خمور وحفلات صاخبة وخيانة من أجل المال.. التاريخ الأسود للبرازيليين في برشلونة

2020-02-12

التاريخ الأسود للبرازيليين في برشلونةعمر موفق



قبل أكثر من عامين، خرج الظاهرة رونالدو نازاريو بتصريحات موجهة إلى مواطنه فيليب كوتينيو صانع ألعاب الريدز ليفربول ينصحه فيها بعدم الالتفات إلى عرض برشلونة ورفض الانتقال للنادي الكتالوني بسبب سوء معاملته للاعبين البرازيليين، على حد تعبيره، مستشهداً بما حدث معه ومع باقي زملائه مثل: روماريو، وريفالدو، ورونالدينهو، ونيمار.

استفزني هذا الحديث حينها وجعلني أغوص في أعماق محرك البحث جوجل باحثاً عن حقيقة معاملة برشلونة للبرازيليين، وهل فعلاً يعاملهم النادي بطريقة سيئة وغير لائقة. تكاسلت قليلاً في بادئ الأمر وشغلتني ظروف أخرى عن البحث والكتابة، ثم أثارت مفاوضات برشلونة ونيمار حفيظتي مرة أخرى فهممت بالبحث والكتابة في الموضوع. لذلك دعونا نعد قليلاً إلى الماضي ونتحدث بشكل أكبر عن هؤلاء اللاعبين الذين سماهم رونالدو بنفسه.

روماريو.. الساحر السكير

البرازيلي الساحر الذي قدم من إيندهوفن وشكّل ثنائية خارقة مع قاذفة الصواريخ البلغارية ستويشكوف تحت إمرة الهولندي يوهان كرويف.

روماريو كان معروفاً بعناده وإدمانه الكحول وتأخره الدائم عن التدريبات، يقول غوس هيدينك، مدرب اللاعب البرازيلي في نادي إيندهوفن، إن روماريو كان يأتي إلى التدريب متأخراً ورائحة الكحول تفوح من فمه وعيناه حمراوتان من كثرة السهر، لكنه لم يدع لي مجالاً أبداً لانتقاده لأنه كان يؤدي واجبه كاملاً على أرض الملعب وبشكل خرافي.

روماريو الذي فضل الكسل على المجد
نفس الأمر تكرر مع كرويف بعد انتقال روماريو إلى برشلونة، يوهان عشق روماريو حتى أنه اعتبره الأفضل في التاريخ قبل ظهور ميسي، بالإضافة إلى حصول البرازيلي على امتيازات خاصة دوناً عن البقية، مثل إجازات أكثر من غيره، ما أثار حفيظة بعض اللاعبين ضمن صفوف النادي الكتالوني.

لكن اللحظة التي أنهت مسيرة روماريو في كتالونيا كانت عندما قرر التغيب عن اجتماع بداية الموسم وقام بتمديد إجازته ٢٠ يوماً إضافية بقرار شخصي منه. ليضع كرويف في موقف محرج للغاية أمام النادي وباقي اللاعبين، ما دفعه للخروج منتقداً اللاعب في العلن قائلاً: “مهما كنت نجماً كبيراً فالجميع هنا سواسية، الغياب يوم أو يومين عن التدريب أمر قد يتم قبوله، لكن ما حدث يدل على أنه لم يعد يرغب في ارتداء قميص البرسا مجدداً، وإذا كان يرغب في الرحيل فلن نمنعه بكل تأكيد”.

وبالفعل وبسبب استهتار وعناد البرازيلي الكبير الذي لم يجعله يتقبل تلك الكلمات من مدربه رحل روماريو عن برشلونة وعاد إلى موطنه الأصلي.

رونالدينيو.. صانع البسمة المهمل

الساحر البرازيلي الذي صفق له الجميع خصوماً كانوا أو مشجعين، رونالدينهو كان قائد برشلونة إلى الطفرة الكبيرة على مستوى الأداء والإنجازات وأعاد النادي الكتالوني إلى الواجهة مجدداً وقاده إلى المجد رفقة بويول وتشافي وبقيادة ريكارد.

لكن بعد ٣ مواسم خرافية في الإقليم، هبط مستوى الساحر البرازيلي هبوطاً حاداً وترك كرة القدم وتوجه إلى السهر وحضور الحفلات في الملاهي الليلية.

لذلك كان أول قرارات بيب غوارديولا التي اتخذها فور توليه القيادة الفنية للبارسا هي رحيل رونالدينيو.

رونالدينيو في إحدى الحفلات
الجدير بالذكر أن رونالدينيو نفسه اعترف مراراً وتكراراً بأن السبب في انتهاء مسيرته مع الفريق كان سلوكه غير المنضبط.

بالمناسبة يا ظاهرة.. رونالدينيو يعمل حالياً كسفير للنادي الكتالوني حول العالم.

هل من المعقول أن يقبل رونالدينيو أن يكون واجهة للنادي الذي أساء معاملته حسب وصفك؟

نيمار.. لا داعي للتكرار

الجميع على علم بتفاصيل قصة رحيل نيمار ولا داعي لذكرها، لكن لنتحدث عن صاحب تلك التصريحات الذي تشابه قصته كثيراً قصة رحيل نيمار.

رونالدو الظاهرة.. من المذنب؟

“هذا لا يمكن أن يكون بشراً إنه من الخيال”

– خورخي فالدانو عن الظاهرة بعد موسمه الأول والأخير مع برشلونة.

حطم الظاهرة كل الأرقام القياسية في أول مواسمه مع البلاوغرانا، وبعمر ١٩ عاماً فقط استطاع رونالدو أن يصبح أغلى صفقة في تاريخ النادي في ذلك الوقت مقابل ٢٠ مليون يورو.

وأصبح أفضل لاعب في تاريخ النادي من حيث المعدل التهديفي بإحرازه ٤٧ هدفاً في ٤٩ مباراة.

وأصغر لاعب في تاريخ النادي وتاريخ الكرة يفوز بالكرة الذهبية.
وبعد موسمه الخرافي مع البارسا وحسب تقرير شبكة ESPN الموثوقة أرادت الإدارة تجديد عقد رونالدو لمدة ١٠ سنوات قادمة للحفاظ عليه داخل القلعة الكتالونية وقطع الطريق على الأندية الراغبة في التعاقد مع الموهبة البرازيلية المتفجرة في ذلك الوقت.

رونالدو وبيب غوارديولا

لكن وكيل أعمال الظاهرة رينالدو بيتا ومساعده أليكساندر مارتنز وهما اللذان رعيا رونالدو منذ الصغر، ودفعا تكاليف نقله من فريق إلى آخر في البدايات، حتى أوصلوه إيندهوفن ومنه لبرشلونة.

أرادا الحصول على الأموال بشكل سريع، وبدآ بترويج أخبار رحيل البرازيلي صحفياً، ليخرج رئيس النادي في تصريح شهير ليكذب تلك الإشاعات ويقول: “رونالدو باقٍ معنا إلى الأبد”، وهو التصريح الذي تم السخرية منه بشكل كبير للغاية من كافة وسائل الإعلام والأخبار لأنه خرج في اليوم التالي ليقول: “رونالدو راحل”، بعد فشل التوصل إلى اتفاق مع موكلي اللاعب ورفضهم توقيع العقد الذي وافقا على صيغته قبل ٢٤ ساعة فقط بسبب وصول عرض موراتي رئيس إنترميلان في ذلك الوقت والذي جعل من الظاهرة أغلى لاعب في التاريخ في تلك الحقبة بعد أن قام بدفع قيمة فسخ العقد كاملة.

وهو ما تكرر بشكل مشابه للغاية مع البرازيلي نيمار جونيور وقصة انتقاله إلى باريس سان جيرمان.

بعد عرض كل تلك الحقائق، هل حقاً أساء برشلونة معاملة لاعبيه وأساطيره البرازيليين؟ أم أنهم هم من أساءوا إلى أنفسهم وإلى صورة النادي بتصرفاتهم؟

 

*كاتب ومدون رياضي

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي