الطهاة يبتكرون أطباقا “بما تيسر” في إطار اجراءات العزل

(أ ف ب)
2020-03-30

باريس - مع إقفال المطاعم، يجد الطهاة الفرنسيون الكبار أنفسهم معزولين في المنازل كسائر المواطنين، لكنهم يعكفون على إعداد أطباق “بما توفر” من مستلزمات في المنزل ويتشاركون الوصفات من خلال برنامج تلفزيون أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

يعد الطاهي المحبوب جدا من الفرنسيين سيريل لينياك وهو يرتدي قميصا قطنيا طعام العشاء مباشرة من منزله في توقيت يحظى بمتابعة كبيرة عبر التلفزيون. ويقول: “اليوم أتوجه إليكم بصفتي سيريل ولست الطاهي لينياك وأنا أنزل كما كل الفرنسيين، للتبضع في الحي الذي أسكن فيه”.

يشاركه في برنامج “توس أن كويزين” الذي أطلقته محطة “أم 6” الثلاثاء، شخصيات معروفة ومواطنون عاديون من مطبخهم في كل أرجاء فرنسا.

ويؤكد سيريل لينياك أن الجميع بامكانهم تحضير الأطباق هذه المؤلفة من كينوا وخضار على الطريقة الصينية وسندويتش تونا مع جبن أبيض والبيض المحشو وحساء الجزر والريزتو باللحم المقدد، حتى لو تطلب الأمر استبدال بعض المكونات الناقصة بما توافر في المطبخ.

ويوضح سيريل لينياك أن هذا الوضع الاستثنائي يسمح للطهاة “بعزف مقطوعة مطبخية أخرى فمن المهم تحسين يوميات الناس من خلال الطبخ بما تيسر في رفوف المطبخ أو البراد”.

لا غش

ويرى سيريل لينياك كما طهاة كبار، أن ما يقوم به الآن “أمر رائع” بعدما حرم من المنتجات عالية الجودة التي كان يستخدمها في مطعمه.

ومع هذا البرنامج الذي سيتواصل مع استمرار العزل المنزلي، يأمل في حمل الفرنسيين على الطبخ في منازلهم من خلال التشديد على أن هذه العملية غير معقدة والطعم اللذيذ والكلفة متدنية.

وتقول الطاهية الفرنسية اماندين شينيو في حصة تدرب فيها على طهو الهليون: “أنا لا أغش، لدي مطبخ صغير وأنتم قادرون على ذلك بما أنني قادرة عليه”.

وتطهو شينيو الهليون والبيض في القدر نفسه، وتخلطه بالزبدة في شريط صورته لأصدقائها الذين اعتادوا الأكل في المطعم.

وتوضح: “القول إنني عاجز عن القيام حتى بالأمور البسيطة يشل حركة الفرد. يجب أن تكون الوصفة سهلة من دون استخدام الكثير من المعدات والمكونات غير المتوافرة”.

 

رب عائلة

في مرسيليا، يؤكد الكسندر مازيا الحائز على نجمتين من دليل “ميشلان” واختاره دليل “غو إي ميو” كأفضل طاه لسنة 2019، أن مشروعه الحالي يتمحور على دوره كـ”رب عائلة” يساعد أولاده على فروضهم المدرسية وممارسة الرياضة والطبخ معهم.

وفي حال توفر له بعض الوقت، يبث عبر “فيسبوك” بعض الوصفات المعدلة لتكييفها مع ظروف الحجر. وهي تلقى رواجا كبيرا.

وهو يعرض وصفة قالب حلوى: “يخفق مثل عجة البيض وهو بسيط التحضير ولذيذ الطعم” من دون الحاجة إلى الفصل بين صفار البيضة وبياضها.

وفي سلطة العدس الأخضر، يمكن على سبيل المثال استبدال الكاجو بأي مكون شبيه آخر.

ويوضح: “تلقيت أكثر من 350 رسالة نصية لمعرفة كيفية إعداد العدس الأخضر”.

أما الطاهي كريستوف باكييه من منطقة بروفانس والحاصل على 3 نجوم من دليل ميشلان، فيضفي مذاقات متوسطية.

ويوضح: “زوجتي أقنعتني بأن أبث عبر إنستغرام ما أعد من طعام عندما أكون ضمن العائلة”.

وهو يؤكد أنه مع الإغلاق والعزل التام “ينبغي أن نتدبر أمرنا بما هو متوافر وعلينا أن نشكل مثالا يحتذى به في هذا المجال”.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي