ذهب للعمل بمستشفى لدعم الأطباء.. قصة لاجئ سوري في بريطانيا غيَّر وظيفته لمواجهة “كورونا”

2020-04-08

قصة ملهمة ومؤثرة، تلك التي يقدمها شاب سوري قدِم إلى بريطانيا لاجئاً وفارّاً من السجن والتعذيب في سوريا، ليفرض نفسه هناك كمصور ومُخرج متألق، نال جائزة “البافتا”، وهي واحدة من أرفع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام، بعد أن قدَّم مجموعة من الأعمال الفنية المتميزة.

حسان العقاد ألهم البريطانيين من جديد، بعد أن قرر أن يردَّ بعض الجميل للبلد الذي احتضنه، فحوَّل مهنته من مُخرج ومصور إلى عامل نظافة بأحد المستشفيات؛ من أجل تقديم يد العون للأطر الطبية في محنة الكورونا.

يقول العقاد، في قصة مطولة نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الأربعاء 8 أبريل/نيسان 2020، إنه كان يتوق إلى المساعدة، بعد أن “رحبت بي إنجلترا بذراعين مفتوحتين”.

فهو يعمل الآن بمستشفى سانت بارثولوميو في لندن بعد أن قرر أنه لا بد أن يفعل شيئاً لمساعدة البلاد.

“كنت أتوق إلى المساعدة”

العقاد قال اليوم في برنامج “Good Morning Britain” الشهير: “إنجلترا وطنٌ لي منذ أربع سنوات، رحَّب بي الناسُ في هذا البلد بذراعين مفتوحتين، منذ تفشى الوباء لم أستطع النوم، وظللت أفكر في الأمر طوال الوقت”.

وأضاف: “كنت أتوق إلى المساعدة، وشارة دائرة الصحة الوطنية التي أعطوني إياها بمثابة وسام شرف، وشرف لي أن أقف بالصفوف الأمامية وأتمكن من المساعدة في هذا الوقت العصيب”.

وقاوم العقاد (32 سنة)، الذي رُويت قصته في سلسلة هيئة الإذاعة البريطانية BBC التلفزيونية التي تحمل عنوان “Exodus”، رغبته في البكاء وهو يتحدث عن الدعم الذي تلقاه هو وغيره من المهاجرين العاملين بدائرة الصحة الوطنية.

وقال: “تأثرت كثيراً بعد استقبالي عديداً من الرسائل الجميلة من الناس، يلقبونني فيها البطل، ويقولون إنني واحد منهم وإنهم يقدرونني”.

وأضاف مستدركاً: “لكنني لا أريد هذا لي وحدي، لأنه بصراحة إذا رأيتم المستشفى الذي أعمل به، فستلاحظون أنه يشبه مبنى المطار، إذ يضم أناساً من شتى الأماكن، ممرضين ومشرفي عنابر وعمال نظافة وحمالين، وهم العمود الفقري للمستشفى، وهم من كل مكان، الكاريبي، وتشاد، والفلبين، وإسبانيا، وبولندا”.

وأضاف: “أتمنى أنه إذا تعلَّمنا مما يحدث شيئاً، فهو أن يعامل بعضنا بعضاً بلطف بغض النظر عن المكان الذي أتينا منه. وأتمنى أن نتغير للأفضل”.

نظرة مغايرة إلى المهاجرين

من الواضح أن رسالة هذا الشاب السوري وموقعه قد وصلا إلى قلوب ملايين من البريطانيين، أولهم كان بيرس مورغان، المنشط البريطاني الشهير لهذا البرنامج والذي قال مباشرة بعد اللقاء، إنه ” ينبغي أخذ مساهمات العاملين في دائرة الصحة الوطنية بالاعتبار في أثناء النقاشات المستقبلية حول الهجرة”.

وصرح قائلاً: “أعتقد حقيقةً أن هذا بمثابة زر إعادة ضبط للبلاد والعالم، خاصةً هذا البلد، حول ما ينبغي أن نُقدّره أكثر من غيره”.

وأضاف: “دعونا نتوقف عن النقاشات الهستيرية حول من يجب أن نسمح له بدخول بلادنا، بعد أن تشاهدوا مقابلاتٍ مثل هذه مع أشخاص ينقذون الأرواح بكل ما للكلمة من معنى”.

ضجة في “تويتر”

لفت العقاد، الذي عمل أيضاً مدرساً للغة الإنجليزية في سوريا، انتباه الجمهور أيضاً بعد أن نشر صورة لنفسه وهو بزيه الوقائي الكامل في حمام المستشفى، على تويتر.

طبيبان سودانيان توفيا بسبب فيروس كورونا

 

وعلَّق على صورته التي يرتدي فيها قناع وجه ومئزراً وزوجاً من القفازات، بقوله إنه خضع للتدريب قبل أن يبدأ دوره الجديد.

إذ غرد في هذا الخصوص قائلاً: “تشرفت بالانضمام إلى جيش من عمال النظافة الذين يعملون على تطهير عنابر المصابين بكوفيد-19 في مستشفانا المحلي بعد أن تلقيت تدريباً”.

وصرح: “لندن أصبحت وطني منذ أن غادرت سوريا، وأقل ما يمكنني فعله هو الحرص على سلامة وأمن جيراني والعاملين في دائرة الصحة الوطنية الرائعين، الزموا المنازل وأنقذوا الأرواح”.

وأضاف لاحقاً أنه “منبهر بمدى روعة ودعم ولطف جميع الأشخاص الذين راسلوني، التبرع ببعض الأموال للمستشفى الذي أشارك في تنظيفه سيعني لي الكثير”.

كما أكد أيضاً أن المستشفى في مدينة لندن، الذي أطلق نداء للمساعدة في التصدي لوباء كوفيد-19، “يحتاج إلى قليل من المساعدة خلال هذا الوقت العصيب”.

جيش المتطوعين

وتقدَّم جيش المتطوعين الذي يضم 750 ألف متطوع للخدمة لأول مرة، الثلاثاء، لمساعدة دائرة الصحة الوطنية في معركتها مع فيروس كورونا.

هيئة المتطوعين في دائرة الصحة الوطنية أعلنت تلقي ثلاثة أضعاف كمية الطلبات التي كانت تنتظرها، في أكبر نداء للمتطوعين منذ الحرب العالمية الثانية.

وكان لا بد من تعليق الطلبات حتى ينتهي المسؤولون من فحص ثلاثة أرباع مليون بريطاني تقدموا للمساعدة.

وقد كُلِّفوا الآن بمهامهم الأولى، التي تتراوح بين الاتصال بكبار السن والأشخاص العرضة للإصابة في عزلتهم وتوصيل المرضى إلى المستشفى.

كما اتجه كثيرون لمواقع التواصل الاجتماعي، ليعلنوا بفخرٍ استعدادهم لمهامهم الأولى.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي