خطاب تنافس متدنٍ في الأيام الأخيرة لحملة الانتخابات الإسرائيلية

2020-02-27

تشهد معركة الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، في أيامها الأخيرة، تصعيداً في الخطاب التنافسي العنيف والأساليب العدائية الشخصية المتدنية والمليئة بالإهانات. ووصفها بعض المراقبين بأنها «أقرب إلى حرب تصفيات من التنافس الانتخابي». وكشف النقاب عن قيام مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، باستئجار خدمات للتجسس على منافسه بيني غانتس و«رصد أخلاقياته وسلوكه الشخصي». وعبّر قادة أحزاب اليمين واليسار عن غضبهم من محاولات نتنياهو وغانتس سحب الأصوات، كل من حلفائه.

وأكد الخبراء على أن هذه الأساليب تدل على فقدان صواب أصحابها؛ حيث إنها قد تحقق لكل منهم بضعة ألوف من الأصوات، لكنها تؤدي إلى خسارة أكبر، إذ أنها تتسبب في انفضاض الجمهور عن المشاركة وتخفيض نسبة التصويت، وهذا يضر بالجميع ويهدم فكرة التنافس الانتخابي الديمقراطي.

وانضم رئيس الموساد السابق تامير باردو، أمس (الأربعاء)، إلى منتقدي هذه المعركة، واتهم الليكود بتطوير تطبيق «إليكتور»، ليشمل معلومات حول الناخبين، ووصفه بأنه خطير، ودعا إلى التوقف عن استخدامه وعن إدخال مزيد من التفاصيل إليه. وقال إن هذا التطبيق يمكن أن يساعد الليكود على تنظيم أصواته، لكنه «خطر جداً على أمن دولة إسرائيل، وأمن الجنود وضباط الجيش الإسرائيلي وعلى جهاز الأمن العام (الشاباك) والموساد». وقال إن «هذا التطبيق يتطور مثل وباء، وينبغي إيقافه وحجره قبل أن نفقد السيطرة. وأتوجه إليكم راجياً أن تزيلوه، امحوه، وتوقفوا عن شحنه بمزيد من التفاصيل».

وتوجهت باحثة الإنترنت والمحاضرة في الجامعة المفتوحة الإسرائيلية، الدكتورة عنات بن ديفيد، التي أجرت بحثاً حول تطبيق «إليكتور»، برسالة إلى لجنة الانتخابات المركزية محذرة من خرق الخصوصية والسرية في التصويت. وقالت إن هذا التطبيق يفتح الباب أمام أي شخص، في البلاد والخارج، أن يتعرف على تفاصيل الناخبين الإسرائيليين، مثل الاسم والعنوان والوظيفة العسكرية وغير ذلك. وقالت ساخرة: «صديقنا في (حزب الله) الموجود في بيروت بإمكانه القيام بذلك، وكذلك الناشط في (الحرس الثوري) الموجود في طهران بإمكانه القيام بذلك. وناشط (حماس) الموجود في غزة ونابلس بإمكانه القيام بذلك».

وفي السياق، كشفت صحيفة «ذي ماركر» الاقتصادية، أن مقربين من نتنياهو، استعانوا بخدمات شركة الاستخبارات التجارية الخاصة CGI Group، لجمع معلومات محرجة، من شأنها أن تورط رئيس قائمة «كحول لفان»، غانتس، في قضايا أخلاقية. وقالت الصحيفة إن الغرض هو الحصول على مواد تدين «كحول لفان» وقادتها عموماً، وغانتس خصوصاً، على أمل أن تكون سلاحاً قد تكسر حالة التوازن السياسية بين المعسكرين في إسرائيل.

من جهة ثانية، عبّر قادة أحزاب اليمين، عن غضبهم من حليفهم نتنياهو، بسبب محاولاته كسب أصوات ناخبين تقليديين لأحزابهم. وقد نقل عن رئيس حزب شاس الديني، إريه درعي، أنه غاضب من نتنياهو، لأنه قام بزيارة انتخابية لمؤسسة تعليمية تابعة لشاس في تل أبيب. فقال درعي: «هذه الزيارة قبل 5 أيام من الانتخابات تثير غضباً كبيراً. فبدلاً من توجه نتنياهو ووزراء الليكود إلى مدن الليكود، وخاصة خارج وسط البلاد، والتي حصل فيها الليكود على نسب تصويت منخفضة في الانتخابات الماضية، ليجلبوا الأصوات من هناك، يذهب إلى مؤسسة لليهود المتدينين الشرقيين».

وعبّرت عن هذا الغضب أيضاً عضو الكنيست عن تحالف أحزاب اليمين المتطرف (يميناً)، أييليت شاكيد، فقالت: «إذا نجح نتنياهو في تشجيع نسب التصويت لديه، وأيقظ معاقل الليكود، فإننا سنصل إلى 61 مقعداً.

وحسناً سيفعل نتنياهو إذا توقف عن الانشغال بنا وبمهاجمتنا. فنحن حلفاؤه، إن كان لا يتذكر». وقال رئيس (يميناً) ووزير الأمن، نفتالي بنيت: «نتنياهو يُدخل أحزاب اليمين إلى ورطة». وفي أحزاب اليسار أيضاً، شكوا من محاولة مماثلة من حزب غانتس، الذي يحاول الحصول على مقعد أو مقعدين من جمهورهم.

المعروف أن استطلاعات الرأي ما زالت تشير إلى أن قوة المعسكرين متساوية، ونتائج الانتخابات القادمة ستكون شبيهة جداً بنتائج الانتخابات الأخيرة. لكن نتنياهو يستميت في تغيير هذه الصورة والفوز بأغلبية 61 نائباً (من مجموع 120)، تتيح له تشكيل حكومة يمين ضيقة. وغانتس بات يشعر بخطر الهزيمة، إذ إن الاستطلاعات الأخيرة تشير إلى أن الليكود قد يكون أكبر الأحزاب.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي