مدرب تونس والمغرب الأسبق وراء ظاهرة تحدث لاعبي كرة القدم وأياديهم على أفواههم

2020-01-28

كل من يشاهد مباريات كرة القدم لا بد أنه انتبه في وقت ما أن أغلب لاعبي الكرة حين يتحدثون مع بعضهم البعض يضعون أيديهم على أفواههم، دون أن يعرف أغلبنا السر وراء هذا التصرف.

«ضع يدَك أمام فمك».. إنها عبارة مألوفة، وحركة يؤديها لاعبو كرة القدم المحترفون خلال التحدث أمام الجماهير مع زملائهم في الفريق، أو مع أي لاعب آخر؛ لتجنب قراءة حركة الشفاه، أو معرفة ما يُقال من خلال الكاميرا أو أي جهاز آخر.

وهناك الكثير من الأسباب التي تستدعي إخفاء الكلمات كما ذكر موقع Leparisien، فهناك كاميرا في كل هاتف ذكي، والكل يملكه، وملايين الحسابات المهتمة على مواقع التواصل الاجتماعي. وسواء كانت تلك الكلمات تتعلق باختيار مسدد الكرة في ركلة حرة ما، أو قول لفظ خارج، أو حتى تحديد موعد بعد انتهاء المباراة، فمن الضروري إخفاء الأمر عن الأنظار.

كان الدولي الفرنسي السابق ومدرب منتخب الديوك الحالي ديدييه ديشامب، هو الذي تسبَّب عن غير قصد في إثارة هذا الأمر على أرض الملعب. وذلك مساء يوم الأحد 2 يوليو/تموز 2000، عندما رفع قائد الديوك صاحب الـ31 عاما آنذاك، كأس أمم أوروبا بعد نهائي ملحمي في مدينة روتردام الهولندية.

فقد كان المنتخب الإيطالي المتقدم بهدف يتهيأ لتسلُّم كأس البطولة، عندما صدمه المهاجم البديل ويلتورد بهدف التعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، ثم أكمل عليه البديل الآخر ديفيد تريزيغيه بهدف الفوز في الدقيقة الـ103 ليخطف الكأس. وخلال التقاط الصور بعد المباراة في وسط ملعب فينورد، حاول المدرب روجيه لومير، دون جدوى، إثناء ديشان عن قرار الاعتزال. وبعد مرور أسبوع، فكّ برنامج Stade 2  الفرنسي شفرة تلك المحادثة عن طريق متخصص في قراءة الشفاه، والنتيجة كانت فضيحة.

«العبارات القوية»

من يومها، لم يتحدث لومير، (الذي تولى أيضاً تدريب منتخب تونس بين عامي 2002 و2008، وكذلك منتخب المغرب) على الملأ دون «وضع يده أمام فمه»، وسار على خطاه الآلاف من تلامذته وأتباعه، خاصة في ظل تضاعف أعداد الكاميرات والميكروفونات وتحسن نوعها، حول الملعب.

وتتتبع وسائل الإعلام الآن «عبارات جيدة وقوية ولها مردود»، خاصة عندما يحصل اللاعب على زجاجة مياه موضوعة أمام الميكروفون. وفي فرنسا، حتى العام الماضي، أذاع برنامج «J + 1» الفرنسي على «Canal +» تجميعات للإسقاطات التي تم التوصل إليها خلال أو بعد المباريات.

وبعيداً عن واقعة ديشامب، شهدت المباراة الودية بين منتخبي فرنسا والصين، التي انتهت بفوز الديوك 3-1 حادثاً مأساوياً، حيث أصيب مهاجم المنتخب الفرنسي جبريل سيسيه بكسر «عظمة الهضبة الظنبوبية»، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم اللحاق بمونديال ألمانيا 2006، وكان رد فعل زميله في الفريق ويليام غالاس أن قال «لقد مات».

أما بالنسبة للسلطان السويدي ونجم فريق إيه سي ميلان الإيطالي زلاتان إبراهيموفيتش، المعروف بخروجه الدائم عن النص، فقد تلفّظ بجملة حينما كان يلعب مع فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، أثارت عاصفةً من الغضب ضدّه، وأدت لإيقافه 4 مباريات، بعدما وصف فرنسا بأنها «دولة قذرة»، في وسط كلمات غاضبة قالها تعقيباً على أداء طاقم التحكيم للمباراة، التي خسرها باريس سان جيرمان أمام بوردو (3-2) بالدوري الفرنسي، في مارس/آذار 2015.

انتبه إلى الإيماءات

إذا وضع لاعبو كرة القدم أيديهم على أفواههم حتى لا تعرف كلماتهم، حتى لو راقبها العالم بأسره من خلال التلفاز، فهل تساعدنا لغة الجسد أو الإشارات على توقع ما قيل؟

يقول المتخصص في فك شفرات الكلام، ومؤلف كتاب اللغة العالمية للجسد، فيليب تورشيه: «دعونا نفكر في اليد اليمنى… عندما تكون في الجانب الأيمن من الفم، نخفي ما نريد قوله إلى الشخص المخاطب. وعندما تتحرك اليد جهة اليسار، أو حتى في الزاوية اليسرى من الفم تكون المحادثة أقل ارتباطاً بالمحتوى، حيث إن اللاعب الذي يتحدث لا يكون حينها في كامل التركيز مع من يتحدث إليه فحسب، بل يتابع البيئة المحيطة بالموقف».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي