الأناضول: التحالف العربي في اليمن يوشك أن يصل إلى مرحلة التفكك

خدمة الأمة برس
2019-09-02

أنقرة - لم تستبعد وكالة "الأناضول" التركية أن تشهد عدن ومدن أخرى جنوبي اليمن اشتباكات جديدة، أو حرباً مفتوحة، بين قوات المجلس الانتقالي المدعومة من الإمارات وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً المدعومة من السعودية التي تقود تحالفاً عربياً عسكرياً منذ أربع سنوات ونصف، ما يهدد بدخول جنوب اليمن في حرب أهلية.
وقالت "الأناضول" في تقرير لها الإثنين 2-9-2019، إن تلك الحرب قد تخرج عن سيطرة قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية، وتزيد من تعقيداتالتوصل إلى تسوية سياسية للحرب مع جماعة الحوثيين (أنصار الله) التي تبدو المستفيد الأول مما يجري في جنوب البلاد.
وأشار التقرير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الجناح السياسي لقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا والقوات المؤتلفة معه انتهج منذ يناير 2018، سياسة فرض النفوذ والسيطرة خارج إطار الحكومة "الشرعية" المعترف بها من المجتمع الدولي.

ورأت الأناضول في تقريرها أن الحكومة "الشرعية" لم تبدِ موقفاً حازماً بعد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظة عدن التي تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد والمرافق والمنشآت الاقتصادية التابعة لها ولمدن أخرى في الجنوب.
وأضاف التقرير أن عدن شهدت في يناير 2018 اشتباكات واسعة بين قوات الانتقالي، والحكومة "الشرعية" انتهت بقبول الأخيرة بالأمر الواقع، في ظل غموض الموقف السعودي العملي الذي يكتفي دائماً بالتأكيد على دعم الحكومة الشرعية في حربها ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، والتشديد على وحدة اليمن وسيادته دون اتخاذ أية إجراءات رادعة ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

وتابع "فمنذ تشكيل التحالف العربي لدعم الشرعية لم تقدم دولة الإمارات دعمها الكامل لحكومة عبد ربه منصور هادي، وهي الحكومة الشرعية المعترف بها من المجتمع الدولي."
وعزا التقرير ذلك إلى اعتقاد دولة الإمارات بأن حزب الإصلاح، (فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن)، يتمتع بنفوذ واسع في الحكومة الشرعية في الوقت الذي تحارب فيه الإمارات هذه الجماعة في أكثر من دولة، لذلك فضلت بناء قوة من أبناء محافظات جنوب اليمن أنفقت عليها الكثير من الأموال ودربتها وسلحتها لتكون قوة موازية لقوة الحكومة "الشرعية".
وذكرت "الأناضول" أنه بينما تسعى الحكومة "الشرعية" بدعم سعودي لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي اليمنية وعدم التفريط بوحدة البلاد، يسعى المجلس الانتقالي بدعم إماراتي،غير معلن رسمياً، لإعلان استقلال دولة "الجنوب العربي"، ما يعكس غياب الرؤية المشتركة والالتفاف حول هوية وطنية جامعة لدى الأطراف اليمنية التي تقاتل معاً جماعة الحوثيين الحليفة لإيران.
واستطردت "من المؤكد أن هناك تباين واضح في أهداف كل من السعودية والإمارات من مشاركتهما في الحرب اليمنية".

ولفتت إلى أنه "في الوقت الذي تسعى فيه السعودية إلى منع التهديدات التي تشكلها جماعة الحوثيين على مناطقها الحدودية والحفاظ على وحدة اليمن، فإن دولة الإمارات ومن خلال الدعم الذي تقدمه لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي تسعى لتمكين المجلس من إقامة دولة في جنوب اليمن."
واعتبرت الوكالة التركية، أن عدم تبني السعودية موقفاً رسمياً من الضربات الجوية التي نفذتها طائرات إماراتية على قوات تابعة للحكومة الشرعية، يكشف واقع التحالف العربي الذي يوشك أن يصل إلى مرحلة التفكك على الرغم من البيان الذي أصدره مجلس الوزراء السعودي بعد أحداث عدن الأخيرة وقبل الغارات الإماراتية والذي يؤكد على عمق العلاقات السعودية مع الإمارات وعدم السماح بالإساءة إليها.
وقال التقرير إن التحالف العربي تضرر كثيراً جراء الأحداث الأخيرة في عدن ما ينذر باحتمالات تفكك هذا التحالف أو الجلوس إلى الحوثيين وتقديم تنازلات "مؤلمة" مخلّة بالثوابت التي قام عليها، والمتمثلة بنزع أسلحة جماعة الحوثيين وعودة حكومة عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة صنعاء، مع تسوية سياسية لا تستثني جماعة الحوثيين في حال قبلت بشروط التحالف.
واختتمت الأناضول تقريرها بالقول "وإذا تساءلنا: التحالف إلى أين؟ فإن السؤال الأكثر واقعية هو اليمن إلى أين في ظل الانقسام غير المسبوق الذي تشهده الجبهة المناهضة لجماعة الحوثيين؟".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي