"سانتا كلوس" يوفر احتفالات الميلاد على مدار العام

2019-12-29

روفانييمي (فنلندا) – في منطقة لابلاند النائية في فنلندا، يتيح متنزه سانتا كلوس فيليدغ لزواره ركوب الرنة ومشاهدة القلاع الجليدية وتجربة السيارات الثلجية والإقامة في فنادق إيغلو حيث يحتفل بعيد الميلاد على مدار السنة.

في وسط المتنزه، مغارة سانتا كلوس وهي كابينة خشبية كأنها خارجة من قصة خرافية، وهي تعود إلى الثمانينات من القرن الماضي عندما سوّق المسؤولون عن السياحة مدينة روفانييمي الواقعة في لابلاند باعتبارها المقر الرئيسي لسانتا كلوس.

ومنذ ذلك الحين، أصبح يزور عدد متزايد من السياح القطب الشمالي خلال الشتاء أكثر من أي وقت مضى، لكن لابلاند هي أيضا موطن لشعوب “سامي” الأصلية التي ترعى الرنة وتحتج على أن البعض في صناعة السياحة ينشرون صورا مسيئة عنها ويسعون إلى الاستفادة من ثقافتها القديمة.

وقالت تينا سانيلا أيكيو رئيسة البرلمان السامي في فنلندا، وفقا لـما أوردته صحيفة العرب، “كل يوم تقريبا يأتي أشخاص إلى المنطقة التي يعيش فيها هؤلاء السكان الأصليون ويسألون أين يمكنني رؤية السحرة من شعب سامي؟”، مضيفة، “إنها فقط الصورة التي ابتكرتها صناعة السياحة وطورتها”.

كان شعب سامي معروفا بالكلمة القديمة “لابس” التي عفا عليها الزمن، وينتشر عبر الأجزاء الشمالية من السويد وفنلندا والنرويج وشبه جزيرة كولا الروسية.

ويتهم المسؤولون في شعب سامي بعض المروجين للسياحة بالتظاهر بأنهم من هذا الشعب أو يبيعون منتجات ومعالم سياحية تصور شعب سامي على أنه بدائي ويمارس السحر.

ويعتبر ركوب كلاب الهاسكي في لابلاند من أكثر نقاط الجذب السياحي في المنطقة وهي ممارسة احتج عليها أيضا مجتمع سامي الذي رعى حيوانات الرنة في أنحاء الغابات في المنطقة لأكثر من 3 آلاف عام.

ويدعي ممثلو شعب سامي أن الكلاب تؤذي الرنة التي تجوب الغابات بحرية، وهم يعترضون أيضا على العدد المتزايد من فنادق الإيغلو في المنطقة إذ ليست تقليدية في لابلاند وتم اقتراضها من أماكن أخرى في القطب الشمالي.

وتتوافد سنة بعد أخرى أعداد قياسية من الزوار إلى لابلاند، بما في ذلك أعداد كبيرة من الصينيين ما يدر إيرادات تحتاج المنطقة بشدة إليها.

وأفاد المجلس الإقليمي في لابلاند بأن السياحة جلبت مليار يورو إلى المنطقة، العام الماضي، لكن السلطات في روفانييمي الواقعة على الدائرة القطبية الشمالية تواجه معضلة وهي طريقة الحفاظ على فوائد السياحة الاقتصادية وفي الوقت نفسه منع الأضرار التي لا يمكن إصلاحها والناتجة عن ازدهار القطاع في أكثر المناطق هشاشة في العالم. وقال سانا كاركاينين رئيس “فيزيت روفانييمي”، “يحظى التزلج مع الكلاب والنزهات الطويلة بشعبية كبيرة لدى الفرنسيين مثلا، فيما يهتم البريطانيون بالسيارات الثلجية أما الآسيويون فيحرصون على رؤية الأضواء الشمالية”.

ينتقل سانتا كلوس من الفنلندية إلى الفرنسية للدردشة مع زائريه التاليين، سيليا وجيريمي من جنوب فرنسا.

وبعد حصولهما على صورة رسمية مقابل 45 يورو، يتوجه الزائران نحو المخرج، قال جيريمي “الزيارة كانت ممتازة، سانتا كان لطيفا جدا”.

ويأتي الزبائن من جميع أنحاء العالم، الإسبان والبريطانيون قبل عيد الميلاد، الروس في بداية يناير وفي السنة الصينية الجديدة يتوافد الصينيون، كما شجعت الحكومة الصينية التي حرصت على إيجاد مكان لها في القطب الشمالي، شركاتها على تطوير السياحة في لابلاند.

وهناك سوق أخرى مربحة هي الشرق الأوسط، وهي تزدهر سنة تلو الأخرى.

مرحبا بكم دون إزعاج

ومع ذلك، فإن شبح السياحة المزدهرة يمثل مصدر قلق متزايد في المنطقة حيث يقدّر السكان الهدوء والقرب من الطبيعة قبل كل شيء.

وتنقل وسائل الإعلام المحلية بانتظام قصصا عن السياح الذين يلوثون الحياة البرية البكر وترك مخلفاتهم أو تسببهم في اضطرابات في المدينة.

ويلوم السكان المحليون المؤجرين على الضوضاء والاكتظاظ والفوضى وكذلك رفع تكاليف السكن، إلا أن تلك المخاوف لا يتشارك فيها الجميع.

وقال فالنتيين بيتس وهو رائد أعمال في قطاع التزلج على الجليد مع الكلاب، “آمل بأن ينمو قطاع السياحة” ويزداد عدد الزوار، مضيفا، “فهم يوزعون الأموال مباشرة على الناس دون وجود مستفيدين رئيسيين بينهم”.

وقالت لويرو من المجلس الإقليمي في لابلاند، الآن هناك “شبكة سياحة مسؤولة” من المشغلين الذين نشروا أخيرا قائمة بـ”100 عمل للسياحة المستدامة”.

وأضافت “هذا يشمل احترام ثقافة شعوب سامي أو استخدام الطعام المحلي أو استخدام الوقود الحيوي”.

وأوضحت أن المجلس الإقليمي وضع خطة مدتها أربع سنوات لجعل السياحة أكثر ملاءمة للبيئة والمجتمع.

وبالعودة إلى قرية سانتا المليئة بالعروض وجولات من أغاني عيد الميلاد، يغادر آخر الزوار الكهف فيما يتحرك الأقزام بلباس أحمر وأخضر ويبدأون العد التنازلي للعيد على حائط.

فهل أصبح لدى سانتا كلوس وقت أقل لتقديم الهدايا الآن بعد أن وصل عدد قياسي من الناس لرؤيته؟

وقال آخر المغادرين من الزوار بلا تردد “بالطبع لا” مضيفا “نحن الآن في الدائرة القطبية الشمالية، والوقت ساحر هنا. تحتاج فقط إلى معرفة كيف تكون في الملايين من الأماكن في الوقت نفسه”.

وأوضح “بعد ممارسة ذلك لقرون، أعتقد أنني أصبحت متمكنا من هذا الأمر بشكل جيد”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي