مميزة وتتمتع بكاريزما.. إنها الثدييات والطيور المهددة بالانقراض

2020-03-03

أظهرت دراسة جديدة أن الطيور والثدييات المهددة بالانقراض غالبا ما تكون متميزة بيئيا ولا يمكن تعويضها في بيئتها، وأن أغلب هذه الأنواع لا تحظى بالأولوية في خطط الحماية الحالية رغم دورها المهم في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي.

كما وجد الباحثون أن الكثير من الكائنات المميزة والمهددة بالانقراض تتمتع كذلك بجاذبية لدى البشر بسبب سلوكها أو مظهرها، وهو ما يمكن أن يساعد في تعزيز الجهود لحمايتها.

كائنات متميزة لكنها مهددة

يقول الخبراء إن الأرض تعيش حاليا الحقبة السادسة للانقراض منذ ظهور الحياة على سطحها، وقد وجدت دراسة علمية صدرت في السنوات القليلة الماضية أن ما يقرب من خمسمئة نوع من الحيوانات قد انقرضت خلال المئة سنة الأخيرة.

ويقدر العلماء أن ربع الثدييات وحوالي 14% من الطيور مهددة بالانقراض، كما أن العديد من الكائنات الحية الأخرى من نباتات وحيوانات في طريقها إلى الانقراض.

لكن الكائنات الحية تتفاوت في أهمية دورها البيئي وتأثيرها في بقية الأنواع من حولها، وبعضها يكون متميزا في بيئته، لذلك فإن تعرضه للانقراض يؤدي إلى انهيار المنظومة البيئية التي حوله.

وتبرز نتائج الدراسة الجديدة التي نشرها باحثون من جامعة ساوثهامبتون في دورية "غلوبل إيكولوجي أند كونزرفيشن" في 14 فبراير/شباط الماضي، أن الكثير من الأنواع المهددة بالانقراض هي من بين الكائنات الأكثر تميزا في بيئتها ولا يمكن لأنواع أخرى تعويضها في حال اختفائها نهائيا من الوجود.

كما وجدت الدراسة أن هذه الحيوانات مثل طيور البطريق الإمبراطور والذئاب ونسور البحر والفهود تمتلك في الغالب "شخصية جذابة".

يقول الباحث روبرت كوك، من جامعة ساوثهامبتون الذي قاد فريق البحث، إن "الأنواع الأكثر تميزا من الناحية البيئية غالبا ما تكون لها أدوار فريدة في بيئتها، لكنها ليست ذات أولوية مباشرة في خطط الحفظ الحالية. وهذه النقطة العمياء تعني أن الأنواع المهمة إيكولوجيا قد تضيع".

وعادة ما تكون الأدوار التي تقوم بها الأنواع المتميزة بيئيا واسعة النطاق داخل النظم الإيكولوجية التي تعيش فيها.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤثر الحيوانات العاشبة مثل الفيلة ووحيد القرن على بنية النباتات ودورة المغذيات، بينما يمكن للحيوانات المفترسة مثل النسر أبيض الذيل والفهد والذئب أن تمنع الرعي المفرط وتزيد من إنتاجية النباتات وتحد من انتشار الأمراض.

"كاريزما"

قام الباحثون في هذه الدراسة بحساب التميز البيئي لعينة مكونة من 10960 عصفورا و5278 من الحيوانات الثديية بناء على ست سمات هي كتلة الجسم وحجم القمامة وطول الفترة الزمنية بين الأجيال واتساع الموائل ونوع النظام الغذائي وتنوعه. وقد مكنهم ذلك من تحديد الأنواع الأكثر تميزا ودمجها مع بيانات من القائمة الحمراء للأنواع المهددة.

ووجد الباحثون أن ثدييات مثل الفيل الآسيوي ووحيد القرن في سومطرة وطيور مثل الحبار الهندي العظيم وقطرس أمستردام والنعامة الصومالية، من الأنواع المهددة والمتميزة من الناحية البيئية، وقد يؤدي انقراضها إلى فقدان أدوار بيئية فريدة واختلال التوازن الإيكولوجي في المناطق التي كانت تعيش فيها.

في مرحلة ثانية من الدراسة، قارن الباحثون قائمة الحيوانات ذات الأدوار المميزة في بيئتها والمهددة بالانقراض بنتائج أبحاث سابقة حددت الحيوانات التي لها جاذبية لدى البشر. وتوصلوا إلى وجود علاقة واضحة بين الخصائص الفريدة لبعض الطيور والثدييات المهددة بالانقراض وشعبيتها العامة.

هذه الأنواع ذات "الكاريزما" تستحق اهتماما كبيرا نظرا لدورها المهم في محيطها البيئي، كما يقول الدكتور كوك. وقد تكون "جاذبيتها" من العوامل التي ستدفع في اتجاه بذل جهود إضافية للحفاظ عليها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي