وكالة ناسا تعلن عن أولى نتائج مهمة مسبار "باركر سولار بروب"

2019-12-05

ناسا أطلقت المسبار باركر لدراسة الرياح الشمسية
كشفت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن أول نتائج أرسلتها المركبة الفضائية الرائدة "باركر سولار"، وهي أولى الملاحظات من حافة الغلاف الجوي الحارق للشمس.

وأطلقت ناسا مسبار "باركر سولار بروب" في مهمة تهدف إلى "لمس الشمس"، حيث بدأ المسبار مهمته في 2 أغسطس من عام 2018، ومرّ في طريقه عبر كوكب الزهرة، الذي ساعده في التباطؤ، ومنحه قدرة أكبر على السيطرة بواسطة سحب الجاذبية على الكوكب.

وأصبح مسبار "باركر سولار بروب" أول مركبة من صنع الانسان تتوغل في الغلاف الجوي الخارجي للشمس، ويصل إلى أقرب نقطة على الإطلاق من الشمس، وقام الآن بإرسال أول بياناته التي جمعها خلال هذه المهمة.

ويبعد المسبار الآن نحو 15 مليون ميل من الشمس، ويأمل العلماء أن تتيح له هذه المسافة اكتشاف الألغاز التي تبقينا على قيد الحياة، بينها السبب الذي يجعل الإكليل على السطح الخارجي للشمس حارا للغاية.

ونشرت أولى النتائج التي أرسلها المسبار في سلسلة من المقالات في مجلة Nature، والتي كشف من خلالها العلماء كيف أن المجال المغناطيسي للشمس، يتقلب بشكل كبير وسريع، ثم ينعكس بحيث يدور حول نفسه.

ويعتقد العلماء أن السلوك المغناطيسي الغريب، يمكن أن يدفع بالرياح الشمسية نحو الأرض. وما يزال العلماء غير قادرين على فهم كيفية إنتاج هذا الطقس، وهو أمر خطير بالنظر إلى أنه يمكن أن يدمر أجزاء كبيرة من بنيتنا التحتية.

وقال ستيوارت بيل، أستاذ الفيزياء والمؤلف الرئيسي لمقال عن النتائج الجديدة، من جامعة كاليفورنيا ببيركلي: "كان هناك حدث كبير من الطقس الفضائي في عام 1859 فجر شبكات التلغراف على الأرض، وواحد آخر في عام 1972 فجر مناجم بحرية في شمال فيتنام ، فقط بسبب التيارات الكهربائية الناتجة عن العاصفة الشمسية".

وأضاف: "أصبحنا مجتمعا تكنولوجيا أكثر بكثير مما كنا عليه في عام 1972، وشبكات الاتصالات وشبكة الطاقة على الأرض معقدة للغاية، لذلك من المحتمل أن تكون الاضطرابات الكبيرة من الشمس أمرا خطيرا للغاية. وإذا استطعنا التنبؤ بالطقس الفضائي ، يمكن أن تغلق أو تعزل أجزاء من شبكة الطاقة، أو تغلق أنظمة الأقمار الصناعية التي قد تكون معرضة للخطر".

وأظهرت البعثات السابقة أن الرياح الشمسية تزيد من سرعتها عندما تترك الهالة، لكن لم يكن من الواضح كيف يحدث هذا.

وفي إحدى المقالات الجديدة، أبلغ العلماء أن التغيرات في الحقول المغناطيسية للشمس تزيد من سرعة الرياح الشمسية المتدفقة بعيدا عن النجم.

ويركز مقال آخر على مصدر ما يسمى الرياح الشمسية "البطيئة"، التي تنطلق بسرعات أقل من 310 أميال في الثانية، والتي لم يتم فهمها بشكل جيد حتى الآن.

ووجد العلماء أن الرياح البطيئة تنبع من ثقوب في الهالة الموجودة بالقرب من خط الاستواء. ويقولون إن هذه الثقوب أكثر برودة وأقل كثافة من الهالة المحيطة.

وقال ستيوارت بيل، أستاذ الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، ببيركلي، والمؤلف الرئيسي لإحدى الصحف: "إن المواجهات الثلاث الأولى من المسبار الشمسي التي أجريناها حتى الآن كانت مذهلة.

وأضاف بأن فهم المزيد عن النشاط الشمسي قد يساعد العلماء على التنبؤ بالانفجارات الكبيرة من الشمس التي تشكل تهديدا لأنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية.

وعلى مدار السنوات الخمس المقبلة، سيواصل المسبار تحقيق اكتشافات جديدة مع اقترابه من الشمس، وسيعمل على تحقيق أقرب نهج له في عام 2024، حيث سيطير على ارتفاع 3.9 مليون ميل فوق سطح الطاقة الشمسية.

وكانت آخر مرة اقترب فيها جسم من صنع الإنسان من سطح النجم في عام 1976 عندما بلغ "هيليوس 2" الحضيض، وهي نقطة المدار الأقرب إلى الشمس، على بعد 27 مليون ميل.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي