خسائر وهلع.. كورونا يربك أسواق المال والنفط العالمية

2020-01-27

أسعار أسهم الشركات اليابانية في بروصة طوكيو معروضة في شاشة إلكترونية في العاصمة. وتأثرت أسواق المال حول العالم بالمخاوف من انتشار فيروس كورونا الجديدأدت المخاوف من تأثير فيروس كورونا الجديد الذي ينتشر بسرعة على الاقتصاد العالمي إلى انخفاض أسعار النفط، وارتفاع أسعار الذهب والين اللذين يعدان ملاذين آمنين للمستثمرين، فيما يسعى كثير من المستمثرين إلى الاطلاع على أوبئة سابقة بحثا عن نماذج قد تساعدهم في قراراتهم، وفق صحيفة فاينانشل تايمز.

ويقدر باحثون أن تتجاوز الإصابات بالفايروس القاتل 40 ألف إصابة.

تراجع في أسواق المال العالمية
وانخفض مؤشر داو جونز الأميركي للأسهم عند بداية التعاملات، الاثنين، بـ350 نقطة أو حوالي 1.1 في المئة، بينما انخفض مؤشر ستاندرد إند بور 500 وناسداك بـ1.3 في المئة و1.6 في المئة تباعا.

وتراجعت أسواق المال الأوروبية عند بدء معاملاتها، الاثنين، أيضا. وانخفض مؤشر بورصة لندن 1.6 بالمئة مقارنة بالجمعة، وهي النسبة نفسها التي خسرتها بورصة فرانكفورت. أما مؤشر كاك-40 لبورصة باريس فخسر 1.7 بالمئة.

وقال نعيم أسلم المحلل في مجموعة "افا تريد" إن أسواق أوروبا "تشعر بقلق عميق" بشأن فيروس كورونا في ظل ارتفاع ضحاياه، مضيفا أن "الأمر الأساسي هو أن الفيروس أصبح قاتلا وسبب ذعرا كبيرا في الأسواق".

ولقي 80 شخصا مصرعهم جراء الفيروس، فيما اقترب عدد المصابين من ثلاثة آلاف في العالم. ويتحدث محللون عن مخاوف متزايدة من أن تصبح الأزمة مثل تلك التي حدثت في أسواق المال الآسيوية عندما تفشى فيروس سارس في 2003 الذي حصد أرواح 800 شخص وأصاب 8000.

وتتزامن الأزمة الصحية مع عيد رأس السنة الصينية التي تشهد تنقلات مئات الملايين من الأشخاص داخل البلاد، وإنفاق مليارات الدولارات.

وأدت المخاوف إلى إلغاء الاحتفالات بالمناسبة، وإغلاق مراكز ترفيهية مثل ديزني لاند في شنغهاي والمدينة المحرمة في بكين وجزء كبير من السور العظيم.

وأغلقت معظم أسواق المال في المنطقة بمناسبة رأس السنة الصينية. لكن بورصة طوكيو تراجعت في جلسة الافتتاح بـ1.9 في المئة ثم أغلق مؤشر نيكاي على انخفاض نسبته 2 في المئة. كما تراجع المؤشر الآخر توبيكس بنسبة 1.6 بالمئة.

وشهدت أسعار أسهم شركات الطيران ووكالات السفر ومنتجات مستحضرات التجميل التي تلقى رواجا كبيرا في الصين، انخفاضا حادا.

وسجلت أسواق المال في ويلينغتون ومانيلا وجاكرتا تراجعا.

وارتفع سعر الين مقابل الدولار أكثر من واحد في المئة بعد انخفاضه لثمانية أشهر متواصلة. وأصبح الدولار يعادل 108.93 ينا مقابل 109.23 الجمعة.

أما الذهب الذي يعد ملاذا آمنا في زمن الاضطرابات والشكوك، فيقترب سعره من 1600 دولار.

السعودية تقود خسائر بورصات الخليج
أسهم الشرق الأوسط، تراجعت هي الأخرى الاثنين، وتضررت البورصة السعودية بالقدر الأكبر متأثرة بانخفاض أسعار النفط والأسهم العالمية.

وهوى المؤشر السعودي الرئيسي 1.8 في المئة لتستمر الخسائر لليوم الخامس على التوالي. وفقد سهم البنك الأهلي التجاري 3.1 في المئة ونزل سهم مصرف الراجحي 1.2 في المئة.

وفي دبي، هوى المؤشر 1.2 في المئة وفقد سهم بنك دبي الإسلامي 1.7 في المئة وهبط سهم بنك الإمارات دبي الوطني 1.1 في المئة في أعقاب تراجع صافي ربح الربع الرابع 15 في المئة وعزا ذلك لزيادة في مخصصات انخفاض القيمة.

وهبط مؤشر أبوظبي 1.2 في المئة بقيادة بنك أبوظبي الأول الذي تراجع سهمه 1.4 في المئة قبل اجتماع مجلس إدارته لإقرار النتائج المالية.

ونزل سهم بنك أبوظبي التجاري 2.8 في المئة بعدما أعلن أن صافي ربح الربع الأخير بلغ 1.05 مليار درهم (286 مليون دولار) منخفضا من 1.24 مليار عنه قبل عام.

وتراجع مؤشر قطر 0.9 في المئة، بعد خسارة سهم بنك قطر الوطني واحدا في المئة ونزول سهم البنك التجاري اثنين في المئة.

وخارج الخليج، نزل المؤشر المصري الرئيسي 0.6 في المئة وتراجع 28 من بين 30 سهما على مؤشر البورصة بما في ذلك البنك التجاري الدولي الذي هبط بنسبة 0.6 في المئة.

"صدمة اقتصادية"
وقال ستيفن إينيس المحلل في مجموعة أكسيكورب، إن الصدمة الاقتصادية للصين والعالم، بينما يبدو النمو في تحسن، قد تكون كبيرة.

وكتب في مذكرة أن "أكبر تهديد للاقتصاد العالمي ليس ناجما عن انتشار المرض بسرعة في الدول عبر شبكة السفر العالمية فحسب"، بل إن السبب "أي صدمة اقتصادية للصناعة الصينية الهائلة ولمحركات الاستهلاك ستمتد بسرعة إلى دول أخرى نظرا للروابط التجارية والمالية المتصلة بالعولمة".

وتابع "خلافا لما حدث في 2003 عندما كان سارس أقل تأثيرا على أسواق العالم المتطور، قد تتأثر بقية العالم الآن".

وقال اينيس إنه إذا كان تأثير الفيروس الجديد بالدرجة التي أثر فيها سارس على الصين، فقد يكون التراجع أسوأ مما هو متوقع لأن الاستهلاك يشكل جزءا أكبر من اقتصاد البلاد ونموه الشامل الأضعف حاليا.

انخفاض أسعار النفط
أسعار النفط تأثرت أيضا بالمخاوف الصحية واضطرار المزيد من الشركات لإغلاق أبوابها، ما يثير توقعات بتباطؤ الطلب على النفط.

وبلغ سعر برميل النفط الخفيف (لايت كرود سويت) تسليم مارس عند الساعة 10:40 بتوقيت غرينتش 52.41 دولارا في نيويورك بعد تراجع نسبته 3.28 في المئة.

وانخفض سعر برنت، النفط المرجعي لبحر الشمال تسليم مارس، بنسبة 3.21 في المئة إلى 58.74 دولارا للبرميل الواحد.

وأدى انتشار فيروس كورونا إلى إغلاق مدينة ووهان الصينية التي تضم 11 مليون نسمة وتشكل بؤرة المرض، وفرض قيود على السفر في عدد من المدن الصينية الأخرى بما فيها العاصمة بكين التي سجلت فيها الاثنين أول وفاة بسبب الفيروس الجديد.

وبحلول الساعة 11:28 بتوقيت غرينتش، انخفض‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬خام برنت 1.95 دولار أو 3.2 في المئة إلى 58.75 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوياته منذ أواخر أكتوبر، مسجلا أكبر هبوط خلال الجلسة منذ الثامن من يناير.

وتراجع‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬الخام الأميركي 1.77 دولار أو 3.3 في المئة إلى 52.42 دولار.

وغذى الانتشار السريع للفيروس المخاوف من تباطؤ الطلب على النفط وأثار تكهنات بأن أوبك وحلفاءها بمن فيهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم أوبك، سيقومون بالنظر في تخفيضات الإنتاج.

جهود لاحتواء المخاوف
وسعت السعودية والإمارات، الحليفتان في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للتقليل من أثر الفيروس، الاثنين. وأكدت الرياض، أكبر منتج في المنظمة، قدرة المجموعة الاستجابة لأي تغييرات في الطلب.

وقال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان إنه يثق في احتواء الفيروس الجديد، مضيفا أن ما يحدث في الأسواق "مدفوع في الأساس بالعوامل النفسية والنظرة شديدة التشاؤم التي يتبناها بعض أطراف السوق، على الرغم من أن أثره (الفيروس) على الطلب العالمي على النفط محدود للغاية".

وأردف "مثل هذا التشاؤم حدث في عام 2003 أثناء الأزمة التي أحدثها انتشار فيروس سارس، ولم يترتب عليه انخفاض يُذكر في الطلب على النفط".

وتخفض مجموعة أوبك، التي تشمل روسيا ودولا منتجة أخرى، إمدادات النفط لدعم أسعار الخام منذ نحو ثلاث سنوات وفي أول يناير اتفقت على خفض الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يوميا إلى 1.7 مليون برميل يوميا حتى مارس.

رئيس الدورة الحالية لمنظمة أوبك محمد عرقاب قال، الاثنين، إنه يتوقع لأثر تفشي الفيروس أن "يبقى ضعيفا"، لكنه أضاف أن المنتجين مستعدون للتحرك في مواجهة أي تطورات جديدة.

وأوضح عرقاب، وهو أيضا وزير الطاقة الجزائري، في بيان بثته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن "المنظمة تتابع عن كثب تطورات أسواق النفط تزامنا مع تطورات وباء فيروس كورونا الذي تفشى مؤخرا".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي