المغرب وجهة سياحية لممارسي رياضة ركوب الأمواج

2019-11-18

تجذب رياح خليج الداخلة في الصحراء المغربية، هواة ركوب الأمواج بالألواح الشراعية من مختلف أنحاء العالم، وقد تحولت المدينة من مركز عسكري إلى منتجع سياحي.

يقول مؤسس أول مركز سياحي في خليج الداخلة رشيد روصافي، “لا يوجد أي شيء هنا باستثناء الشمس والرياح والأمواج. لكننا استطعنا تطويع الطبيعة واستغلالها لصالحنا. إنه المبدأ الذي تقوم عليه رياضة ركوب الأمواج بالألواح الشراعية”.

ويتذكر هذا الرياضي المغربي السابق (49 سنة) أن مطار الداخلة لم يكن يستقبل سوى طائرة واحدة في الأسبوع، عندما افتتح مشروعه السياحي مطلع القرن.

أما اليوم “فهناك 25 طائرة تحط في هذا المطار، بينها اثنتان تؤمّنان رحلات مباشرة نحو أوروبا”.

ويعزو رشيد نجاح الداخلة في الرياضات البحرية إلى “وجود موقع جيد جدا، ورياح طيلة السنة، وزبائن يأتون هذا العام، ويعودون في العام المقبل في نفس التوقيت، لأنهم يألفون الموقع”، إضافة إلى “الأمان المتوفر للرياضيين، سواء من المحترفين أو من المتعلمين أو الهواة”.

ويعرب العضو في المجلس المحلي بالمدينة محمد شريف عن سعادته لكون المنطقة “أضحت وجهة عالمية” لممارسي رياضة ركوب الأمواج بالألواح الشراعية، موضحا أن عدد السياح الذين يزورون الداخلة انتقل من 25 ألفا سنة 2010 إلى 100 ألف اليوم، مع هدف الوصول إلى 200 ألف سائح.

 

تحوّل المغرب إلى وجهة عالمية لهواة هذه الرياضة المائية، خصوصا في بعض المدن التي تعرف ظروفاً مناخية مساعدة على ذلك

 

ويتركز النشاط السياحي في الداخلة على رياضة ركوب الأمواج بالألواح الشراعية التي تستقطب زبائن ميسوري الحال من مختلف الجنسيات، نظرا إلى ما تتطلبه من تجهيزات مكلفة.

واختار السائح الفرنسي بيو كامياد هذه الوجهة “للاستمتاع بأشعة الشمس لفترة أطول”، في رحلة أسبوع كلفته نحو 1500 يورو.

وباستثناء أسماء بعض الأماكن في المدينة مثل “ب ك 25” أو بعض المباني العسكرية، لا يصادف الزائر ما يذكر بالنزاع المسلح بين المغرب وجبهة البوليساريو.

واستمر هذا النزاع من 1975 إلى 1991 من أجل السيطرة على المستعمرة الإسبانية سابقا، الممتدة على مساحة 266 ألف كيلومتر مربع.

ويرجع الفضل في هذه الوجهة السياحية “إلى تطور رياضة ركوب الأمواج بالألواح الشراعية، مع سياسة تواصل مبنية على تنظيم أنشطة غير سياسية”، بحسب مدير المجموعة الفندقية “داخلة أتيتيود” إدريس السنوسي.

واحتضنت المدينة من 4 إلى 13 أكتوبر الجولة السنوية لبطولة العالم في ركوب الأمواج بالألواح الشراعية. وشارك فيها أبطال مثل البرازيلية ميكايلي سول أو إيرتون كوزولينو من الرأس الأخضر، وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورا لإنجازاتهم.

ويتذكر جان بيار (80 سنة)، وهو عضو سابق في ناد لركوب الأمواج في الرباط، أن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، “فالمغرب بدأ يدعو راكبي الأمواج الأجانب إلى الداخلة منذ ثمانينات القرن الماضي”.

 

في المقابل، لا تثير الرياضات البحرية اهتمام سكان المدينة كثيرا، حيث كانت قلة من الأشخاص تتجول على الشاطئ في يوم اختتام البطولة.

وغالبا ما يخلو مركز المدينة من السياح مفضلين الاستمتاع بالمنتجعات السياحية على طول الساحل، مثل ألكسندرا باتريك (31 سنة)، مضيفة الطيران البولندية التي تعتبر أن الداخلة “أفضل منتجع في العالم بالنسبة للمبتدئين في رياضة ركوب الأمواج بالألواح الشراعية”.

وتتابع، “أعرف أن الداخلة مستعمرة إسبانية سابقا، وأن ثمار البحر فيها رائعة وأننا قريبون من موريتانيا”، معتبرة أنها جزء من المغرب.

وتسعى السلطات المغربية إلى جذب مستثمرين لمشاريع تنموية. ويعد مشروع ميناء “الداخلة الأطلسي” الضخم من أهم تلك المشاريع بميزانية تناهز مليار دولار من أجل تثمين الصيد البحري.

ويطرح تطور المنشآت السياحية في ساحل الداخلة وتزايد عدد السياح مشكلة حماية البيئة، خصوصا أن مياه البحر تستغل أيضا في أنشطة لتربية الأحياء البحرية.

 وتحوّل المغرب، منذ سنوات، إلى وجهة عالمية لهواة هذه الرياضة المائية، خصوصا في بعض المدن التي تعرف ظروفاً مناخية مساعدة على ذلك؛ من قبيل الداخلة، وقرية تغازوت بأكادير، ومدينة الصويرة والمهدية.

ويوضح رشيد، أن “الناس تأتي من جميع أنحاء العالم من أجل ممارسة رياضة ركوب الأمواج، المعروفة بين الرياضيين المغاربة أيضا تحت اسم الركمجة.

ويوضح قائلا، “كانت المنطقة عذراء حينما حللنا بها، لكن كل شيء تطور بسرعة. لا بد من معالجة مشكلة النفايات البلاستيكية والمياه العادمة”.

ويلخص مسؤول محلّي في المنطقة المشكلة في أن “تربية الأحياء البحرية أرحم بالبيئة، لكن السياحة تدر مداخيل أكبر وفرص عمل أكثر”.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي