انطلاق السياحة الفضائية في 2020

2019-12-29

وصف غاي نوريس، خبير شؤون الفضاء والطيران الأميركي وأحد كبار محرري مجلة أسبوع الطيران وتكنولوجيا الفضاء، أن  العام 2020 سيكون “مرحلة فاصلة” في مجال السفر إلى الفضاء.

وتوقع نوريس حدوث بعض الإنجازات  في نظم المركبات المصممة للوصول إلى الفضاء القريب من الأرض.

ومع أن الرحلات السياحية إلى الفضاء ليست لها علاقة بالرحلات الفضائية الحقيقية، إلا أنها ستمكن السياح المتحمسين لقضاء أوقات في الفضاء الخارجي من التحليق في كبسولات خاصة في رحاب الكون القاتم وتحتهم يظهر كوكبنا الأزرق، بعيدا عن جاذبية الأرض، لكن هذه الرحلات ستكلف الكثير من الناحية المادية مقابل متعة قصيرة فقط يتأملون فيها النجوم ويتسلون باللعب الافتراضي.

بعد حوالي عقد من التطوير انطلقت المركبة سي.أس.تي 100 ستارلاينر من شركة بوينغ إلى الفضاء من فلوريدا، وعلى الرغم من أن هذه الرحلة غير مأهولة بطاقم بشري إلا أنها تمثل تجربة هامة بالنسبة لبرنامج الطاقم التجاري في ناسا.

قال جيم برايد نستاين مدير ناسا، “عندما ننطلق هذه المرة، فسوف ننطلق مع شركاء تجاريين، وتهدف ناسا إلى أن تصبح أحد العملاء الكثيرين لسوق تجارية راسخة للرحلات الفضائية البشرية في المستقبل”.

وتمثل هذه التجربة الخطوة الأخيرة قبل أن تستطيع بوينغ إرسال البشر إلى الفضاء الخارجي التي من المتوقع أن تكون خلال سنة 2020، يقول بات فورستر مدير مكتب رواد الفضاء في مركز جونسون الفضائي، “نعتبر هذه البعثة بمثابة تجربة نهائية قبل التحليق الاختباري المأهول”، وإذا لم تظهر أي مشاكل كبيرة فمن المفترض أن تقوم ناسا وبوينغ بتحديد موعد تحليق اختباري مأهول، ربما في منتصف العام المقبل.

بلو فيرجين شركة أميركية متحمسة

بوينغ متحمسة أيضا لتوسيع نطاق خدمات ستارلاينر إلى خارج ناسا أيضا وترغب الشركة في إطلااق برنامج غير مسبوق تدريبي للطيارين الخاصين وقادة بعثات وربما حتى السياح للسفر إلى المدار الأرضي المنخفض، يقول برايدنستاين، نريد أن نخفض التكاليف ونعزز الابتكار ونزيد من إمكانية الوصول إلى الفضاء بشكل غير مسبوق، وهذا الاختيار لبوينغ يمثل الخطوة التالية في هذه الرؤية الكبيرة”.

تجدر الإشارة إلى أنه حتى هذا الوقت كان السياح يصلون إلى المحطة الفضائية الدولية على متن مركبات “سويوز” الفضائية الروسية، حيث تم خلال أعوام 2001-2009 نقل سبعة سياح من ضمنهم الأميركي تشارلز سيموني مرتين. وكانت الرحلة التي مدتها عشرة أيام تكلف الملايين من الدولارات.

ولا يعني أن تكون الرحلة سهلة على السياح كما في الفنادق الفخمة على كوكب الأرض، ففي أبريل من سنة 2018 أعلنت شركة أوريون سبان خلال مؤتمر سبيس 2.0 بولاية كاليفورنيا الأميركية، عن اعتزامها تدشين محطة أورورا، لتصبح أول فندق في العالم يقام في الفضاء في المنطقة التي تعرف بـ”المدار الأرضي المنخفض”، بحلول عام 2022.

ومن المتوقع أن يستقر النزلاء على متن هذه المحطة الفضائية التي تعادل حجم طائرة خاصة ضخمة، على ارتفاع 200 ميل عن سطح الأرض،  يقول فرانك بونغر، مؤسس شركة أوريون سبان، “نتطلع من خلال هذه الرحلات إلى إتاحة الفرصة للنزلاء ليعيشوا تجربة السفر في الفضاء كرواد فضاء محترفين. ونتوقع أن يطل النزلاء من نوافذ الفندق على المناظر الخلابة، ويتواصلوا مع معارفهم على كوكب الأرض”، لكنهم  لن يستطيعوا فتح النواقذ أو أكل الطعام الطازج، أو النوم في فراش وثير بل سيعيشون ظروفا تشابه تلك التي يعيشها رواد الفضاء الذين ينامون في الأكياس المخصصة لذلك، ويأكلون الطعام المجفف.

ومن المقرر أن تُجري شركة سبيس أكس الصينية الاختبارات الأخيرة على “كبسولة التنين” في مطلع العام 2020، وإذا نجحت ستكون المركبة جاهزة للانطلاق وعلى متنها طاقم.

ومن المحتمل حدوث بعض الإنجازات الأخرى في نظم المركبات المصممة للوصول إلى الفضاء القريب من الأرض، فمشروع بلو أوريجين، الذي يملكه الملياردير وصاحب شركة أمازون جيف بيزوس، قد يكون جاهزا لحمل السياح على متن الصاروخ نيو شيبارد، الذي يدور حول الأرض.

وأطلقت شركة بلو أوريجين، ثاني رحلة تجريبية لنظام الصاروخ والمركبات الفضائية المستقل الخاص بالشركة والذي يطلق عليه “نيو شيبارد” بهدف تأسيس السياحة الفضائية.

 

نحو تأسيس السياحة الفضائية

ويقدر الخبراء أن هذه الرحلة ستكون الرحلة الأخيرة التجريبية، قبل البدء بتقديم رحلات فضائية مدفوعة للعملاء.

وكبسولة نيوشيبارد التي ستؤوي الركاب مجهزة بنوافذ كبيرة لإطلالة بانورامية، تنفصل عن الصاروخ بالقرب من الجزء العلوي من مسار رحلتها.

ويمكن أن تصبح المركبة فيرجن غالاكتيك، جاهزة لنقل الركاب إلى الفضاء في عام 2020، بعد مرور أكثر من عقد على الموعد الذي أراده مؤسسها ريتشارد برانسون.

وذكرت تقارير أن أكثر من 600 شخص سددوا دفعات أولى لحجز تذاكر على متن المركبة، ويُقدر سعر التذكرة بحوالي 250 ألف دولار.

ويقول نوريس إن موعد الإطلاق “أخيرا قد اقترب للكثير من هذه المشروعات التي رُوج لها منذ أمد، وهي أول فرصة لأنواع كثيرة من التكنولوجيا لإثبات نجاحها”.

ويشترط أن يخضعوا لفحص طبي صارم قبل الانطلاق إلى المحطة الفضائية، نظرا لأن قوة الجاذبية التي سيتعرضون لها في طريقهم للمحطة تعادل ثلاث مرات قوة الجاذبية الأرضية.

وبينما يصف الكثير من العلماء هذا المشروع بأنه القفزة الحتمية للإنسانية في عالم السياحة والرحلات، فإن بعض الخبراء ينظرون إليه بعين الحذر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي