ما مدى جودة أسلحة الجيش الأمريكي مقارنة بالحلفاء والأعداء؟

2020-02-19

كاتب: Michael Peck

ما مدى جودة الأسلحة الأمريكية مقارنة بنظيرتها لدى الدول الأخرى؟ إجابة عن هذا السؤال؛ كتب مايكل بيك المتخصص في شؤون الدفاع والتاريخ مقالًا في مجلة «ذا ناشيونال إنترست»، معلقًا على دراسة أعدتها مؤسسة راند للأبحاث، لمعرفة مدى تقدم أسلحة القتال البري الأمريكية مقارنة بنظيرتها في الدول الأخرى. وتخلص الدراسة إلى أنه لا توجد دولة متفوقة في كل الجوانب؛ فبينما تتفوق أمريكا في العديد من المجالات، تتفوق دول أخرى في مجالات أخرى.

يقول الكاتب: إن أسلحة الجيش الأمريكي جيدة جدًا في العديد من المجالات، لكن الأسلحة التي تمتلكها الدول الأخرى تتمتع ببعض القدرات التي لا تتوافر في الأسلحة الأمريكية، وفقًا لدراسة جديدة.

بحثت الدراسة، التي أعدتها مؤسسة راند لصالح الجيش الأمريكي، أنظمة القتال البرية الرئيسية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدراسة تعتمد في الغالب على بيانات متاحة المصدر، وليس معلومات سرية.

فيما يلي بعض الجوانب التي تتألق فيها الأسلحة الأمريكية، وفي المقابل الجوانب الأخرى التي يخفت فيها نجمها:

الدبابات ومركبات المشاة القتالية

خلصت مؤسسة راند إلى أن «المركبات القتالية المدرعة (AFVs) التابعة للجيش الأمريكي تحظى بمرتبة مرموقة حين تقارن بنظيراتها الأجنبية، ولا سيما دبابة دبابة القتال الرئيسية من طراز أبرامز M1A2، والتي تعتبر على نطاق واسع أفضل دبابة في العالم من حيث الحماية وقوة النيران المضادة للدروع».

ربما يختلف الروس والإسرائيليون وغيرهم مع هذا التقييم، ولكن بعد مقارنة أبرامز بالدبابة الروسية T-90 وليوبارد الألمانية وميركافا الإسرائيلية، أشادت الدراسة بدرع أبرامز المصنوع من اليورانيوم المنضب وذخيرتها المضادة للدبابات.

أما ما تفتقر إليه الدبابة أبرامز فهو الذخائر المتشظية شديدة الانفجار، الموجودة في الدبابات التي تمتلكها دول أخرى (على الرغم من أن سلاح مشاة البحرية الأمريكي يستخدم قذائف شديدة الانفجار ألمانية الصنع).

تقول الدراسة إن دبابات الدول الأخرى تتمتع أيضًا بالعديد من القدرات التي لا تملكها المركبات الأمريكية، مثل: أنظمة الحماية النشطة في الطرازات الإسرائيلية والروسية، ودرع الحماية العلوي على دبابة «ليوبارد». 

كما أن مركبة المشاة القتالية «برادلي» التابعة للجيش الأمريكي تتفوق أيضًا في المنافسة، على الرغم من أن «برادلي» المجهزة بطاقم النجاة في قتال المناطق الحضرية BUSK III، سيكون لديها قوة أقل مقارنة بالوزن، عن مركبات مثل «بوما» الألمانية و«بي أم بي-3» الروسية و«نامر» Namer الإسرائيلية.

«برادلي» مسلحة جيدًا بمدفع من عيار 25 ملم، وصواريخ تاو TOW، لكن «بوما» بها أجهزة تشويش للصواريخ المضادة للدبابات، في حين أن «نامر» بها دروع ثقيلة (لأنها دبابة فعلية جرى تحويلها إلى حاملة أفراد). أما بالنسبة إلى «بي أم بي-3» فتعتبر الحماية ميزة ثانوية بالنسبة لمرونة الحركة والفعالية من حيث التكلفة، ما يوفر نظرة ثاقبة إلى القرارات الاستراتيجية الروسية فيما يتعلق بالصفات الأكثر أهمية التي ينبغي أن تتوافر في مركبة المشاة القتالية، أي أن حماية طاقم الدبابة أقل أهمية لدى الروس مقارنة بمرونة حركة المركبات وقوة النيران.

وتقترح مؤسسة راند بعض الخيارات بالنسبة لبرادلي وسترايكر، بما في ذلك مدفع أكبر مثل مدفع عيار 30 ملم المثبت على مركبة المشاة القتالية البريطاني ووريور Warrior، وكذلك أجهزة استشعار أفضل.

وتابعت الدراسة أنه «لا يمكن إنكار أن النسخة الرئيسية من حاملة المشاة سترايكر مسلحة تسليحًا خفيفًا بالمقارنة مع نظيراتها الي تمتلكها الدول الأخرى». وبينما يدرس الجيش الأمريكي الآن استخدام الدروع التي يمكن إسقاطها من الجو، أشارت الدراسة أيضًا إلى أن روسيا تمتلك مركبات مشاة قتالية يمكن إسقاطها من الجو، بينما تعكف الصين على تطوير مثل هذه المركبات.

المدفعية

تأتي مدافع «هاوتزر» ذاتية الدفع الأمريكية من طراز «بالادين» في المرتبة الثانية بعد المدافع الألمانية PzH 2000، لأن مدافع الهاوتزر الألمانية يعمل بطريقة أكثر آلية.

تقول الدراسة: «إن المقارنة السريعة لقدرة فصيلة عسكرية مكونة من أربعة مدافع «بالادين» وأربعة مدافع من طراز PzH 2000 على إطلاق النيران لمدة ثلاث دقائق تُظهر محدودية النظام الأمريكي مقارنة بالنظام الرائد بين مدافع «هاوتزر» ذاتية الدفع في العالم».

وتمضي الدراسة إلى القول بأنه «في حين أن فصيلة مدفع «بالادين» يمكنها أن تطلق 48 قذيفة في مهمة إطلاق نيران مكثفة مدتها ثلاث دقائق، يمكن للفصيلة الألمانية أن تطلق 120 قذيفة، ويمكنها أن تفعل ذلك على مسافات تزيد إلى 50 في المئة أكبر من أقصى مدى لمدفع بالادين».

وفيما يتعلق بالمدفعية الصاروخية، فإن الصاروخ الأمريكي GMLRS (أي نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة) يتمتع بالقدرة، لكن الأسلحة الروسية والصينية قد تفوقه في مداها في وقت قريب.

وتقول الدراسة «إن دخول الصينيين هذا المجال، وتأكيدهم المشدد على بناء صواريخ أثقل وأطول مدى، تبدأ في سد الفجوة بين المدفعية الصاروخية والصواريخ البالستية قصيرة المدى، يمكن أن يكون له تأثير كبير مع مرور الوقت في توسيع الاتجاه نحو أنظمة الضربات طويلة المدى».

طائرات الهليكوبتر

مرة أخرى، تصنف طائرات الهليكوبتر الأمريكية على أنها تتمتع بقدرات كبيرة، بحسب الكاتب. إذ تتمتع بمزايا كبيرة في قدرتها على الدمج بين الطائرات التي المأهولة وبدون طيار، بالإضافة إلى الجيل الثالث من أجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء ذات الرؤية الأمامية FLIR.

يحمل طراز «يوروكوبتر تايجر» Eurocopter Tiger عددًا أقل من صواريخ «هيلفاير» ولديه مستشعرات أقل تطورًا من طراز «فلير» المتقدم، وطائرة الهليكوبتر الروسية من طراز Mi-28 تحلق حاليًا دون رادار وإجراءات مضادة دفاعية، بينما ما زالت الهليكوبتر الصينية Z-10 تعاني من بعض المشاكل. غير أن طائرات الهليكوبتر غير الأمريكية تتمتع بميزة انخفاض أسعارها.

الأمر الأكثر إثارة للاهتمام في دراسة مؤسسة راند هو أنه لا يبدو أن هناك اختلافًا كبيرًا بين قدرات معدات الجيش الأمريكي، وقدرات حلفائه وأعدائه المحتملين. فبينما تتفوق أمريكا في العديد من المجالات، تتفوق دول أخرى في عدد قليل، لكن يبدو أنه لا تتمتع دولة ما بميزة كبيرة تجعلها تتفوق باكتساح على باقي الدول.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي