لا تلمس وجهك حتى لا تنقل كورونا إليه

المصدر : وكالة الأناضول, دويتشه فيلله
2020-03-28

منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 يؤكد الخبراء على ضرورة غسل اليدين جيدا وتجنب التواصل القريب مع الآخرين، وأيضا تجنب لمس الوجه، غير أن تطبيق هذه النصائح ليس بالأمر السهل، خصوصا لمس الوجه، فما الحل؟

لا شك أنك قد أصبحت مدركا تماما أن العالم يواجه وباء سريع الانتشار، وبت على علم واطلاع على التدابير الوقائية التي يجب علينا جميعا اتباعها لتجنب خطر الإصابة بفيروس كورونا، ومن ضمنها أن نتوقف عن لمس وجوهنا.

من جهة أخرى، من المؤكد أنك قد لاحظت مدى صعوبة التوقف عن لمس وجهك على الرغم من بساطة ذلك نظريا.

فقد وجدت إحدى الدراسات أنه في المتوسط يلمس الناس وجوههم نحو 23 مرة في الساعة على الرغم من معرفة ما يحمله هذا التصرف من مخاطر على الصحة، إذ يؤدي لمس الوجه إلى نشر الفيروسات والبكتيريا الملتصقة بأيدينا بعد ملامسة الأشياء أو حتى الأشخاص من حولنا، بحسب ما نشره موقع "ميرور" البريطاني.

يذكر أن هذه العادة ليست جديدة، إذ يبدأ البشر بلمس وجوههم وهم أجنة في الرحم، مما يعني أننا جميعا اعتدنا على ذلك قبل أن نولد، أما عن السبب فقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن لمس الوجه قد يساعدنا على تنظيم العواطف وتهدئة أنفسنا.

ويوضح مارتن غرونوالد الباحث في جامعة لايبزيغ بألمانيا أن "اللمسة الذاتية تؤثر على التيارات الكهربائية في الدماغ"، لذا إذا كان لديك صداع على سبيل المثال فإن لمس الرأس يساعد على تخفيفه، وبهذه الطريقة "يستعيد الناس توازنهم الداخلي"، وفقا لما نشره موقع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألماني.

ويقترح الباحثون أن نغير العادات اليومية المتعلقة باستخدام اليدين، فإذا كنت من الأشخاص الذين يحركون أيديهم أثناء الكلام فحاول بدلا من ذلك وضع يديك على حضنك، وعندما ترغب بلمس وجهك ستكون مدركا لذلك وستذكر نفسك بالمخاطر المحتملة، وتنصح النساء بعدم وضع مساحيق التجميل لتجنب تعديلها خلال اليوم وبالتالي تجنب لمس الوجه.

هل تم فعلا تصنيع فيروس كورونا؟

وفي شأن متصل، تطرح تساؤلات عن نشأة فيروس كورونا وكيفية انتقاله إلى البشر، وبينما يؤمن البعض بنظرية المؤامرة يضع العلماء سيناريوهين لانتقاله.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس كورونا المستجد فيروس حيواني المصدر، أي ينتقل إلى الإنسان من مخالطة الحيوانات المصابة، وعلى الرغم من ذلك يعتقد البعض أن الفيروس تم تطويره في معامل.

ولاختبار هذه الفرضية قام فريق من العلماء في ولاية كاليفورنيا الأميركية بدراسة المادة الوراثية للفيروس الجديد، وبحسب بحث نشروه في مجلة "نيتشر ميديسن" (Nature Medicine) العلمية حلل العلماء فيروس كورونا المستجد بالإضافة لأربعة فيروسات أخرى من عائلة كورونا، منها سارس "المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة" وميرس "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية".

واكتشف العلماء اختلافين رئيسيين بين فيروس كورونا المستجد وسابقيه، أولهما اختلاف نسبة البروتين التي تربطه بالخلية المضيفة، وثانيهما اختلاف الأحماض الأمينية التي تغطي غلاف هذا الفيروس عن الفيروسات الأخرى.

ولسوء الحظ تجعل هذه الاختلافات فيروس كورونا المستجد يرتبط بشكل أسهل مع الخلايا البشرية، لكن في الوقت نفسه بينت هذه الاختلافات للعلماء بعض الأخطاء غير المتوقع وجودها في فيروس تم تطويره بمختبرات علمية.

كما أشار العلماء إلى أن البنية الأساسية لفيروس كورونا المستجد تماثل الفيروسات التي تم اكتشافها في الخفافيش وحيوان آكل النمل فقط، مما يشير إلى عدم تصنيع الفيروس في مختبرات ولكن انتقاله يتم عن طريق الحيوانات.

والسؤال هنا هو: كيف حدث هذا الانتقال؟ يرجح العلماء سيناريوهين محتملين يعتمد كلاهما على فرضية نشأة الفيروس عند الخفافيش ثم انتقاله منها إلى حيوانات أخرى مثل حيوان "آكل النمل" ومنه إلى الإنسان، السيناريو الأول هو أن الفيروس المستجد تحول إلى شكله الحالي عند الحيوان الوسيط، حيوان آكل النمل، قبل انتقاله للإنسان.

أما السيناريو الثاني فيقول إن الفيروس تحول إلى شكله الحالي بعد وصوله لجسم الإنسان وظل يتطور حتى أصبح قابلا للانتقال من إنسان إلى أخر.

وما زال هناك جدل عن أي السيناريوهين أصح، أو إذا كان هناك سيناريو ثالث لم يكتشف بعد، وسيحدد ذلك فحص العينات التي أخذت من المصابين في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول 2019 قبل تحول الفيروس إلى جائحة، وقد يساعد ذلك العلماء على فهم الفيروس بطريقة أفضل وبالتالي اكتشاف طرق لمقاومته.

مغالطات

من جهته، قال البروفيسور ألباي عذاب عضو اللجنة العلمية المختصة بكورونا لدى وزارة الصحة التركية عضو الهيئة التدريسية بجامعة أنقرة إنه من الخطأ الاعتقاد بأن كورونا فيروس تم تحضيره في المختبرات.

وأضاف عذاب في حديث للأناضول أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى أي لقاح مضاد للفيروس، وأن المضادات الحيوية غير مجدية كونه مرضا فيروسيا.

وشدد على أن الأخطاء الشائعة عن كورونا من شأنها تهديد الصحة بشكل عام، ولا سيما تلك المنتشرة بكثرة على منصات التواصل الاجتماعي، داعيا رواد هذه المواقع إلى تجاهل إشاعات مماثلة.

واستعرض الأكاديمي التركي أربعة أخطاء شائعة بشأن فيروس كورونا المستجد:

- مغالطة: فيروس كورونا المستجد لا يصيب سوى المسنين

- المعلومة الصحيحة: الفيروس المذكور بإمكانه إصابة جميع الأفراد الراشدين، فيما تزيد احتمالات التأثر بالفيروس بشكل أكبر لدى المتقدمين في السن، خاصة ممن تزيد أعمارهم على 60 عاما، ولذلك فإن نسبة الوفاة بسبب الفيروس 2% لدى ممن أعمارهم دون 40، فيما تبلغ هذه النسبة 15% لدى الأشخاص ممن تفوق أعمارهم الـ80 عاما.

- مغالطة: كورونا فيروس تم تحضيره في المختبرات

- المعلومة الصحيحة: كورونا ليس فيروسا مختبريا، بل هو عبارة عن تطور أنواع من البكتيريا، كما أن الأوساط الطبية حول العالم كانت تتوقع خروج الفيروسات الجديدة المسببة للأوبئة من مناطق جنوب شرقي آسيا، والسبب في ذلك هو الكثافة السكانية المرتفعة في تلك المناطق، وكثرة أعداد الحيوانات ذات الأصناف المختلفة، والاتصال بين الحيوانات والبشر، وهذه العوامل كلها تزيد مخاطر تطور الفيروسات وانتشارها.

- مغالطة: تم تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا إلا أنه لم يطرح بعد في الأسواق

- المعلومة الصحيحة: لم يتم حتى الآن تطوير أي لقاح مضاد لكورونا ومتاح للاستخدام البشري، لكن هناك العديد من الجهود المبذولة في هذا المجال.

ويوجد قرابة 30 مشروعا قائما لتطوير لقاح مضاد لكورونا، إلا أنه لم يتم التوصل في أي واحد من هذه المشاريع إلى نتيجة ملموسة.

كما أن عالم الطب لم ينجح بعد في تفسير وتوضيح العلاقات المعقدة بين جهاز المناعة وفيروس كورونا، ولذلك فإنه من غير الواضح بعد جدوى اللقاحات المضادة لهذا النوع من الفيروس، والتي قد يتم العثور عليها لاحقا، ومن غير المتوقع تطوير لقاح فعال ومضاد لكورونا قبل عام.

- مغالطة: يتوجب استخدام المضادات الحيوية عند الإصابة بفيروس كورونا

- المعلومة الصحيحة: كورونا مرض فيروسي ولا تملك المضادات الحيوية أي تأثير عليه، إذ إنها لا تؤثر على الفيروسات.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي