الملل وسيلتك للابتكار.. 4 طرق مسلية تعيد النشاط للمبدع بداخلك

2020-04-27

زهراء مجدي

نعيش فترة تتشابه فيها الأيام. نعمل من المنزل، ولا نذهب لصالات الرياضة، ولا يمكننا التجول في الشوارع وبين الحدائق كما كنا نفعل من قبل، وحتى لقاء الأقارب والأصدقاء أصبح منعدما لدى الكثيرين، خوفا من التقاط عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

كل ذلك قد يضعف من قدرتنا على الإنتاج، فكيف ننتج ونبدع وسط القلق بينما نعمل ونحن مستلقون على الفراش، ووسط ملل البقاء في المنزل؟ خاصة أن الإبداع ينطوي على رغبة في كسر الأنماط القائمة، والنظر للأشياء بطريقة مختلفة؟

1- مارس "التفكير التشعبي" كلعبة

يمكن تعريف التفكير التشعبي بأنه عملية توليد الأفكار، أي أول مراحل الإبداع التي تأتي عادة من التأمل فيما حولنا. ويتبع التفكير التشعبي عملية التفكير المركزي، وتعني الاستقرار على فكرة محددة، ونبدأ في تقييمها وحدها.

يمكن التدرّب على التفكير التشعبي لتوليد لأفكار في ثلاثة خطوات:

1- اضبط المؤقت لمدة ثلاث دقائق.

2- انظر حولك وابحث عن أقرب شيء إليك.

3- ابدأ تشغيل المؤقت، واكتب أكبر عدد ممكن من الاستخدامات لهذا الشيء.

الآن، قم بقراءة ما كتبت، وقيم أفكارك بناءً على ثلاثة جوانب: عدد الأفكار التي توصلت لها، درجة معاناتك من أجل الوصول لتلك الاستخدامات، ومدى تنوع الاستخدامات أو تشابهها مع بعضها أو مع الاستخدام المعتاد للشيء.

قم بهذا التدريب، وحاول أن تصل أسرع في كل مرة لأكبر عدد من الاستخدامات المبتكرة وغير المكررة لشيء ما في غرفتك. وبعد ذلك ابدأ في التطبيق على عملك، بتوليد أفكار كثيرة دون حكم على عقلك، ثم تقييم مدى ملاءمة تلك الأفكار عن طريق التفكير المركزي.

2- اترك هاتفك وواجه الملل

هل فكرت في سبب كون المشي أفضل وسائلنا لمواجهة الضغط وشرود عقلنا؟ السبب هو الملل. فالمشي عبارة عن حركتين متكررتين، لا تحتاجان منا إلى التركيز لأدائهما، ليتفرغ وعينا للتفكير في المشكلات الأساسية وإعادة النظر للأمور.

كان أشهر من أشار إلى الملل كوسيلة لتنشيط العقل هو تشارلز تاونز، الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل، عندما جلس على أريكة في حديقة عام 1951، وأخرج قطعة من الورق من جيبه، وأخذ يطويها برتابة، مما قاده للتفكير في إمكانية اختراع الليزر، أحد أكثر التقنيات انتشارا في عصرنا.

دفع هذا لتغيير الرؤية التقليدية للملل من حالة سيئة إلى دافع للإبداع. فوجد عالم النفس المعرفي جوناثان سمولوود أن الشعور بالملل ينتج عنه عقل متجول، وكلما تجول العقل في فراغ، زادت احتمالية توصله إلى أفكار جديدة. أي عندما يتحرر عقلك من الانتباه المستمر إلى التصورات الفورية التي تأتيه جاهزة في الوقت الحاضر -مثل الإشعارات التي لا تتوقف عن الظهور على شاشة هاتفك- ستشعر بالملل، وحينها يبدأ عقلك في طرق أبواب جديدة.

لذلك عليك إعادة التفكير في كيفية استخدامك هاتفك، بتقليص الوقت الذي تقضيه عليه، وتعطيل الألعاب التي تسرق وقتك، ووضعه في جيبك أو حقيبتك خلال تأديتك تمارين المشي، وقلص الوقت الذي تقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي، وعطل تطبيقات الدردشة طول ساعات عملك، فربما ساعدك هاتفك على تفادي الشعور بالملل لسنوات، لكنه يحرمك من التفكير في أهدافك الواقعية.

3- المشي في غرفتك

كان مؤسس شركة "آبل" (Apple) الراحل ستيف جوبز يعقد اجتماعاته سيرا على الأقدام، كما شاهدنا مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ وهو يقوم بنفس الشيء. وربما ظل المشي بين الحدائق أول حلولنا لحالة الضيق من العمل وعدم القدرة على حل مشكلاتنا، لكنه ليس وحده.

أجرى مجموعة من الباحثين في جامعة ستانفورد دراسة عن مقدار ما يحفزه المشي فينا من طاقة وإبداع وسط الطبيعة في الحديقة مقارنة بالمشي على الأجهزة في المنزل. وثبت أن المشي في غرفة صغيرة بتفاصيلها المملة كل يوم ذهابا وإيابا يحسن من قدرتك على التفكير الإبداعي بنسبة 60%، أكثر من قدرتك عليه أثناء الجلوس.

فكان المشي -وليس البيئة- هو محفزنا دون أن ندري، وسواء كنت تتجول في الغرفة أو على جهاز المشي في غرفة المكتب أو المعيشة، حاول ألا تستجيب لرغبتك في الجلوس قبل مرور 20 دقيقة.

4- تلوين رسوم "ماندالا"

يشرح مؤلف كتاب "أفضل مكان للعمل" رون فريدمان أن أدمغتنا المرهقة أقل قدرة على تصفية المعلومات واستخلاصها، كما هو حالنا كل نهار. ويقترح عليك عندما تكون متعبا وأقل تركيزا، أن تتوقف عن العمل وتبدأ فورا عملية العصف الذهني الإبداعي، عن طريق التلوين.

أصبحت كتب التلوين للبالغين هي الأكثر انتشارا في المكتبات، بعدما وجد علماء النفس الإكلينيكي أن التلوين علاج لعقل منهك ونفس متعبة. فيتيح التلوين للكبار فرصة للتعبير عن أنفسهم بطريقة لا تتوفر خلال ساعات العمل، وهو روتين حياة يومي، كما أنه يعزز صحتك العقلية والنفسية.

يتيح التلوين أيضا فرصة للعقل لابتكار أفكار جديدة، فالألوان تنشط مناطق مختلفة من الدماغ، وأثبتت الدراسات أيضا أن اللونين الأخضر والأحمر -على وجه التحديدـ لهما تأثيرات قوية على تعزيز التفكير الإبداعي وتنشيطه.

وإذا كنت تخشى تجربة الرسم لقلة ثقتك بنفسك، يمكنك شراء كتب التلوين أو البحث عن "رسوم ماندالا للتلوين" وطباعتها بالأبيض والأسود، وملء الأجزاء تدريجيا، بألوان من اختيارك لاكتشاف حسك الفني، وبعد ذلك يمكنك الاحتفاظ بكتاب التلوين إلى جوارك في المكتب، لأخذ استراحة كلما شعرت بالإجهاد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي