قدرة غير متوقعة لدى الموسيقيين.. ما الذي كشفته الدراسات عن (الإدراك المكاني)؟

الأمة برس
2025-11-23

قدرة غير متوقعة لدى الموسيقيين.. ما الذي كشفته الدراسات عن (الإدراك المكاني)؟ (الرجل)كشفت دراسة حديثة أن تعلم العزف على الآلات الموسيقية لا يمنح الفنانين مجرد متعة فنية، بل يغير بشكل عميق الطريقة التي يدرك بها الدماغ موقع الجسم في الفضاء المحيط به. وأظهرت النتائج أن الموسيقيين الذين يتلقون تدريبًا متواصلًا لديهم قدرة أعلى على الحفاظ على توازن أجسامهم وتوجيه حركتها بدقة، حتى في الحالات التي لا يستطيعون رؤية محيطهم، بحسب الرجل.

تأثير العزف 

الإدراك المكاني هو العملية الذهنية التي تمكّن الفرد من التنقل داخل العالم الفيزيائي، معتمدًا على دمج مستمر لمعلومات متعددة من العينين، والأذن الداخلية، والحواس الجسدية. هذه الخريطة الداخلية تمكّن الدماغ من تحديد موقع الجسم في البيئة، مما يُسهل تنفيذ الحركات البسيطة والمعقدة على حد سواء.

أظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Cortex، أن الدماغ يستخدم مصادر صوتية كمرتكزات للحفاظ على التوازن، وكانت الاختبارات أظهرت أن التدريب الحسي مع تحفيزات سمعية يعزز من هذه القدرات. وقد اعتبر العزف الموسيقي نمطًا مكثفًا وطويل الأمد من التدريب متعدد الحواس يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين اللمس والسمع والرؤية، وهو ما يُعتقد أنه يغير بشكل دائم كيفية معالجة الدماغ للمعلومات المكانية.

أشارت التجارب التي شملت 38 مشاركًا، نصفهم موسيقيون محترفون، إلى أن الموسيقيين كانت قدراتهم في مهام مثل المشي في مكانهم مع تغطية العينين واستخدام مصادر صوتية مختلفة للحفاظ على التوازن أدق وأكثر ثباتًا مقارنةً بغير الموسيقيين. كان أداء الموسيقيين أكثر اتساقًا في استخدام الصوت كمصدر للمعلومات لتثبيت مواقع أجسامهم حتى مع تعقد مصدر الصوت.

كما أظهرت الدراسة أن تحسين القدرات المكانية لدى الموسيقيين لا يرتبط بشكل مباشر بعدد سنوات التدريب أو عمر بدء التعلم، مما يشير إلى أن تأثيرات التدريب الموسيقي على الإدراك المكاني قد تتحقق بسرعة نسبيًا بعد وصول مستوى معين من المهارة.

علاوةً على ذلك، يوفر هذا البحث فرصًا لابتكار طرق علاجية جديدة لتحسين التوازن والإدراك الحركي، خصوصًا لمن يعانون من مشكلات في الاستقرار، عن طريق دمج التدريب الموسيقي في عمليات إعادة التأهيل الجسدي.

رغم ذلك، تبقى الأسباب الكامنة وراء هذه التحسينات غير واضحة تمامًا، ولم تحدد الدراسة ما إذا كان التدريب الموسيقي هو السبب المباشر لتلك القدرات المتقدمة أم أن الأشخاص ذوي القدرات المكانية الطبيعية العالية هم من ينجذبون للممارسة الموسيقية.

تشير الدراسة إلى ضرورة إجراء أبحاث إضافية لاستكشاف الفروق في القدرات بين أنواع الموسيقيين المختلفين وتأثير نوع الآلة الموسيقية المستخدمة. كما يُنصح بتوسيع حجم العينات والتجارب لتأكيد النتائج وتعميمها على نطاق أوسع.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي