بسبب كورونا.. تحذير من موجة كراهية ضد الآسيويين بأميركا

2020-03-28

واشنطن - بندر الدوشي

بعد اجتياح موجة وباء فيروس كورونا أراضي الولايات المتحدة الأميركية متسببا في موجة من الذعر وما يشبه الانهيار الاقتصادي، فاقت تداعياته أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث اندلعت موجة ضخمة من الكراهية ضد الآسيويين القاطنين في أميركا، ورصدت وسائل الإعلام الأميركية ما لا يقل عن 150 حادثة اعتداء على الآسيويين داخل الولايات المتحدة الأميركية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" New York Times.

وشبهت وسائل إعلام أميركية أن ما يحدث للولايات المتحدة الأميركية جراء الوباء يفوق بأضعاف أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والأزمة المالية عام 2008. وتوقعت أن يتسبب الوباء بضرر اقتصادي يمتد لسنوات بخلاف تدمير البنية الصحية للولايات المتحدة الأميركية.

وتسببت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية في موجة كراهية ضد المسلمين، وهو ما يحدث حاليا للأميركيين الآسيويين.

وفي تقرير نشرته abc نيوز الأميركية، حذرت سلطات إنفاذ القانون الفيدرالية من زيادة جرائم الكراهية ضد الأميركيين الآسيويين مع استمرار أزمة الفيروس التاجي في النمو، وفقًا لتحليل جديد لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

وبحسب التقرير، يرجح مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يقيم حوادث جرائم الكراهية ضد الأميركيين الآسيويين أن ترتفع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وذلك بسبب انتشار مرض الفيروس التاجي، الذي يعرض المجتمعات الأميركية الآسيوية للخطر"، وفقا لما جاء في تقرير المخابرات الذي أعده مكتب التحقيقات الفيدرالي في هيوستن ووزع على وكالات تنفيذ القانون المحلية في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف التقرير أن "مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) يقوم بهذا التقييم على أساس الافتراض بأن قسما من الشعب الأميركي سيربط بين "كوفيد-19" والصين والسكان الأميركيين الآسيويين".

وبدأت العدوى التي تركت الولايات المتحدة في شبه إغلاق وتسببت في وفاة الآلاف عالميا في أواخر العام الماضي في منطقة ووهان في شرق الصين.

ومنذ ذلك الحين، تبنى العديد من الأميركيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترمب وغيره من القادة السياسيين والمعلقين الإعلاميين، ممارسة وصف المرض بـ"بالفيروس الصيني" بدلاً من "الفيروس التاجي" أو "COVID-19"، وهي المصطلحات المستخدمة من قبل مسؤولي الصحة الاتحادية، وفق تحليل مكتب التحقيقات الفدرالي. ويقول النقاد إن هذا الخطاب قد غذى سوء النية ودفع بعض الناس إلى التحرك ضد الأميركيين الآسيويين.

ودافع الرئيس ترمب عن لغته، موضحاً أنها مجرد وسيلة لتذكير الناس من أين انبثق الفيروس. كما نفى أن يكون هذا المصطلح عنصريا أو أن هذا المصطلح يسيء إلى أشخاص من التراث الآسيوي.

وقال ترمب، في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء: "لقد جاء من الصين"، وأضاف "إنه مصطلح دقيق جدا".

وبعد يومين، قال الرئيس: "علينا حماية الأميركيين الآسيويين"، مردداً تغريدة من وقت سابق من هذا الأسبوع قال فيها إن الفيروس التاجي "ليس خطأهم بأي شكل من الأشكال".

وفى مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الخميس، لم يستطع الرئيس الإشارة إلى أية إجراءات محددة يتخذها لحماية الجالية الأميركية الآسيوية.

وأشار تقرير FBI إلى أن هناك بالفعل زيادة في التقارير عن جرائم الكراهية، ويسرد سلسلة من الحوادث من لوس أنجلوس نيويورك وصولا إلى تكساس.

وتناولت الوثيقة بالتفصيل حادثة وقعت في 14 مارس في ميدلاند بولاية تكساس، حيث "طُعن ثلاثة أفراد من أسرة أميركية - آسيوية، بمن فيهم طفل يبلغ من العمر عامين وآخر يبلغ 6 سنوات.. وأشار المشتبه به إلى أنه طعن الأسرة لأنه كان يعتقد أن الأسرة صينية، تنقل عدوى الفيروس إلى الأميركان".

وقالت المتحدثة باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي لورين هاجي إنها لا تستطيع التعليق على الوثيقة، ولكنها أكدت "إننا نريد أن نؤكد للرأي العام أن مكتب التحقيقات الفيدرالي مازال ملتزما بضمان الأمن القومي ومواصلة التصدي لانتهاكات القانون الفيدرالي" .

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد السكان الآسيويين في الولايات المتحدة نما بنسبة 72% بين عامي 2000 و2015، مما يجعلها المجموعة العرقية الأسرع نموًا في البلاد، وفقًا لمركز بيو للأبحاث.

وقال جريج اورتون المدير الوطني للمجلس الوطني الأميركي آسيا لشبكة ABC إن وثيقة المخابرات "دليل على مدى خطورة المشكلة. يجب أن نتوقف عن رفض هذا السلوك، من السهل تجاهل العنصرية عندما لا تؤثر عليك".

وقال أورتون إنه وزملاءه يتوقعون استمرار تصاعد الحوادث، مؤكدا أن الأمر ليس سهلا. وقال "إن هذا تهديد لسلامة الناس وتؤثر على حياتهم".

وقال أورتون عن انتشار الفيروس في جميع أنحاء الصين ثم خارجها: "ربما يكون خطأ الصين أو خطأ الحكومة [الصينية]". وأضاف: "سيكون هناك وقت ومكان لهذه المحادثة. ولكن في الوقت الحالي نحن في خضم هذا وعلينا أن نضع في اعتبارنا اللغة التي نستخدمها".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي