قطعة أثرية تكشف طقوسًا خفية في بلاط توت عنخ آمون

الأمة برس
2025-11-22

قطعة أثرية تكشف طقوسًا خفية في بلاط توت عنخ آمون (الرجل)كشف بحث جديد عن توت عنخ آمون تفاصيل لافتة حول طقوس خفية كانت تُمارس في بلاطه، وذلك بعد دراسة قطعة أثرية نادرة تحمل صورته وهي جزء من عقد قديم عُثر عليه في «مجموعة مايرز» بكلية إيتون في بريطانيا، بحسب الرجل.

وتُظهر القطعة الملك الشاب يرتدي التاج الأزرق المزين بالكوبرا، ويمسك بكأس من زهرة اللوتس البيضاء، في مشهد اتضح لاحقًا أنه لم يكن مجرد زخرفة فنية، بل أداة سياسية لترسيخ الولاء داخل الطبقة الحاكمة.

اكتشاف جديد حول عهد توت عنخ آمون

الدراسة التي أجراها الباحث مايك تريتش، طالب الدكتوراه في علم المصريات بجامعة ييل، اعتمدت على مقارنات أيقونوغرافية مع مشاهد مماثلة في مقابر كبار المسؤولين ونقوش حجرية ومعابد مصغرة، بما في ذلك ضريح ذهبي من مقبرة الملك. 

وأكد تريتش أن العقد، المعروف باسم «الياقة العريضة»، كان هدية ملكية محسوبة تُقدَّم لكبار رجال الدولة لتأكيد تبعيتهم المباشرة للفراعنة، في مزيج من الرمزية الدينية والسياسية.

وتُظهر الزخارف رموزًا للخصوبة والبعث والبركة الإلهية، ما يعزز الفكرة القائلة إن البلاط استخدم الدين والمكانة الاجتماعية لإحكام السيطرة على النخبة. 

ويرجح الباحث أن هذه القلادات كانت تُهدى خلال ولائم خاصة يطلق عليها «الولائم الفارقة»، حيث يحصل المدعوون على امتيازات محددة تُبرز موقعهم في الهرم الاجتماعي.

وتشير الدراسة إلى أن التاج الأزرق الذي يرتديه الملك ارتبط تاريخيًا بمشاهد الولادة الجديدة والخصوبة، حيث اعتاد الفن المصري القديم تصوير الملوك وهم يرضعون من الآلهة أو يشاركون في طقوس إحياء رمزية.

أما كأس اللوتس الأبيض فيحمل دلالات على الحياة الجديدة والخصوبة، ويرتبط بطقوس الشرب الرسمية في عصر العمارنة، ويُستخدم أيضًا في تقديم القرابين للآلهة مثل «حتحور».

طقوس الولاء لدى نخبة مصر القديمة

ويذهب الباحث إلى أن فعل الشرب نفسه كان يحمل أبعادًا رمزية متعلقة بالخلق والاتحاد، خصوصًا في سياق الولائم التي كانت فيها النساء يسكبن الشراب ويقدمن الزهور. 

ويُعتقد أن المشهد يجسد العلاقة بين توت عنخ آمون وزوجته عنخ إس إن آمون، في صورة رمزية تعكس واجبه الملكي في إنتاج الورثة، وتعيد في الوقت ذاته إحياء أسطورة الخلق الهليوبوليتية عبر محاكاة فعل الإله «أتوم».

وتلفت الدراسة إلى أن القطعة، المرمزة برقم ECM 1887، صُبت من مزيج من الحصى والرمل والكسر الصخري ثم صُقلت ولُوّنت، وقد اقتُنيت في أواخر القرن التاسع عشر عبر سوق الآثار قبل أن تُهدى إلى كلية إيتون.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي