مسلسل "أولاد آدم": الدراما الرمضانية وتأثيرها الاجتماعي

2020-05-12

ضحى عبد الرؤوف المل*

المشاكل الاجتماعية شائعة دون استثناء وبين الطبقات كافة، ولكن احتفظ مسلسل «أولاد آدم»، هذا العام بالتغيرات الدرامية، وتأثيراتها الجمالية على المشاهد دون أي تأثير سلبي على الشخصيات الأساسية، وخصائصها الجذرية التي تلعب دورا مهما في المجتمع كالقاضية ديما، وهمومها الاجتماعية والقانونية مع اخيها المدمن، والقضايا السياسية الأخرى التي تفتح الكثير من الأبواب المغلقة بهدوء ينجذب معه المشاهد لقضاياها، ومن خلال معالجة درامية تم تقسيمها الى عدة مشكلات يعاني منها المجتمع اللبناني وفق الهوية السيوسيلوجية، ومعطياتها التي تم التركيز عليها.

 المجتمع اللبناني

وخاصة تلك المتعلقة بالوجود السوري بمختلف شرائحه، والتغيير الاجتماعي الدرامي المبني على الجنس الاجتماعي الفعلي والنتائج المتأثرة بكل حدث كدخول ندى أبو فرحات أو «زينة» الى السجن، وما يدور فيه من ارتباطات بين المجرم والشرطي، وفي دراماتيكية تشير كل منها الى النتائج السلبية التي تقودها الشخصية.

هذا مع اظهار الجوانب المختلفة لكل شخصية، مثل دور الإعلامي مكسيم خليل أو «غسان»، وفقدانه ابنه الذي جعله يكره المرأة ويستخدمها في تصوير ممنوع وفي انعكاس نفسي تم تناوله سابقا في أفلام كنوع من التكرار الحياتي في المجتمعات.

وكالعادة يأخذنا الموسيقي إياد الريماوي الى المشهد السمعي ببراعة موسيقية ناعمة تهمس في الحواس في رومانسية لا يحتاج معها المشاهد الى مزيد من الانفعالات، بل تدخله في دوامة العلاقات، كعلاقة غسان مع ديما وعلاقة باسمة مع اللص والحرامي المغموس بهموم اليتيم والفاظه الشعبية، وسوء طالعه وخفة يده في السرقة، مما يساعد على متابعة الحلقات في سلاسة ويقظة تتطلب نوعا من التواصل مع الشخصيات، وبناء علاقات معها لتقاربها من فئات المجتمع.

النص الدرامي يمثل التقريب بين البداية والنهاية، بوعي يسمح في خلق مسافات تفرض نفسها، وتتشكل منها التفاصيل الصغيرة كشجار السجينات، وفرض عبلة بقوة على أفراد الشرطة، وبمأساة تصل الى ملامسة الفكرة الأساسية خاصة لعلاقة ديما بزينة كأختين تركت كل منهما بصمة مختلفة، الأولى كراقصة وحرامية والثانية كسجينة انتهك حقوقها زوجها فقتلته. هل من مواضيع تكررت دراميا؟ أم أن «أولاد آدم « هو الدراما التي جعلت من عدة قصص الأسس البناءة لنص متناسب فعليا مع المجتمع اللبناني، ودون أي مبالغة أو تكلف خاصة مع الفنانة ندى أبو فرحات وقدرتها على تقمص الدور السهل الممتنع بعيداً عن القدرة الدرامية أو الصدمة الفنية، التي جعلت من دورها وعواقبه الاجتماعية قادرة على خلق التعاطف وجدانيا معها ومع المشكلات التي تتعرض لها من عبلة التي تشبه زوجها الذي قتلته. فهل حملت سريالية التتر وموسيقاه الواقع المر في مسلسل قائم على المجتمع ومشاكله السياسية منها والاجتماعية؟

وضعنا مسلسل «أولاد آدم» أمام مرآة اجتماعية نرى من خلالها ما نراه يوميا من مشكلات، وإن بتقنية إخراجية لا تعقيد فيها، حيث بدت المشاهد فنيا مسرعة نحو التتر أو البداية وتفاحة آدم، الذي أخرجته من الجنة وتركته في جحيم الحياة يبحث عن الأمن والاطمئنان، الذي بحثت عنه باسمة أو مايا وحتى القاضية التي تعرضت للطلاق والزواج مرة ثانية ولقرارات حاسمة ومعقدة في مفهومها الاجتماعي. ووفقا للأحداث التي جعلت من النائب المرأة أن تحترق بسبب الأموال السورية والصراعات الفئوية، وعبر ترسانة من المفاهيم والأزمات، ووفقاً للمعنى الدرامي الاجتماعي وتطوره مع الصراعات المربوطة فنيا بالإخراج والمراحل المشهدية كافة.

 مرآة اجتماعية

فهل من تواز في الآداء بين ماغي بوغصن ودانييلا رحمة، وهل أضاف طلال الجردي وانطوانيت عقيقي، نكهة فكاهية زادت المسلسل متعة إضافية أو الضحكة المبطنة؟

يذكر أن العمل من بطولة مكسيم خليل وماغي بوغصن بالتوازي مع ندى أبو فرحات ودانييلا رحمة وقيس شيخ نجيب، ومن إخراج الليث حجو وتأليف رامي كوسى.

  • كاتبة من لبنان






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي