القاهرة - مناخ الخوف والترقب في انتظار لحظة الحسم

خدمة شبكة الأمة برس الإخبارية
2013-07-28

 منذ اليوم الثالث من يوليو والقاهرة تعيش أجواء لم تشهدها من قبل. إعتصامان يقيمهما أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بالجيزة وبمحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر شرق القاهرة. المسيرات المنطلقة من هناك تؤثر على حركة السير في المناطق المحيطة. كما تتواجد القوات المسلحة في الشوارع والشرطة حيث تحدث بين الحين والآخر إشتباكات بين تلك المسيرات وقوات الأمن، وقد يكون لها طابع دموي في بعض الأحيان. وتبقى حقيقة أحداث تلك الاشتباكات لغزاً نظراً لحدوث معظمها في أوقات ما قبل آذان الفجر، أي قبيل الاستعدادات لطعام السحور. وبغض النظر عن المسؤول عما يحدث بين الأمن والمعتصمين فإن سكان المناطق المحيطة بتلك الميادين المواقع هم الأكثر تضرراً من الاعتصامات حسب اعتراف الكثير منهم. في حين لا يعتقد المعتصمون أن ذلك يضر بالسكان.

تخوفات السكان من المسيرات والاعتصامات

يتواجد السكان بين مواقع الجيش والإخوان في ناحية إعتصام رابعة العدوية ومساكن التوفيق القريبة. الجانبان يغلقان شوارع يوسف عباس والطيران، كلِ من ناحيته ولكن الجيش يترك الشوارع الجانبية مفتوحة أمام السكان. قال أحد سكان المنطقة د. إيهاب حليم وهو طبيب أمراض نساء حيث قال: "قد أستدعى في أي وقت لطبيعة عملي لكن الوصول إلى العمل هو عبارة عن عذاب وكذلك العودة". ويعطي مثالا على ذلكً: "كان لدي عملية في الساعة التاسعة ووصلت فقط في العاشرة والنصف".ويضطر حليم إلى إبقاء أولاده بالبيت خوفاً عليهم: "الإخوان يقومون بمسيرات وذلك يثير الخوف لدى السكان فنحن لا نعرف إلى أي مدى قد يصل بهم العنف".


حشد لمناصري الرئيس المعزول مرسي في القاهرة

وكان قبل أيام الحديث عن اختطاف ضابط شرطة من سكان التوفيق حسب رواية حليم، حيث كسرت سيارته قبل أن ينزل السكان ويقبضوا على ثلاثة من المعتدين ويسلمونهم للشرطة العسكرية. ولا يرى الطبيب دوراً للسكان في فض اعتصام رابعة العدوية. فرغم وجود مسافة بينهم وبين المنصة الرئيسية يمكن سماع أصواتها داخل منازلهم. "هذا دور الحكومة والجهات المسؤولة لكن الحكومة بطيئة الحركة ". ويطالب حليم بتدخل سريع من قوات الأمن والجيش لفض الاعتصام دون إراقة الدماء. وكان حليم قد شارك في مليونية "ضد الإرهاب" والتي دعا لها الفريق السيسي لتفويضه لمواجهة ما اسماه بالإرهاب.

مسامع اهالي المنيل لا تخلو من صوت الرصاص

على الجانب الآخر من القاهرة يعيش سكان حي المنيل حالة من الخوف والقلق حسب كلام إيمان سعيد إحدى سكان الحي القدام. ولا يعيش حي المنيل الأجواء الرمضانية المعتادة بسبب أحداث العنف المتجددة فيه والتي بدأت باشتباكات بين مسيرة للإخوان وأهالي الحي أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والمصابين. وتجددت تلك الاشتباكات لاحقاً بعدها بأيام فيما تقول عنه إيمان إن أهالي المنيل كانوا فيما يبدو "يأخذون بثأرهم". وتشرح إيمان الأجواء التي يعيش فيها سكان حي المنيل قائلة: "الناس قلقون ويخشون الخروج ودائماً نسمع ليلاً صوت الرصاص رغم هدوء الأجواء بعض الشيء صباحاً". وتبقى مداخل ومخارج المنيل مفتوحة أمام المارة والسيارات، إلا في حالة حدوث اشتباكات.

في الجيزة بالقرب من ميدان النهضة كان الوجود الأمني مشددا حيث تواجدت اللآليات العسكرية والشرطية وتشكيلات من الجنود. وكان لDWحديث مع أحدى الساكنات والتي تحفظت على ذكر اسمها. وتقول لDWعربية: "نعيش في رعب ولا نستطيع الخروج". وتستطرد: "نسمع أشياء كثيرة مرعبة فنحن نسمع عن استيلاء الإخوان على جزء من جامعة القاهرة ونسمع عن وجود أسلحة مخزنة بالداخل". وتضيف قائلة: "كذلك دائماً نسمع صوت الرصاص وتحدث اشتباكات بين الإخوان وأهالي حي بين السرايات من حين لآخر". وتخشى السيدة الخروج من بيتها تخوفاً من أي أعمال عنف يقوم بها الإخوان حسب قولها. وأعربت ربة المنزل لDWعربية أنها في انتظار تدخل قوات الأمن لفض الاعتصام الذي وصفته ب"الهم على القلب".

"نحن لا نرهب أحداً وكلها ادعاءات الإعلام الفاسد"

ومن إعتصام رابعة العدوية تحدثت DWعربية مع أحد شباب الإخوان هناك رفض ذكر اسمه. حيث تحدث عن ترحيب سكان المنطقة المحيطة في رواية قد تختلف مع بعض روايات السكان. "لم يتضايق منا احد ونحن نعامل الجميع بالحسنى ولم تحدث مشكلات بيننا وبين السكان"، ولا يجد الشاب أي مبررً لخوف بعض الأهالي من خروج أولادهم قائلاً: "موجة الترهيب تلك يمارسها الإعلام الفاسد فقط لتشويه صورتنا". غير أنه يعترف أن صوت المنصة قد يكون "السبب الوحيد" في إزعاج السكان المحيطين بمنطقة الاعتصام لكنه طالبهم بالصبر "لأننا نسعى لاستعادة مصر من أيدي الانقلابيين أعداء الشرعية والإسلام" وطالبهم بمساندتهم. ونفى المتظاهر الشاب ادعاءات القيام بأعمال عنف حيث قال: "يتم قتلنا في الشوارع ويتم الاعتداء على مسيراتنا السلمية بالرصاص الحي من قبل الجيش والأمن وبلطجيته فنحن الضحية ولسنا الجاني".


حشود المعتصمين والمتظاهرين تؤثر على حركة السير و المحيط السكني للميادين

وانتقلت DWعربية للحديث مع أحد المعتصمين في ميدان النهضة والذي رفض ذكر اسمه بالكامل واكتفى ب"محمد". وينفي محمد جملة وتفصيلاً ما قيل عن وجود أسلحة في جامعة القاهرة أو عن الاعتداء على أهالي المناطق المحيطة مؤكدا على أن اعتصامهم سلمي. "كل تلك الأكاذيب يتم ترويجها من قبل الإعلام الفاسد الذي يساند الانقلاب"، كما يقول محمد لDWعربية. وعن شكاوى بعض أهالي المنيل والادعاءات بالتعدي عليهم من قبل مسيرات لمؤيدي الرئيس المعزول ينفي محمد ذلك أيضاً قائلاً إن ذلك يتم من قبل من أسماهم "بلطجية الحزب الوطني". ولا يرى المتظاهر المؤيد لمرسي سبباً منطقياً لخوف بعض الأهالي مطالباً أهالي المنطقة بالانضمام إليهم لمواجهة "الانقلاب على الشرعية". وأكد محمد انه على يقين بانتهاء ما اسماه "الحرب الشرسة على الإسلام" قريباً وعودة مرسي إلى الحكم. "نحن مستعدون للشهادة هنا ولن نتنازل عن مطالبنا بعودة د. مرسي وإعدام الانقلابيين".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي