لأول مرة منذ بدء الجائحة.. البحث في غوغل عن رحلات جوية أكثر من كوفيد-19

2020-06-03

استئناف الرحلات الداخلية في بعض دول العالم دفع الناس للبحث عن خيارات للسفرمحمد بنكاسم

 

لأول مرة منذ اندلاع جائحة فيروس كورونا، أصبح البحث في محرك غوغل عن كلمة "رحلات جوية" أكثر من البحث عن كلمة "كوفيد-19″، وهو الاسم العلمي لفيروس كورونا المستجد، ووقع هذا التحول في أواسط مايو/أيار الماضي، حسب إحصائيات للاتحاد الدولي للنقل الجوي، وذلك في ظل تخفيف بعض دول العالم القيود الاحترازية المفروضة على الرحلات الجوية، ولا سيما الداخلية منها.

وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في بيان له اليوم إن البحث عن "رحلات جوية" في محرك غوغل ارتفع بنسبة 25% مع نهاية الشهر الماضي، مقارنة بالمستوى المسجل في نهاية أبريل/نيسان الماضي، رغم أن هذا الارتفاع في البحث يظل منخفضا كثيرا مقارنة بالمستوى المسجل بداية العام الحالي بنسبة 60%.

ويفيد رسم بياني تضمنه عرض لـ"برايان بيرس" كبير الاقتصاديين في "إياتا"، بأن البحث عن "رحلات جوية" شهد انهيارا كبيرا ابتداء من النصف الثاني من مارس/آذار الماضي جراء الانتشار السريع للفيروس في مختلف دول العالم، ليبلغ هذا "السقوط الحر" القاع في الأسبوع الثالث من أبريل/نيسان الماضي، ثم يبدأ بالارتفاع الطفيف مع نهاية الشهر نفسه، ليسجل زيادة بنسبة 25% مع نهاية مايو/أيار الماضي.

تغيرات في البحث
بالمقابل، عرفت وتيرة البحث عن كلمة "كوفيد-19" زيادة صاروخية ابتداء من الأسبوع الأول لشهر مارس/آذار الماضي ليلامس الذروة في الأسبوع الثالث من الشهر نفسه، ثم يبدأ بالتراجع التدريجي، ثم تسارع الانخفاض في البحث عن كلمة فيروس كورونا ابتداء من الأسبوع الثالث من أبريل/نيسان الماضي، ليصبح أدنى من عمليات البحث عن الرحلات الجوية في الأسبوع الثاني من الشهر الماضي.

وتفيد خدمة "غوغل تريندز" (Google Trends)، المتخصصة في رصد ما يكتب بمحرك غوغل، أن أكثر الدول التي اهتم سكانها بالبحث عن "رحلات جوية" في الثلاثين يوما الأخيرة كانت على التوالي: ألبانيا، ونيوزيلندا، وكندا، ثم البحرين، فدولة الإمارات.

المصدر: الاتحاد الدولي للنقل الجوي

ومن مؤشرات تزايد بحث الناس عن الرحلات الجوية، وما يتصل بها من مواضيع، أن البحث عن كلمة اسم شركة "إنديغو" للطيران الهندية زاد بنسبة 750% في الثلاثين يوما الماضية، وأما البحث عن اسم شركة "سويس إنترناشيونال إيرلاينز" فزاد بنسبة 400%، وعبارة "الحجز المسبق قبل السفر" (Check-in) بنسبة 160%، و"رحلة دولية" بنسبة 140%.

كما ارتفع في المدة نفسها بشكل صاروخي البحث في محرك غوغل عن العبارات الآتية:

إرشادات بشأن الرحلات الجوية: 1000%
قواعد الحجر الصحي الخاصة بالرحلات الجوية: 350%
هل السفر جوا آمن: 110%
مستقبل الرحلات الجوية: 70%

تجاوز الأسوأ
وذكر الاتحاد الدولي للنقل الجوي، الذي يمثل 290 شركة طيران في العالم تؤمن 82% من الرحلات في العالم، أن الطلب على خدمات النقل الجوي بدأ بالتعافي من تداعيات فيروس كورونا بعدما شهد أسوأ حالاتها في أبريل/نيسان الماضي، إذ هوى الطلب على رحلات المسافرين بنسبة فاقت 94%، مقارنة بشهر أبريل/نيسان 2019.

فقد أدت تدابير الإغلاق والعزل الصحي في مختلف دول العالم إلى توقف شبه كلي للرحلات الجوية، سواء داخل الدول أو فيما بينها، واستمرت قلة من شركات الطيران في تسيير رحلات محدودة العدد من أجل إرجاع المسافرين العالقين إلى بلدانهم الأصلية.

وتقلصت الرحلات الجوية الدولية عبر العالم بنسبة 98.4% في أبريل/نيسان الماضي، مقارنة بانخفاض قدره 58.1% في مارس/آذار السابق، في حين انخفضت الرحلات الداخلية في دول العالم في أبريل/نيسان الماضي بنسبة 87% تقريبا بعدما تراجعت بنسبة 51% في الشهر الذي قبله.

وتشير آخر بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن الرحلات الجوية اليومية زادت بنسبة 30% بين 21 أبريل/نيسان و27 مايو/أيار الماضيين، ولكنها لا تزال أقل من المستوى المسجل في الأول من يناير/كانون الثاني 2020 بنسبة 73%.

 

الرحلات الداخلية
ويوضح "إياتا" أن الارتفاع في الطلب على الرحلات الجوية يعود أساسا إلى تشغيل الرحلات الداخلية في بعض الأسواق، ولا سيما في شرقي آسيا، ففي نهاية مايو/أيار الماضي زادت الرحلات الداخلية في كوريا الجنوبية والصين وفيتنام لتبلغ مستويات تقل بما بين 22% و28% عن المستوى المسجل في الفترة نفسها من العام 2019.

ولتحفيز الناس على حجز تذاكر السفر، خفضت شركات الطيران أسعارها للرحلات الداخلية بنسبة 23% في الشهر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، وذلك في ظل استمرار توقف الرحلات الدولية لحد الساعة في أغلب مناطق العالم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي