقية لتطلعات الشعب الكويتي، وبالأخص فيما يتعلق بالموقف من القضية الفلسطينية التي نعتوها بالمُهمة والمصيرية.

الأمة العربية

وفي ديباجة هذا المطلب، أكد كثير من المغردين أن الكويت جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، معبرين في الوقت نفسه عن رفضهم لممارسات سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، ومشددين على أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لفلسطين، على حد وصفهم.

أول من استهل الترحيب بالسفيرة الأميركية كان الناشط الكويتي في تويتر سعود العصفور الذي أكد أن فلسطين ستبقى في وجدان كل كويتي، باعتبارها قضية ذات أبعاد عقائدية وقومية وإنسانية.

وعن ارتفاع الأصوات الكويتية -الشعبية والرسمية- المناصرة للقضية الفلسطينية مقابل خفوتها في كثير من دول المنطقة، يرى العصفور أن ذلك مرده إلى أن الكويت مرت بتجربة الاحتلال حين غزتها القوات العراقية عام 1990، ويوضح أن "هذا خلق حساسية لدى الكويتيين تجاه أي احتلال، وعظّم شعورهم بمعاناة الشعوب الرازحة تحت نيره، لكننا بالطبع لا ننسى أن تجربة الكويتيين مع الغزو كانت قصيرة بالمقارنة مع نظرائهم الفلسطينيين الذين احتُلت أراضيهم منذ عقود".

واستطرد العصفور أن هامش حرية التعبير المتوفر في الكويت يسمح للمواطنين بإظهار تعاطفهم مع القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه إذا ما سمح لبقية الشعوب العربية بالتعبير عن رأيها فستظهر تعاطفها بشكل واضح.

أما عن الدعوات التي يطلقها مغردون خليجيون للتطبيع مع إسرائيل، فيقول العصفور إنه تعبير عن حالة انهزام داخلية، لافتا إلى أنه في جميع مراحل الضعف والانتكاس التي مُنيت بها الأمتان العربية والإسلامية، كانت تتصاعد مثل هذه الأصوات.

القضية الفلسطينية

وتابع العصفور "في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وستبقى القضية الفلسطينية راسخة في قلوب الشعوب العربية، وسيبقى العرب مؤيدين للنضال الفلسطيني حتى الحصول على الحقوق والأراضي، ولن تغير ما تسمى صفقة القرن من الحقيقة شيئا، إذ لا يمكن مبادلة الأرض بالمال، فالمال يذهب ويأتي وتبقى الأرض".

وبينما تمنى العصفور على السفيرة الأميركية أخذ ما تضمنته تغريدات الكويتيين على محمل الجد، أشار إلى أن وثائق ويكيليكس -التي كشفت في الفترات الماضية- أوضحت بشكل دقيق أن جميع سفراء الولايات المتحدة في المنطقة كانوا ينقلون عن قرب وبشكل دقيق كل تفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية في البلدان التي مثلوا بلادهم فيها.

ويرى رئيس مركز "المدار" للدراسات السياسية صالح المطيري أن تصدر القضية الفلسطينية لاهتمامات الكويتيين -حتى جيل الشباب منهم- تعود لاعتبارات عدة، من بينها أن الكويت كانت من أولى الدول التي احتضنت الفلسطينيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي، أي قبل وقوع بلادهم تحت الاحتلال.

ويقول المطيري إن القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان كل الكويتيين شيبا وشبانا باعتبارها إرثا قوميا، وهذا لم يتزحزح يوما، حتى رغم موقف القيادة الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير من غزو الكويت، حيث جاءت مواقفها أكثر قربا للجانب العراقي.

ويؤكد أن الكويت كانت وما زالت تحتفظ بالمحددات القومية، تماما كما يعتبر الكويتيون القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين الأولى.

تحرير فلسطين

ويضيف المطيري أن "القضية الفلسطينية لم تغب يوما عن المناهج الكويتية في جميع المراحل الدراسية، هذا إلى جانب إيمان الدوائر السياسية الكويتية بتحرير فلسطين، وهو ما يشي بتطابق الموقفين الشعبي والرسمي. ولا بد هنا من الإشارة إلى موقف القيادة السياسية الذي كان ولا يزال يؤكد أن الكويت ستكون آخر المطبعين مع إسرائيل".

وعلى الجانب الآخر، يرى المطيري أن دعوات بعض المغردين الخليجيين إلى التطبيع مع إسرائيل يندرج ضمن حملات ممنهجة وموجهة من القيادات السياسية في تلك الدول لتشتيت الانتباه عن كثير من القضايا الشعبوية داخل بلدانهم، والتغطية على كثير من الإخفاقات الداخلية، وفي الوقت نفسه الإيحاء بأن التطبيع مطلب شعبي.

وقدمت رومانوسكي أوراق اعتمادها سفيرة للولايات المتحدة في الكويت نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، لكن التداعيات المتلاحقة بفعل فيروس كورونا حالت دون قيامها بأنشطة خلال الأشهر الماضية.

وتمتلك رومانوسكي باعا طويلا في السياسة الخارجية الأميركية نتيجة عمل استمر لنحو 40 عاما، وهو ما أهّلها لتصبح خبيرة في شؤون الشرق الأوسط. كما أنها تحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة شيكاغو، ودرست في جامعة تل أبيب الإسرائيلية، وتجيد اللغات العربية والعبرية والفرنسية، وهي أيضا عضوة في مجلس العلاقات الخارجية







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي