مهرجان مراكش للفيلم يكرّم المخرج الفرنسي برتران تافرنييه

2019-12-03

من وكيل يروّج لأفلام مدرسة الموجة الفرنسية الجديدة التجريبية إلى كاتب وناقد سينمائي، لم يصنع المخرج الفرنسي الشهير برنار تافرنييه اسمه في عالم السينما إلا عندما أخرج أفلاما تنتمي إلى تيار لم يكن يحظى بشعبية في فرنسا خلال الستينات وهو التيار الواقعي.

هذا الميراث من الأفلام المخلصة للواقع هو ما احتفى به المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مساء الأحد، عندما منح تافرنييه جائزة النجمة الذهبية تكريما له على مجمل أعماله السينمائية في دورته الـ18 التي تتواصل حتى السابع من ديسمبر الجاري.

وعرض المهرجان نبذة من أشهر أعمال تافرنييه في السينما الفرنسية وفي هوليوود مثل “صانع الساعات” و”القاضي والقاتل” و”صفحة نظيفة” الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

وقد سلّمه نجمة المهرجان الذهبية الممثّل هارفي كايتل بعدما وقف له الحضور مصفّقا. وكان الممثل الأميركي شارك في فيلم تافرنييه “الموت ببث مباشر” (1980) مع رومي شنايدر. وقال تافرنييه، “شكّل هذا الفيلم محطة لا تنسى في مناطق إسكتلندا الرائعة”.

وحرص السينمائي الفرنسي على تقاسم الجائزة “مع كل المخرجين والممثلين والمشاهدين”. وأضاف “أنا ابن مدينة ليون التي ينحدر منها الأخوان لوميير واللذان توصّلا فيها إلى أحد أكثر اختراعاتهما ثورية.. آلة السينماتوغراف.. تلك الآلة الثورية التي مكّنتهما آنذاك من التقاط العالم”.

وأضاف “في عالمنا الذي تنهشه الأحكام المسبقة تمنحنا الأفلام الدفء”. كما أشاد تافرنييه بالتنوع الذي يتميز به مهرجان مراكش.

وأخرج تافرنييه حوالي 30 فيلما طويلا لكن بداياته كانت كناقد سينمائي قبل أن ينتقل وراء الكاميرا، وهو بات يهتم قبل فترة قصيرة بالأفلام الوثائقية، ومن بينها “رحلة عبر السينما الفرنسية” في عام 2016.

وهو من كبار المدافعين عن مؤلفي موسيقى الأفلام، وقد نال جائزة أوسكار وجائزة سيزار عن فيلم “قرابة منتصف الليل” (1986) عن الموسيقى التسجيلية التي ألّفها هيربي هانكوك. ويتناول المخرج وكاتب السيناريو، البالغ 78 عاما، تجربته الطويلة في السينما خلال لقاء مع الجمهور، الثلاثاء. ويشارك في هذه الورش تحت عنوان “كونفرسييشن ويذ” الممثل والمنتج الأميركي روبرت ريدفورد والممثلة الفرنسية ماريون كوتييار والممثل الأميركي هارفي كايتل والمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.

واختتم تافرنييه كلمته باقتباس من فيلم “الأيرلندي” أحدث أفلام المخرج مارتن سكورسيزي، مستعيرا عبارة وردت على لسان بطل الفيلم روبرت دي نيرو عندما قال “لست متأكدا إن كنت أستحق هذا التكريم، لكني متأكد من أنني لا أستحق التهاب المفاصل”. ومعروف عن تافرنييه بأنه خبير كبير في السينما الأميركية.

وإلى جانب برتران تافرنييه يكرّم المهرجان أيضا الممثل والمخرج الأميركي روبرت ريدفورد والممثلة المغربية منى فتو والممثلة الهندية بريانكا شوبرا جوناس.

وينبغي على لجنة تحكيم مهرجان مراكش للفيلم في دورته الـ18، التي تترأسها الممثلة الإسكتلندية تيلدا سويندون، اختيار الفيلم الفائز بجائزة المهرجان من بين 14 عملا مشاركا في المسابقة الرسمية. وتُمنح النجمة الذهبية في حفلة الختام، مساء السبت.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي