السياح يكتشفون حياة جديدة في ثنايا الساحل الغربي لجنوب أفريقيا

2019-11-05

كيب تاون – يمثل الطريق الإقليمي رقم 27 فرصة رائعة لاستكشاف الساحل الغربي لجنوب أفريقيا، حيث ينعم السياح برؤية الطبيعة البِكر الخلاّبة وتتاح لهم الفرصة لممارسة رياضة ركوب الأمواج، بالإضافة إلى التعرف على ثقافة السكان المحليين.

ويمتد الطريق لمسافة 150 كلم على الساحل الغربي لجنوب أفريقيا، بدءا من مدينة كيب تاون ويمر عبر بلوبيرجستراند مع إطلالة رائعة على جبل تيبل المعروف باسم جبل الطاولة، كما يمر هذا الطريق أيضا عبر المحمية الطبيعية “ويست كوست ناشونال بارك” حتى يصل إلى مدينة فيلدريف الساحلية.

وتظهر الأجواء الساحرة للطريق على مسافة بضعة كيلومترات فقط خارج مدينة كيب تاون، ويمر الطريق وسط المناظر الطبيعية، التي تغطيها نباتات الفينبوس الممتدة على مساحات شاسعة. ويمكن للسياح الاستمتاع بمنظر المحيط إلى جانب الزهور.

وينعم السياح بعد قيادة السيارة لمدة ساعة في منطقة يزرفونتين بنسيم البحر المنعش، ويلهو الأطفال على الشاطئ الممتد بشكل لانهائي، كما تظهر في الصورة أيضا مجموعة من راكبي الأمواج يتابعون رياضتهم في الأمواج المتلاحقة، وتحلق طيور النورس وتصرخ بأصوات عالية فوق قوارب الصيد.

 وبالقرب من منطقة يزرفونتين يوجد المشروع الثقافي “خواتوو” لسكان سان المحليين، ويمتد هذا المشروع على مساحة 850 هكتارا من الأراضي، التي كانت مملوكة في السابق للمزارعين، ويتعرّف السياح من خلال الجولة في هذا المشروع على طريقة حياتهم السابقة والحالية.

وأوضح المدير التنفيذي مايكل دايبر أن هذا المشروع الخيري يهدف إلى توعية السياح بثقافة سان وتسليط الضوء على جوانب هذه الثقافة بالنسبة للمهتمين بها.

وينتمي معظم الموظفين إلى شعب سان وينحدرون من جنوب أفريقيا وبوتسوانا وناميبيا، ويمكنهم نقل ما يتعلمونه هنا إلى قراهم، وهو ما يعزز التفاهم على كلا الجانبين. وبالنسبة لمايكل دايبر فإن المشروع الثقافي يعتبر مهمة جوهرية؛ حيث ساعد في بناء “خواتوو”، ويصطحب المدير الأشقر السياح بحماس وشغف كبيرين عبر أراضي المشروع الثقافي، ويعرض لهم نسخة طبق الأصل من قرية حقيقية، كما يوضح لهم مقتنيات معرض فني بألوان مبهرة، ولم تقتصر أهمية السياحة لشعب سان على توفير سبل العيش فقط، بل وفرت لهم أيضا مساحة لكي يحكوا قصتهم.

وبعد السير لبضعة كيلومترات يصل السياح إلى منطقة باترنوستر، ويشاهد السياح المنازل المطلية باللون الأبيض في قرية الصيادين، والتي تتباين بوضوح مع الغطاء النباتي الأخضر والسماء الزرقاء.

  المناظر الطبيعية التي تغطيها نباتات الفينبوس الممتدة على مساحات شاسعة.. ويمكن للسياح الاستمتاع بمنظر المحيط إلى جانب الزهور

وينعم السياح بأجواء المدينة الساحرة، ولن يلاحظوا اختلافات كبيرة سواء كانوا يقيمون في فندق باهظ التكلفة أو في منزل صغير للصيادين.

وتمثل السياحة فرصة كبيرة لمنقطة باترنوستر، على الرغم من أن المنطقة لا تبدو غنية؛ حيث يجتذب الشاطئ الطويل الأمواج المتلاحقة عشاق ركوب الأمواج، علاوة على وجود الكثير من بيوت الضيافة الخاصة والفنادق والمطاعم، كما يوجد مطعم وولفجات، في منطقة باترنوستر، والذي يعتبر واحدا من أفضل المطاعم في العالم.

وخلال المسير على الطريق 27 يشعر المرء بأنه بعيد بعض الشيء عن البراري الأفريقية؛ حيث لا يشاهد هنا الأسود والفيلة والفهود ووحيد القرن والجاموس البري، ومع ذلك يمكنه مشاهدة أكثر من 250 نوعا من الطيور في محمية “ويست كوست ناشونال بارك”، التي تمتد على مساحة 30 ألف هكتار، كما يمكن الاستمتاع بالتجول سيرا على الأقدام أو ركوب الدراجات الجبلية فوق مسار الرمال الحمراء.

وتقع مدينة فيلدريف على بعد ساعة ونصف بالسيارة من باترنوستر، حيث ينتهي هنا طريق 27، وتجتذب هذه المنطقة علماء الطيور والصيادين  ةالسياح أيضا، لكي يجربوا حظهم في البحر أو على الجبال، أو القيام بجولة بالقوارب في النهر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي