
طرابلس - قال رئيس مصلحة الآثار الليبية ان بلاده تخطط لدعوة كبار علماء الآثار في العالم للكشف عن ماضيها القديم حيث تسعى لجذب مزيد من السياح بعد عقود من العزلة.
وتضم ليبيا عددا وافرا من المواقع القديمة والمواقع التي تعود الى فترة ما قبل التاريخ حيث لعبت دورا محوريا في هجرة الإنسان الاول. ويعتقد أن العديد من هذه المواقع لم يتم الكشف عنها بعد.
لكن سنوات من العقوبات الدولية شوهت صورة ليبيا حيث يقوم مئات الالاف من الاشخاص فقط بزيارة البلاد الواقعة في شمال أفريقيا سنويا مقارنة بما يزيد على ثمانية ملايين شخص يقومون بزيارة دولة مصر المجاورة.
وقال جمعة العناق رئيس مصلحة الاثار الحكومية "سنفتح ذراعينا لافضل العلماء من اليابان حتى الولايات المتحدة. ولن نستثني معهدا كبيرا واحدا سواء أكان في أوكسفورد أو كامبريدج أو السوربون أو روما."
وفي مقابلة حديثة وصف الاكتشافات التي تمت الى اليوم بأنها مجرد نقطة في بحر.
وتحظى حملة الكشف عن الاثار بدعم سيف الاسلام القذافي ابرز ابناء الزعيم الليبي معمر القذافي والذي وافق مؤخرا على انشاء جمعية لحماية الاثار ستقوم بتنسيق عمل الباحثين المحليين والاجانب.
وقال العناق "انه تسارع رهيب...لم نحظ بهذا النوع من الدعم من قبل."
وتراجعت الاكتشافات الاثرية بعد الثورة الاشتراكية الاسلامية التي قادها القذافي عام 1969 لكن العمل لم يتوقف تماما. وواصل بعض علماء الاثار الاجانب العمل وتمكنوا من التوصل لاكتشافات هامة حتى في اثناء ادنى مستوى للعلاقات بين ليبيا والغرب.
وسكن الانسان ليبيا التي تبلغ مساحتها ثلاثة أمثال مساحة فرنسا قبل ما يزيد على 60 ألف سنة عندما بدأ الانسان العاقل في التحرك نحو الشمال من شرق أفريقيا قبل أن يستعمر أوروبا.
وكانت تقام مستوطنات ساحلية في الازمنة القديمة من قبل الحضارات الكبرى من الفينيقيين الى الرومان واليونانيين والقرطاجيين والعثمانيين.
وبدأ العمل على كشف الاثار بشكل جدي في ثلاثينيات القرن العشرين عندما كان يأمل المستعمرون الايطاليون الفاشيون في برهنة التواجد الروماني واثبات الهيمنة التاريخية لايطاليا على منطقة البحر المتوسط. وأدى هذا العمل أيضا الى اكتشاف النفط.
وساعدت قلة عدد السكان والمناخ الجاف على الحفاظ جيدا على أسرار ليبيا. ويقول المؤرخون ان الصحراء الشاسعة كان يوما ما ارضا مليئة بالاعشاب دعمت مجتمعات صغيرة لا يعرف سوى القليل منها.
وتقول الحكومة الليبية انه مع افتتاح مزيد من المواقع الاثرية فانها سترغب في تجنب السياحة الجماعية مثل تلك التي تأتي لمصر وتونس وأن تركيزها على التاريخ سيساعد على جذب اعداد قليلة من المسافرين الواعين.
وقال العناق "لن نشجع السياحة الجماعية التي... من شأنها أن تمثل عارا على هذا الإرث الثقافي الغني والمتنوع على نحو رائع."