أردوغان: تركيا لن توقف عمليتها في سوريا

2019-10-12

الرئيس التركي رجب طيب أردوغانبيروت – رويترز - أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة 11-10-2019، أن بلاده "لن توقف" عمليتها العسكرية في سوريا ضد المقاتلين الأكراد، رافضا "التهديدات" في هذا الإطار.

وقال أردوغان في خطاب ألقاه بمدينة اسطنبول: "لا يهمنا ما يقوله البعض، لن نوقف هذه" العملية التي تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا.

وأضاف: "لن نوقف أبدا تلك الخطوة التي اتخذناها ضد حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية السورية".

وتابع: "نتلقى تهديدات من كل حدب وصوب تقول أوقفوا هذا التقدم".

وكثفت تركيا ضرباتها المدفعية والجوية على شمال شرق سوريا، الجمعة، في تصعيد لهجوم ضد المسلحين الأكراد أثار تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية.

هذا وأعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، أن نحو 100 ألف شخص تركوا منازلهم في شمال شرق سوريا، حيث يتزايد عدد من يلوذون بالملاجئ والمدارس في أعقاب التوغل العسكري التركي في المنطقة هذا الأسبوع.

وقالت المنظمة الدولية في بيان إن "الأثر الإنساني" للعملية العسكرية التركية في سوريا "ملموس بالفعل".

وتابعت: "غادر ما يقدر بـ100 ألف شخص منازلهم بالفعل. ورغم أنه تم إيواء معظمهم في المجتمعات المضيفة، إلا أن أعداداً متزايدة منهم ما زالوا يتوافدون على مراكز الإيواء الجماعية.. والمدارس في الحسكة وتل تمر".

في السياق الإنساني أيضاً، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أنها أغلقت أحد المستشفيات التي تدعمها في شمال شرق سوريا والتي كانت تخدم ما يزيد على 200 ألف شخص جراء العنف الذي سببه الهجوم التركي على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.

وأضافت المنظمة الإغاثية أن المستشفى الذي يقع في بلدة تل أبيض المتاخمة للحدود هو المستشفى الوحيد العام ويخدم مرضى من مناطق أخرى.

وأوضحت "أطباء بلا حدود" أن العنف أجبر الغالبية العظمى من سكان البلدة على المغادرة بما في ذلك موظفي الطاقم الطبي وأسرهم. وقالت المنظمة إن الطاقم تم نقله لمواقع أخرى في المنطقة ليقدم خدماته.
وأضافت المنظمة أن جماعات الدعم أجبِرت على تعليق أو تقليص عملياتها في مخيم الهول المزدحم والذي يقطنه أكثر من سبعين ألف طفل وسيدة وكذلك مخيم عين عيسى.

من جانبها، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية أنها تخلي مخيماً للنازحين وتبحث عن موقع بديل لمخيم ثانٍ يقعان في شمال شرق سوريا، بهدف حماية قاطنيهما من الهجوم الذي تشنّه أنقرة ضد المقاتلين الأكراد.

وأفادت الإدارة الذاتية في بيان عن تعرض مخيم المبروكة الواقع على بعد 12 كيلومتراً عن الحدود التركية، "لسقوط قذائف مدفعية، ما شكل خطراً مباشراً على حياة أكثر من 7000 آلاف نازح".

وطالت القذائف كذلك وفق البيان مخيم عين عيسى، الذي يقطنه 13 ألف نازح، "بينهم 785 شخصاً من عوائل مقاتلي داعش و479 لاجئاً عراقياً".

وقالت الإدارة الذاتية إنها بدأت "على الفور بعملية إخلاء مخيم المبروكة ونقل سكانه إلى مخيم العريشة جنوب مدينة الحسكة" بينما "النقاش مستمر مع الجهات والمنظمات المعنية لإيجاد حل أو موقع بديل" عن مخيم عين عيسى.

وأوضح مسؤول مكتب شؤون اللاجئين في الإدارة الذاتية نجاة صالح أن "ثمة خطرا على حياة النازحين بسبب الاشتباكات والمعارك والقصف الجوي للمناطق القريبة" من مخيم المبروكة. وغالبية المقيمين في المخيم نازحون يتحدرون من محافظة دير الزور (شرق).

وحمل على المنظمات الدولية "تقاعسها" و"انسحابها من المخيم حيث لم يعد يتوفر الطعام والمياه".

دبابات تركية

والخميس، نبّهت 14 منظمة إغاثة دولية، بينها منظمات كبرى تنشط في شمال شرق سوريا، في بيان مشترك، من أن تصاعد العنف قد يؤدي إلى تعليق تقديمها للمساعدات.

وحذرت من أن "الاستجابة الإنسانية المنقذة للحياة ستصبح مهددة إذا أجبرت حالة عدم الاستقرار وكالات الإغاثة على تعليق أو تغيير مواقع موظفيها وبرامجها، وهو ما يحصل بالفعل".

وكانت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية حذّرت من حدوث أزمة إنسانية وشيكة في شمال شرق سوريا.

من جهتها، رفضت الخارجية التركية، الجمعة، تحذيرات من احتمال أن يؤدي الهجوم العسكري الذي تشنه أنقرة عبر الحدود في شمال شرقي سوريا إلى كارثة إنسانية ونزوح جماعي.

ورفض بيان صدر عن وزارة الخارجية تلك التحذيرات ووصفها بأنها مزاعم " مختلقة للتشكيك في جهود تركيا في مكافحة الإرهاب."

وأضاف البيان أن الهجوم لا يستهدف "سوى مخابئ وملاجئ ومواقع المقاتلين الاكراد السوريين وأسلحتهم ومركباتهم ومعداتهم"، حسب أنقرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي