اتهم واشنطن بإعاقة السلام في اليمن

في حوار صحفي : محمد الحوثي ينفي وجود مفاوضات مع السعودية

2019-12-14

صنعاء - نفى القيادي البارز في جماعة الحوثيين (أنصار الله) محمد علي الحوثي، وجود مفاوضات مع المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك تواصلاً وترتيبات "بخطوات متثاقلة".

وقال الحوثي وهو عضو في المجلس السياسي الأعلى الذي انشأته جماعة الحوثيين لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي اليمن، "هناك بعض التواصل الذي لا يرقى إلى مستوى التفاوض، وترتيبات بخطوات متثاقلة تنتج كواليسَ نأمل أن ترى النور".

وأضاف في حوار مع صحيفة "الثورة" اليمنية في صنعاء نشرته في عددها الصادر اليوم السبت، "لم نلمس حتى اللحظة رد فعل يستدعي التصريح به، ولو وجد لصرّح به الطرف الآخر بسرعة، وهذا ما اعتدناه من الطرف الآخر" في إشارة إلى التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية في اليمن.

وأكد القيادي الحوثي "لا توجد مفاوضات بمعنى التفاوض، فأي تفاوض سيكون معلناً، والتسريبات التي قدمتها بعض الصحف الأمريكية لا تعكس الواقع عادة، ومن ذلك ما تناولته عن اتفاق مع السعودية لوقف القصف على أربع مناطق، وستبقى تسريبات حتى تقف جهة رسمية خلفها".

وذكر أن ليس لدى جماعته حماساً لإجراء مفاوضات في أي دولة قبل توقف العمليات العسكرية لدول التحالف ورفع الحصار، متهماً الحكومة اليمنية "الشرعية" بالتهرب عن تنفيذ التزاماتها.

وتابع "لهذا فنحن نرى أن بالإمكان عقد جولة مشاورات سياسية شاملة بعد وقف العدوان وفك الحصار".

ترحيب بالحوار

وأشار محمد علي الحوثي إلى أن جماعته ترحب "بالحوار الجاد والبنّاء، مع الفاعلين الحقيقيين الذين قادوا دول تحالف العدوان علينا فهم أصحاب القرار، وليس مع مرتزقتهم الذين يفتقدون القرار وليس الأمر بيدهم" حد تعبيره.
وجدد التأكيد على أن جماعته "حاضرة للجلوس مع الدول المؤثرة على طاولة مستديرة للنقاش الجاد من أجل السلام العادل".

ووصف الحوثي " التصريحات الإعلامية التي أدلى بھا قادة السعودية حول وقف الحرب ووصفتها صنعاء بإيجابية تبقى تصريحات في إطارها حتى تنعكس على أرض الواقع".

واستطرد "العدوان على اليمن لا يزال يراوح مكانه سيما وأن التحالف لم ينفذ أياً من خطوات بناء الثقة التي وعد بھا قبل ستوكهولم وعلى عكس ذلك لا يزال يصعَّد في كل المستويات".

ومضى قائلاً "فكل خطوة يعلنها التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي نجدها منقوصة ولا نرى حماساً لتنفيذها".

وفيما يتعلق بعدم إحراز تقدم ملموس في العملية السياسية حمّل محمد علي الحوثي الولايات المتحدة والمبعوث الأممي المسؤولية قائلاً "هذا عائد إلى رفض الولايات المتحدة لأي خطوات جادة نحو السلام من جهة، وإلى عدم استيعاب مارتن (غريفيث) لضرورة التفكير بأسلوب يدرك الواقع من جهة أخرى، ولهذا لم تتغير نتائج جهوده وظل في مكانه لم يحرز تقدماً ملموساً، حتى على صعيد إنهاء الحظر الجوي على مطار صنعاء الدولي".

أمريكا تعيق السلام

وقال "نحن على يقين أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من تعيق السلام في اليمن، إن من يقف ضد السلام اليوم هو ترامب، والإدارة الأمريكية، فترامب هو من استخدم الفيتو أمام دعوات الكونجرس لوقف المشاركة الأمريكية في العدوان على اليمن، وهو من يعتبر استمرار الحرب مهماً جداً لاستمرار الحلب للسعودية، كما أن السفير الأمريكي كان يدخل إلى داخل المفاوضات ويوقفها سواء في سويسرا أو الكويت أو غيرها" حسب زعمه.

وتابع "الحرب ستنتهي عندما يتوقف الدعم الأجنبي للسعودية من قبل الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين والفرنسيين".
ورأى القيادي الحوثي أن النظامين السعودي والإماراتي فشلا في تحقيق الأهداف الأمريكية المرسومة طوال الخمس سنوات، وأصيبا بنكسات كبيرة أدت للاستنزاف الحاد لاقتصادي بلديهما، مهدداً أنهما إذا استمرا في المعركة ضد جماعته فستصاب المملكة العربية السعودية وغيرها بالشلل التام وليس العجز في الموازنات.
القمة الخليجية.

واعتبر القيادي الحوثي أن بيان القمة الخليجية التي عقد الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض، "يعكس الهيمنة السعودية على مجلس التعاون الخليجي، وغلبت عليه النزعة العدائية الواضحة وشديدة الملامح، وهذا دليل على أن ما يريدون أن يتشدقوا به في المجلس هو التعالي وعدم التخاطب بندية مع جيرانهم".

اتفاق الرياض

وقال الحوثي إن اتفاق الرياض يؤكد عدم شرعية العدوان على اليمن، وأن لا شرعية لقتل وحصار أبناء الشعب بمبرر إعادتها، وأن لا مشروعية لما يسمى المرجعيات أو البند السابع، لأن المفترض بهؤلاء العملاء الانطواء تحتها بغير اتفاق ولو تضمنها".
ورأى أن الاتفاق "شكلي لا قيمة له ولن يطبِّق على أرض الواقع، فالأدوات لا تملك إلا ترجمة أوامر من يحركها ومن تتبعه، لهذا فسينعكس الخلاف السعودي الإماراتي دوماً على الأرض".

ويدور في اليمن منذ نحو خمس سنوات، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي